الباحثون عن الخبز!

الباحثون عن الخبز!
أخبار البلد -  


 

اخيرا وصلت الدفعة الاولى من ابناء العقبة المحتجين على اوضاع البطالة الى عمان فيتوجهون الى الديوان الملكي ليقابلهم رئيسه ويقنعهم بالعودة من حيث اتوا على ان يجري تأمينهم بفرص عمل خلال فترة وجيزة. قبيل وصولهم الى عمان كان تصريح دولة رئيس الوزراء "بأن الحكومة لا تستطيع توفير فرص عمل لكل العاطلين” كما تداولت وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي ردا من وزارة الداخلية يتضمن اشارة الى ان احد المنظمين للمسيرة رفض فرصة عمل براتب معقول جرى توفيرها له واخرى تم توفيرها لشقيقه، في الخلفية ايضا بيانات اصدرتها وزارة العمل تقول ان هناك فرص عمل تتجاوز في مجموعها 3000 فرصة تتوزع على المحافظات. اذا كانت هذه الحالة فما الذي يجري وكيف يمكن نظم الخيوط اذا كان ذلك ممكنا؟
في المشهد الكثير من الصور والاحداث واللاعبين وهو محير وغريب يثير جملة من التساؤلات اهمها كيف يمكن التوفيق بين كل هذه المتناقضات المتعلقة بوجود العمل وغيابه؟ والمطالبة به ورفضه، وتوفيره لاشقاء شكل احدهما ضغطا وكيف يجري التصريح بهذا الاجراء الذي يبدو انه اصبح وسيلة، ومنذ متى تنشغل السلطات المحلية بتقديم عروض وظائف لناشط وتتبع ذلك بعرض لشقيق له، وكيف يختلف ذلك عما قامت به الحكومة في حادثة تعيين اشقاء النواب، وهل اصبح ذلك نهجا لحصول الافراد والجماعات على مكتسبات وظيفية وغير وظيفية؟
قائمة الاسئلة التي تطرحها المناسبة واسلوب معالجتها لا تخلو من الاستفسار عن اذا ما كان هناك 400 فرصة عمل متوفرة في العقبة فعلا ولماذا لم يتمكن الناس من الوصول اليها قبل تدخل رئيس الديوان الملكي؟ ام انها ستخلق استجابة للمطالب وكيف؟ والسؤال الآخر يتعلق بماذا لو جاءت مجموعة محتجين اخرى من العقبة لطلب وظائف جديدة؟ وكيف سيؤثر هذا الاجراء على مستقبل هذه الظاهرة في اماكن وبلدات اخرى؟ وهل هذا الاسلوب الامثل للتعامل مع هذا الوضع؟ وهل كان لدى الحكومة تصور للتعامل مع هذه الاحتجاجات؟ وما معنى تصريح وزير العمل بأن اجراءات الديوان جاءت بتنسيق مع الحكومة؟
في الأردن اليوم العديد من المشكلات والازمات بعضها مستعص والبعض الاخر لا يحتاج لأكثر من الهدوء والحكمة والدراية بأوضاع البلاد ومواردها والتفكير في كيفية توظيفها بالشكل الذي يخدم الناس ويحد من توالد الازمات والمشكلات الاخرى.
المؤسف أن بالامكان تجنب بعض هذه الازمات بشيء من الحكمة وحسن الادارة ووجود قدر من التناغم والتنسيق بين دوائر صناعة القرار. في مشهد البحث عن الخبز هناك الكثير من الاجتهادات التي قد تزيد الوضع تعقيدا وتنقل البلاد نحو حالة جديدة من المطالب والحلول الجزئية بترتيبات تخل بمبادئ الوضوح والعدل وتكافؤ الفرص التي نص عليها الدستور وراعتها القيم والتقاليد.
لا احد يعرف ما يمكن ان تسفر عنه المسيرات التي اخذت تنمو بمتوالية يصعب حصرها او التنبؤ بأعداد من سيشاركون فيها. الرحلة الاولى التي قام بها الدكتور العريني قبل اسابيع فتحت للعاطلين او المتعطلين ثغرة في جدار الصمت الذي خيم على بلدات وقرى واحياء عانى ابناؤها من البطالة وتحملوا قساوة الاوضاع منتظرين خروج البلاد من عنق زجاجة الملقي والدخول الى عصر النهضة الذي بشر به الرزاز.
لم يخطر ببال الدكتور العريني وهو يجهز اطفاله لرحلة الشتاء التي اخذتهم من بصيرا في جنوب البلاد الى عمان بأنه يطلق صرخة تجد صداها لدى آلاف العاطلين عن العمل ممن سيكملون رحلته التي توقفت بالقرب من سد السلطان بعد ان تعهد له نائب بأنه سيرتب له حلا.
صحيح ان البطالة موجودة في كل المجتمعات لكن المجتمعات لا تهمل حاجات الافراد للاكل والنوم والنظافة في مجتمع يرفع شعار التكافل لا بد من ضمان حد ادنى من الدخل لكل فرد عاطل عن العمل ريثما يتوفر له العمل، والا فإن كل ما يقال لا يعدو خطابة لا معنى لرنين مفرداتها ولا لبراعة الخطيب وسحر الالقاء وسماحة الملامح والايماءات.
الازمة الجديدة ما كانت لتنفجر بهذه الصورة لولا الممارسات الحكومية والنيابية التي عصفت بما تبقى لدى الناس من امل بوجود اسس ومعايير يلتزم بها القائمون على ادارة شؤون الناس. الاستجابة الحكومية لهذه المشكلة مرتبكة ومحيرة ولا تبعث على الاطمئنان ولا الثقة.

 
 
شريط الأخبار فرع جديد لمجموعة الخليج للتأمين – الأردن في جبل عمّان القضاء يلزم مريضي سرطان بحفظ سور من القرآن كعقوبة بديلة نائب: شموسة منعت من الدخول في عام 2021 هل صرف "الاهلي المصري" النظر عن النعيمات ؟ ضبط أكثر من 1400 اعتداء على خطوط المياه خلال شهر واحد سلامي: نواجه خصمًا قويًا وسندافع عن حظوظنا لبلوغ نهائي كأس العرب.. موعد المباراة قتلى ومصابون جرّاء إطلاق نار على حفل يهودي في سيدني الفحص الطبي لمرة واحدة… قرار جباية أم تنظيم؟.. النوتي يكتب... الصبيحي يكتب.. الدراسة الاكتوارية للضمان: مؤشرات تحذير لا مخاوف تخبط اداري في مؤسسة صحية .. فك وتركيب اقسام ومديريات!! السفير الأميركي يواصل جولاته المكوكية بين الوزارات الأردنية فريحات يكتب.. السلامي يواجه أستاذه رينارد .. صراع خبرة وطموح في المستطيل الأخضر ايقاف 3 مصانع منتجة للنمط ذاته من المدافئ المتسببة بالوفيات التمييز تحسم القرار .... فينكس القابضة تكسب قضية بملايين الدنانيير ضد الصناعية العقاريه الحكومة تشكل لجنة للبحث عن اسباب حوادث الاختناق حماية مستهلك: إيقاف بيع المدافئ مؤقتاً المجموعة العربية الاردنية للتأمين تدعو لاجتماع غير عادي لمناقشة هذه القضايا نائب يطالب بإقالة وزير الصناعة ومديرة المواصفات بعد فضيحة (الشموسة) لاعبو المنتخب العراقي يتحدثون عن أسباب الخسارة أمام الأردن إسرائيل تغتال الرجل الثاني في حماس بغارة في غزة