دروس يرفض الحكام العرب أن يتعلموها

دروس يرفض الحكام العرب أن يتعلموها
أخبار البلد -  

 

لطالما ظننا أن إسرائيل قدر لا مفر منه، وأن القبول بها بل والتعامل معها أمر مسلم به ولا مناص منه، وأن التطبيع معها ومد جسور التعاون السياسي والاقتصادي والأمني وحتى الثقافي، مسائل مفروضة علينا ومجبرون نحن على الإذعان لها تحت كل الظروف.

اليوم وبعد التطورات الأخيرة التي شهدتها المنطقة على الساحتين العربية والإقليمية، أعتقد أن الصورة اختلفت في ألوانها وشكلها ومضمونها ورسالتها، ذلك أن بعض الأحداث المهمة لها دلالات ومؤشرات ينبغي أن لا تمر علينا دون أن نتوقف عندها بالدراسة والتحليل والنقد والتقييم.

أولا: يتوجب علينا اليوم أن نقف طويلا عند مسألة طرد السفير الإسرائيلي من تركيا، لنتذكر أن الاتفاقيات ومعاهدات السلام التي نكبل بها أيدينا وأقدامنا ونكمم بها أفواهنا، ونخدّر بها غضبنا وقهرنا وندفن فيها كرامتنا وإنسانيتنا، هذه الاتفاقيات ملزمة للطرفين، ويستطيع أي من الطرفين أن يتحلل من شروطها عندما يخل بها الطرف الآخر، وهذا ما حدث بين تل أبيب وإسطنبول.

ثانيا: يوجد لدى الرئيس أو المسؤول العربي مبررات كثيرة ومسوّغات مختلفة يسوغها في سبيل الإقدام على خطوات جريئة، ترضي ضميره –إن وجد- ومطالب شعبه، أمام الضغوطات الدولية والإرهاب الصهيوني، أنا أستطيع أن أقف بكل حزم وشجاعة وجرأة أمام العصابات الصهيونية لأوضّح لهم أن الغضب الشعبي الذي أثار أحفاد عبد الناصر، ودفعهم لمداهمة السفارة الإسرائيلية بعد العلاقة الغرامية غير المشروعة التي قامت في عهدي السادات ومبارك بين مصر وإسرائيل، هو غضب منطقي ومشروع لشعب يثور من أجل أبنائه الذين قتلوا بغير وجه حق.

ثالثا: الموقف الروسي المتشدد في دعمه للنظام السوري، والذي مازال يمثل مع الموقف الصيني عقبة، في وجه استصدار قرارات من هيئة الأمم من شانها الإضرار بالنظام السوري وتضييق الخناق عليه، يستدعي إلى الوعي العربي قضية غاية في الأهمية، ألا وهي قضية تكوين أحلاف سياسية قائمة على مصالح سياسية واقتصادية وأمنية مشتركة، يمكن أن تقوم الدول العربية بالدخول فيها كشركاء استراتيجيين مع الدول المجاورة كتركيا وإيران وروسيا، لا كأتباع مهزومين خنوعين كما هو الحال الآن مع أمريكا وإسرائيل.

رابعا: عندما تهدأ ثورات الربيع العربي، ويحمل الربيع حقائبه ويرحل معلنا عن هزيمته أمام جيوش الشتاء المندفعة ببردها ومطرها وثلوجها، على زعمائنا العرب أن يفكروا مليا بترتيب أوراقهم وإعادة صياغة مشاريع حكمهم ومشروعية أنظمتهم، بحيث يعتلي الشعب قائمة أولوياتهم ليستمدوا مشروعية وجودهم من الداخل الشعبي لا من الخارج الإمبريالي، علينا اليوم أن ننظر إلى بناء الدولة المؤسساتية المرتكزة في وجودها على بنى تحتية قوية وراسخة ومنظمة وثابتة، حتى لا نعاني ما نعانيه اليوم من فراغ سياسي ناجم عن كون الدولة العربية مرتبطة بخيوط أنظمتها الواهية، عوضا عن ارتكازها على أوتاد مؤسساتية تحمل الدولة بغض النظر عن وجود أو غياب تلك الأنظمة.

خامسا: عوضا عن اجترار بقايا الحقد التاريخي بين إيران والعرب وبين السنة والشيعة، ومحاولة اتهام تركيا باللهاث وراء مصالحها وتبرير مواقفها من منطلق رغبتها في الانضمام للاتحاد الأوروبي، والتخوف من الجعبة الروسية بما فيها من مضامين ومفاهيم اشتراكية وشيوعية معاكسة للتيار الرأسمالي، يتوجب على الأنظمة العربية الحالية والقادمة أن تستوعب هذه التجارب التي نهضت من بين الركام، ونفضت عن نفسها غبار ضعف علق بها لأسباب مختلفة ولفترات لم تدم، من أجل استعادة دورها الحيوي على الصعيد الإقليمي والدولي، كفانا بكاء على أطلال ال67 ولنقرأ مسيرتي اليابان وألمانيا اللتين تمكنتا من دفن كل آثار هزائمهما السابقة في الحروب العالمية، ولنلق نظرة على الصين التي راحت تتعملق اقتصاديا بصمت وثقة.

