أخبار البلد – أحمد الضامن
عملت الحكومة على إنهاء قضية التكسي الأصفر وإرضاء كافة الأطراف بشتى الطرق ،مما دفعها إلى تعديل الأسعار الذي دخل حيز العمل اليوم ، الأمر الذي اعتبره المواطنين بأنه بحاجة إلى دراسة جدية وحقيقية، واصفين ذلك بأنه ما هو إلا رغبة بإنھاء اعتصامات سائقي التاكسي الأصفر المتكررة ... وأن القرار لا يخدم مصلحة المواطن... فالمطلع على المشهد يجد أن الحكومة في حيرة من أمرها بين التطبيقات الذكية والأصفر تماما ، مما دفعها إلى العمل بكافة الجهات لانهاء السجال الذي امتد لوقت طويل..
الأمر الآخر والذي يعتبر في غاية الأهمية ، هو التطبيقات الذكية وغياب الرقابة عليها، مما جعل هذه الشركات تعمل وتحتسب الأسعار وفقا لمزاجها دون ضوابط أو أنظمة ، حيث تعمل هذه الشركات على وضع الأسعار مزاجيا دون مراعاة التكلفة العالية والمبالغ بها على مستخدمي هذه الخدمة ، ولم يمنعها أي رادع من زيادة الأسعار ، ودون وجود أي تفسير أو مبرر مقنع لما يجري ، إلا أن هناك من يحاول فرض أمر واقع لمصلحة هذه الشركات دون النظر لأي أمر آخر ... والسؤال الأهم هل ستبقى هذه الشركات تصول وتجول وتعمل حسب "المزاج" دون حساب أو عقاب ..
هذه الشركات دخلت على خط المنافسة مع "التكسي الأصفر" الذي كان يحتكر طلبات النقل لسنوات .. وأصبح هنالك منافسة شديدة له من هذه التطبيقات التي بدأت فكرة عملها وانتشرت في معظم دول العالم .. والجميع اطلع على الاخبار التي تم تداولها والصفقة التي تمت وإعلان شركة اوبر العالمية باستحواذها على شركة كريم في صفقة قيمتها 3.1 مليارات دولار ، وفق بيان أصدرته ، وأشارت في بيان لها أرسلتها الشركة بأنه ومنذ خمس سنوات، بدأت مشوارها في الشرق الأوسط وكانت هذه البداية رائعة ، معلنين عن خطوة جديدة في مشوارهم حيث تم الاتفاق على استحواذ أوبر لشركة كريم.
وهنا جوهر الكلام حيث أصبحت الحصة السوقية من خلال العمل ضمن التطبيقات الذكية هي من نصيب هاتين الشركتين التي أصبحت تحت إدارة واحدة وتعمل وفق منهج واحد بغض النظر عن قرار شركة اوبر بابقاء اسم الشركة "كريم" وعملها كما هو .. إلا أن الأسعار والعروض الترويجية التنافسية التي كان يلمسها المستخدم أصبحت في طي النسيان.
العديد ما زال يؤكد بأنه من المتوقع أن نشهد ارتفاعاً في الأسعار وإلغاء العروض الترويجية والخصومات كون غياب المنافس لهذه الشركة في السوق .. وكما ذكرنا سابقا فإن هنالك ممارسات لهذه الشركات لا تخضع لمراقبة الجهات المسؤولة وأصبحت تحدد الأسعار حسب المزاج وبالتالي وجب التدخل السريع والتحرك بعد هذه الصفقة والعمل على وجود خطة تسعيرية للشركات أسوة بالتكسي الأصفر، والعمل على منع الاحتكار والاستحواذ لهذه الشركات بحيث تصول وتجول دون رادع ، والعمل على تنظيم وضبط عمل التطبيقات الذكية لتحقيق التوازن بين جميع الأطراف.