أخبار البلد - أمريكا ... وسياسة العداء الاستراتيجي !!!
نحن بالتاكيد لا نبادلها العداء ... ولا ننافسها او نتصارع معها ... لاننا شعب محتل وسلطة ضعيفة وظروفنا تغني عن سؤالنا ... ومع كل ما فينا وعلينا فنحن يمكن ان نعادي من يعادينا ... وبالتأكيد نصادق من يصادقنا ... حتى وان كانت الولايات المتحدة الامريكية القوة العظمي بهذا العالم فنحن نتعامل معها على ارضية العلاقاات الدولية والقانون الدولي .... ولا نتعامل معها على ارضية القوة التي تمثلها والسياسة التي تتبعها والاستراتيجية القائمة لديها والتي تشكلت بفعل عوامل عديدة ليس أولها المؤسسات الامريكية ... ولن يكون اخرها الايباك واللوبي الصهيوني العالمي ... وقانون المصالح الغالب والمتحكم بهذه الدولة العملاقة .
منذ الطفولة كنا نسمع بأمريكا ... ونرى علمها يحترق في العديد من العواصم وكنا نتسائل ببراءة الاطفال لماذا امريكا يحرق علمها ؟!!! ولماذا لا يحرق علم الاتحاد السوفيتي بذلك الوقت ؟!!! .
وبعد ان تعلمنا وامتلكنا الجزء اليسير من الوعي وقرأنا ما قرأنا وتعرفنا بحكم التجربة ومتابعة المواقف والاحداث أن امريكا تستحق ان يحرق علمها لانها معادية للشعوب وحريتها .
مسلسل السياسة الامريكية وعبر عقود طويلة وحتى يومنا هذا يؤكد ان واشنطن قد انتهجت سياسة عدائية للشعوب الساعية لحريتها ... وللدول التي تتطلع الى استقلاليتها وهذا ما تأكد عبر التاريخ الحديث والذي ما زال يمثل واقع الحقيقة حول مواقف امريكا المنحازة والداعمة للكيان الاسرائيلي لتنفيذ كافة مشاريعه العنصرية والاستيطانية واستمرار احتلاله لارضنا وانتهاك حقوقنا والاستيطان الكولونيالي بأرضنا .
سنتطرق الى حقبة زمنية ما قبلها عداء وانحياز ... وما بعدها غطاء ودعم عسكري لا محدود أدى الى احتلال أرض عربية وفلسطينية بفعل نصر مزيف لقوات الاحتلال الاسرائيلي نتيجة الدعم اللوجستي ووقوف الولايات المتحدة الى جانب هذا الكيان المعتدي والمخالف لقرارات الشرعية الدولية وللقانون الدولي .
أمريكا مستمرة بانحيازها ودعمها ... ولا تتأخر لحظة واحدة عن التصريح واثبات وقوفها ودعمها لهذا الكيان ولا تخفي عداءها لنا ما بعده حزيران 67 وما قبل .. والسياسة الامريكية على ظلمها وانحيازها وعنصريتها وفي أحسن الاحوال سياسة خبيثة لمبادرات مخططة ومدبرة في المطبخ الامريكي الصهيوني لاركاع العرب وشطب القضية وعلى الاقل ابقاء حالة الصراع وادارته بطريقة تحفظ لاسرائيل تفوقها وخطابها للعالم بأنها مهددة وان ما يحيطها من العرب يعادون وجودها ويعملون على انهاء هذا الوجود .
أمريكا وسياستها الاستراتيجية الداعمة بكل قوتها لاسرائيل لا تخجل من ذلك بل تفاخر ما بين الدول وعلى المنابر الدولية وفي المؤتمرات وحتى في اللقاءات الثنائية وعلى اعتبار وتأكيد ان دولة الكيان أحد ولايات امريكا .
هذه الحقيقة الامريكية ليست اكتشافا جديدا بل تأكيدا لسياسة ماضية وقائمة منذ حزيران 67 وما قبل ذلك .. وحتى عبر مبادرة روجرز والدعم اللوجستي لاسرائيل في حرب اكتوبر 73 وما جرى من جولات مكوكية لكسنجر وزير الخارجية الامريكي الاسبق ... وما تأكد من سياسة امريكية معادية للعرب ومنحازة لاسرائيل وممارسة المزيد من الضغوط والابتزاز في ظل دعم كامل وشامل اوصلنا الى قناعة ان امريكا تمتلك معظم اوراق اللعبة وهذه حقيقة وليس خيال وما جرى بعد ذلك من اتفاقيات كامب ديفيد بالعام 78 وما جرى عبر مؤتمر مدريد وما بعد ذلك اوسلو .
مسلسل السياسة الامريكية بعد ان تمت كامب ديفيد واوسلو ووادي عربة وضمن المسلسل الاستراتيجي للسياسة الامريكية ووفق المخطط المدبر كان ما يسمى بمشروع الشرق الاوسط الصغير ومن ثم مشروع الشرق الاوسط الكبير ... وما تم تخطيطه لما يسمى بثورات الربيع وهي بالحقيقة امريكية صهيونية وبعد كل ما جرى من محاولة امريكا تنفيذ مشروعها حول اخونة المنطقة وتقسيم المقسم وتجزئة المجزأ واثارة النعرات الطائفية وبعد ان ادخلت بسياستها المخابراتية عصابات التكفير والارهاب ... وبعد ان صنعت من الفوضى وعدم الاستقرار ما يمكنها من استمرار دعمها اللا محدود وغطاءها الشامل لدولة الكيان وبعد ما احدثت من الضعف والتشتت داخل المنطقة العربية وحتى داخل الساحة الفلسطينية من انقسام أسود جاء بمسار ما خطط له وما دبر ضد فلسطين وقضيتها .
مسلسل السياسة الامريكية المعادي والمخطط لكافة المؤامرات والمشاريع التصفوية لا زال مستمرا وقائما بتنفيذ مشروع ما يسمى بصفقة القرن وما نفذ منه حتى الان من قرار اعتبار القدس عاصمة لدولة الكيان الى قرار نقل السفارة الامريكية للقدس الى محاولة شطب قضية اللاجئين واعتبارها خارج الطاولة الى اعادة مشروع توطين اللاجئين الى كل ما يجري من ابتزاز سياسي ومالي ضد منظمة التحرير اوالقيادة الفلسطينية انما يؤكد ان امريكا على تخطيطها وتدبيرها ومؤامرتها الكبرى وانها مستمرة في التنفيذ خطوة خطوة ... حتى وان علت الصرخات وزاد من عدد التصريحات وما يجري من ضجيج وطحن للماء ان لم نقل طحن الهواء .
الكاتب : وفيق زنداح