سادسا: استنادا إلى ما نادى به الفيلسوف الإنجليزي جون لوك، من أن الشعب هو المسؤول الوحيد عن انتخاب واختيار حكامه ورؤسائه بناء على وعيه وثقافته وعلمه، علينا إذن أن ننظر إلى مسألة الوعي والثقافة والفكر والعلم السياسي بصورة أكثر جدية وأوسع حجما وأشد عمقا في تربيتنا الوطنية لأبنائنا، حتى نتخلص من مجموعات الانتهازيين والوصوليين، والذين يتهافتون للوصول إلى سدة الحكم تحت شعارات الوطنية ومن خلال المسميات الحزبية المختلفة.

هذه النقاط والكثير غيرها تحتاج إلى سنوات من القراءة والفهم والاستيعاب، حتى نتمكن من رسم خارطة طريق خاصة بنا ومفيدة لنا عوضا عن صفقات الغاز الخاسرة، التي نعقدها على حساب الوطن والمواطن ولصالح العدو، اليوم نحن على يقين بأن السي آي إيه لم تعد الخيار الوحيد لأنظمتنا العربية، وهناك العديد من الأمثلة بعضها تاريخي، وبعضها الآخر مازال حيا وماثلا أمامنا في كوبا وفنزويلا، وتدلل هذه الأمثلة وبقوة إلى أن الأنظمة العربية يمكن لها أن تستمد مشروعية وجودها وقوة بقائها من شعبها لا من واشنطن وتل أبيب، علينا اغتنام فرصة التحولات التي يمر بها العالم، ولنحوّل مطامع الآخرين في أراضينا وثرواتنا إلى فرص استثمارية لصالحنا، بحيث نعقد صفقات نحن فيها رابحون، وندخل في تحالفات نحن فيها شركاء، ونرسم مشاريع نحن فيها أصحاب رأس المال، أخيرا جاء الوقت الذي نستطيع فيه أن نكون رؤوسا لا أذنابا وقادة لا أتباعا، وأسيادا في العالم لا عبيدا وإماء له. 

 

 

شريط الأخبار بعد بيع وحدته في الأردن.. خطة طموحة للبنك العقاري لتوسع أعماله في مصر "طوفان الأقصى" يربك إسرائيل.. أزمة "التحقيق" تنفجر وارتدادات الهزيمة تكشف انهيار الأسطورة الأمنية الحكومة: لن نتهاون مع أي جهة أو شخص يروج لمعلومات كاذبة أو مضللة تمس مشاريع الدولة إعلام رسمي إيراني: تدريبات بالصواريخ في عدة مدن "الصحة النيابية": تخفيض ضريبة على السجائر الإلكترونية يشجع على التدخين تطورات متلاحقة في حلب.. الصحة السورية تعلن مقتل شاب ووالدته وإصابة 8 آخرين جراء قصف قوات "قسد" محيط مستشفى الرازي أم مصرية تعرض اطفالها للبيع بسبب الفقر "القانونية النيابية": إلغاء جميع الاستثناءات في معدل قانون المعاملات الإلكترونية 3 قنابل ثقيلة من مصطفى العماوي الى البريد الأردني.. هل يستطيعون الاجابة ؟ الديوان الملكي ينشر صورة من اجتماع للملك بالعيسوي وزير للنواب: امانة عمان بلدية قلق واحتقان وملفات وشكاوى من الموظفين تضرب بقوة بمؤسسة صحية وجهات رقابية تتابع الملفات النواب يقر مشروع قانون معدل للمعاملات الإلكترونية لسنة 2025 السلامي .. هل يجيز القانون الأردني والمغربي الجمع بين الجنسيتين؟ محافظة العاصمة حكاية تُحكى وتُروى مبنى له معنى .. السلطة في قلب عمان نائب: قرابة ربع مليون مركبة غير مرخصة بالأردن الرياطي: محاسبة انتقائية أم عدالة واحدة؟ دماء العقبة لن تُنسى والصمت غير مقبول صندوق النقد: تمديد سن التقاعد ضمن خيارات الضمان إصابة جديدة جراء استخدام مدفأة "الشموسة" المنارة الإسلامية للتأمين تحصد المركز الأول في هاكاثون الابتكار في التأمين 2025