دخلت تركيا، الآن فقط، ازمة المنطقة بعد ان ناورت طويلاً على هوامشها، فطرد السفير الاسرائيلي، وتجميد الاتفاقات العسكرية، والطلب الى حكومة نتنياهو الاعتذار عن حادث السفينة مرمرة ودفع تعويضات عن الأذى الذي تسببه هجوم الجيش الاسرائيلي على سفينة مدنية تنقل احتجاجاً سياسياً الى شواطئ غزة، ثم، وهذا الأهم، رفع الحصار عن القطاع المحاصر!!
والصدام السياسي بين تركيا واسرائيل لن يبقى في حدود المنطقة، فالصدام مع الأمن المدلل للولايات المتحدة سيؤدي الى تشبيك العلاقات التركية - الاميركية، والى اشكالات داخل الحلف الأطلسي ذلك ان جذور الكيان الصهيوني ممتدة الى اوروبا واميركا.. وكل مكان للولايات المتحدة فيه نفوذ!!
لقد تنبهت ادارة اوباما مبكراً الى خطورة التوتر التركي - الاسرائيلي، وقامت بتحركات نشطة لتخفيفه، وترك التيار يهدأ ويأخذ مساره، ذلك ان حجم العلاقات الاقتصادية بين تركيا واسرائيل هو حجم كبير، ومائل لمصلحة اسرائيل نظراً لكلفة التعاون العسكري الذي يشمل تصدير الكترونيات السلاح الاسرائيلي وخاصة سلاح الجو.
وادارة اوباما فشلت في التعامل مع نتنياهو في الموضوع التركي كما فشلت معه في الموضوع الفلسطيني، فالعنطزة الاسرائيلية تفهم انها ممسكة بالادارة الديمقراطية باليد التي تؤلمها. ومن السهل على نتنياهو نقل الصراع مع السياسة الاميركية من الشرق الاوسط الى واشنطن، ويتكفل الكونغرس واللوبي الصهيوني والمتعصبون في نادي الشاي، والكنائس المتصهينة باحباط الرئيس الاميركي الذي يعيش حالة انتخابات مستمرة!!.
تركيا، ستجد ان لها حلفاء حقيقيون في المنطقة، حتى في طهران، فالصدام مع اسرائيل سيجيش العواطف التي تعيش تحت الرماد، وسيطلق القوى التي احبطها الاميركيون.. دون اعتبار الى ربيع الأنظمة او ربيع الشعوب..
تركيا الآن دخلت حلبة الصراع.. فمرحباً بالقادم الجديد