بالنسبة لي أستغل عطلة العيد للقراءة « المكسورة عليّ «. حيث اتاحت لي الزوجة والأولاد ـ مشكورين ـ الفرصة للتمتع بإجازة وحدي في البيت وهو ما يعني بالحرية، طبعا « الحرية المسؤولة «. فقد ذهبت الأُسرة الكريمة الى الشمال ، الى « إربد « حيث العيد هناك « غير « كما قالت ابنتي بنوع من « الشماتة « بي.
وبعد أن انتهيت من واجباتي الأهلية، فزرت الوالد واطمأننت عليه ، وعلى « الولايا « غير المتحدة، وقبلها زرت عمّي قبل سفره الى امريكا ، عدت الى البيت وخلعتُ البدلة « اليتيمة « وارتديتُ « الجلابيّة « وانفردتُ بالكتب « المكسورة عليّ «. ساعات وانا مثل « فأر « يقرض الصفحات بنهم شديد ـ زي الملهوف ـ.
وفي المساء وبعد أن حل الظلام، أعددت « أرجيلتي « مستغلا غياب الكائنات في العمارة والبيت وهدوء المكان و» عزفتُ « ما شاء لي ان أعزف « براحتي «، وعلى خلفية اغنية أُم كلثوم « حُلم «. فكنتُ أسحب نفَسا و» الست» تردد: بقى يقولي وأنا أقوله وخلّصنا الكلام كله». يعني « الموّال « كان طويلا.
وقبل منتصف الليل، شاهدتٌ فيلم « فيديو « من تلك الأفلام « المكسورة « عليّ.
وفي الصباح التالي صحوت مبكرا، وعدتُ للقراءة . كنت أُريد انهاء أكبر عدد من الصفحات وكان الكتاب « اعترافات قاتل اقتصادي» لأحد رجال المخابرات الامريكية حول كيف سيطرت الولايات المتحدة الامريكية على الدول من خلال إغراقها بالديون، والرجل أراد « التكفير « عن خطاياه من خلال « اعترافاته «.
اليوم التالي..
كنتُ في حضرة دولة « أبو عصام « الاستاذ عبد الرؤوف الروابدة ـ جاري ـ الى حد ما. فهو يسكن في أطراف « أبو نصير « وأنا في « الجبيهة «. ورأيته في مدخل بيته يقرأ كتابا عن الحرب اللبنانية لمؤلفه شربل داغر. كانت جلسة ممتعة. ولن أبوح بالمزيد لأن المجالس « أمانات « . بعدها توجهتُ الى جارتي السيدة ليلى شرف وهي لا تبعد عني سوى أمتار. ومكثت عندها ساعتين كاملتين وكانت من أجمل ساعات العيد. طبعا « المجالس أمانات «.
وفي المساء كنتُ أزور سيادة الشريف فواز شرف وكانت جلسة ممتعة جدا ، وأيضا « المجالس أمانات «.
وكان ختام العيد «شماليا» تماما. حيث ذهبتُ لإحضار الاسرة الكريمة وتناولت هناك « كبسة « هائلة وعدتُ مثقلا بالطعام وبالفرح، وكان أولادي يغنون وأنا « أُطبّل « على « تبلو» السيارة !!.
talatshanaah@yahoo.com
.. في العيد
أخبار البلد -
بعد أن ذهب العيد «الصغير» كما كنا نسميه عندما كنا صغارا، تتعرض لسؤال تقليدي: كيف قضيت العيد؟. وهو استمرار لسؤال سابق «كيف ستقضي العيد؟».