العمالة والخيانة أصبحت وجهة نظر
ما أن بدأت تنهال علينا وثائق ويكليكس وتحمل معها الأخبار والأسرار عن ما يجري بالخفاء ما بين العملاء الذين يدعون السياسة والثقافة مع أسيادهم الأمريكان والصهاينة والذين رجموا الأردن وشعب الأردن الموحد بكل ما يستطيعون من قوة لتفرقة الشعب الواحد، ونصّبوا أنفسهم بأنهم يتحدثون باسم الشعب بأكمله، وأحيانا باسم فئة من الشعب، وأحيانا باسم الدولة الأردنية بأكملها، ووصل بهم الحال بالتطاول على رمزها، وكل هذا في خدمة الصهاينة وتحت مظلة السفارة الأمريكية، وهم بذلك قد أدّوا دور العمالة والخيانة، وهم يعيشون تحت سقف الدولة الأردنية، ولهم الحظ الأكبر من المنافع والمناصب والهبات، ومع كل ذلك يتاجرون بالأردن وطناً وشعباً، وهم المستفيدون من خيرات الدولة الأردنية، وهذه معادلة غريبة وعجيبة أجزم أنه ليس لها مثيل في الدنيا كلها، ومهما كان نوع النظام والقانون والدستور بأي دولة في العالم على وجه الأرض ويُكتشف بداخلها مثل هذه الزمرة العميلة، يتم القبض عليهم ومحاسبتهم وسؤالهم عن تصرفاتهم، ومن يثبت عليه الخيانة والعمالة يتم تحويله إلى القضاء، أليس هذا التصرف الذي يبعد الخطر عن الدولة وعن مؤسساتها وعن مواطنيها؟ ألا يجب أن يوضع لهؤلاء الخونة حد؟ أليس هم من يعبثون بالوحدة الوطنية؟ أليسوا هم من أقاموا مؤسسات الفساد ودعمها؟ وهنا القول أنني لم أخصص فئة عن أخرى، فكل من يثبت تورطه يجب محاسبته بغض النظر عن أصولة ومنابته، والآن بدءوا يظهروا علينا هؤلاء العملاء على شاشات التلفزيون ومن خلال الصحافة، والمواقع الإلكترونية، ويبرروا هم وأعوانهم بأن الذهاب إلى السفارة الأمريكية شيء عادي، ولا يوجد شيء معيب، ويتناسوا ما فعلوا وما تكلموا فيه، وبنظرهم أن الشعب الأردني بأكمله مُغفل ولا يقرأ ما تنشره وثائق ويكيليكس بالتفصيل عن جلساتهم المشبوهة، وهم يريدون أن يقتنع الشعب بأفعالهم المشينة، وهم الذين لسوء الحظ مفتوح لهم المجال في بعض القنوات الفضائية والصحافة المكتوبة والمواقع الإلكترونية، وكثير من وسائل الإعلام تعمل لخدمتهم وحينما يكتب أي صحفي أو كاتب أو متابع أو مراقب عن تلك الزمرة العميلة وعن تصرفاتهم يقال هذه أسماء معروفة، ولها وزنها، ولها مكانتها، وجميع هذه الأوصاف تندرج تحت عباءة السفارة الأمريكية والعمالة للصهيونية، والدليل على ذلك، نعم يوجد من تقلد مناصب بالدولة وهو الآن يعيش حياة طبيعية لا ترف فيها، وحالته المادية عادية (على قدها) ومنهم من دخل الحكومة وخرج بالملايين، وكذلك الإعلاميين والصحفيين، والشرفاء لم يستطع أحدهم شراء سيارة، ويسكن بالإيجار، والآن عرف السبب وبطل العجب( ولم لا) الذي يبيع ضميره وكرامته وشرفه للأمريكان والصهاينة، يعيش حياه رغيدة، مع العلم أنه يوجد أناس هم أصحاب مال أباً عن جد ولا ينطبق عليهم لقب المتاجرين بالأوطان، والإنسان الوطني والشريف العفيف وصاحب الموقف تكون معيشته على قدها، اللهم اجعلنا من هؤلاء وكثّر منهم يا رب، اللهم يا رب عليك بالأمريكان والصهاينة وعملاءهم وأسخطهم وأرنا بهم يوماً يا الله، ليبقى هذا الأردن وشعب الأردن وملك الأردن مرفوعين الرأس، ويبقى الأردن وطن الأحرار الشرفاء لنصرة الأهل والأخوة بفلسطين الحبيبة واسترجاع الأقصى الشريف بعون الله.