يعتبر الفريق عمر حسن البشير قائد انقلاب ثورة الإنقاذ في السودان ، من أنبل وأفضل واصدق من قاد مسيرة الحكم وأثرى مسيرة إنتاج الدولة في كل الميادين والقطاعات ، بعد عقود من سنين الخراب والتدمير والتخلف الذي سببته الصراعات والانقلابات والأحزاب والخراب .
اليوم نلاحظ التطور في حركة بناء الجامعات وانتشار المرافق الحيوية والجسور والسدود والكهرباء والتوسع الكمي والنوعي في التنمية واستخراج النفط واستقلال السودان وانفكاكه من التبعية والهيمنة السياسية الاقتصادية رغم الحصار والمؤامرات والاستهداف الغربي والأمريكي .
ويسجل في مسيرة الفريق البشير كل هذا الانجاز الكبير والتحول بالثورة وتهذيبها وإصلاحها إلى الحكم الرحيم والأخلاق وحقوق الإنسان ، بدلا من الحكم العسكري الشامل والقبضة الأمنية المخابراتية وإعدام الناس ومحاكماتهم صوريا وعرفيا ، وهو التفسير الوحيد لعدم تأثر السودان بالثورات السلمية الشبابية وحركة الربيع العربي التي تجري في كل الدول العربية ، وخروجه بسلام وقوة من مأزق الجنائية الدولية ، وحظوته بالتأييد من شعب السودان والعرب ، رغم حقيقة ماثلة هي كون السودان وقيادة البشير الأكثر استهدافا للتحريض والمؤامرة !
ومن باب حبنا للفريق البشير والحكم الرحيم وواجب النصيحة بين أبناء الأمة الواحدة ، يجب التحذير والتنبيه إلى انتشار ظاهرة تسلل التكفير وفتاواه إلى أجهزة الدولة ومؤسساتها في السودان ، واستعمالها للإقصاء والإفساد والفرقة والفتنة والإرهاب وضرب الوحدة الوطنية والإساءة للدولة ، وفتح باب التدخل الأجنبي ونقد الحكم ، بديلا عن القبول والتسامح والوسطية والاعتدال والتعددية وحقوق الإنسان ، وهو خطر نراه محدقا بالسودان اشد خطرا من " التشيع السياسي " – إن لم يوازيه ، لان التشيع السياسي خطرا آخر يعني فتح باب الاختراق والتحكم والتدخل والتبعية وهيمنة السياسة الإيرانية ، وهنا نضع الفرق ونبدي معنى "التشيع السياسي " حتى لا يفهم من خطر التشيع " كراهية آل البيت لان حب آل البيت واجب ، وفي السودان فطرة حبهم راسخة لا يزاود عليهم بها احد لا إيران ولا غيرها "- ، وهي أخطار تتوازى مع الانفصال والتكفير !
إن خطر هؤلاء التكفيريين خطر يتمدد ويستخدم آليات " إرهاب الفتوى " وهو نوع من أنواع الإرهاب الفكري المتقوقع المريض الفاسد ،ابتليت به بلاد الإسلام وأنتجته ماكينة التزوير التي طالت كل معتقداتنا ، وأدت إلى كراهيتنا في العالم وقادت إلى عدائنا وحربنا ونهب ثرواتنا وتشويه صورة ديننا السمح الحنيف !
والأخطر من ذلك كله سطوة رابطة العلماء الشرعية بغالبية لونها التي صارت تتدخل في كل شؤون العامة كالسيف المصلت تنتهك حقوق الناس في التعبير والتفكير باسم دين الله ، حتى انتهكت ذلك الحق الإنساني الذي تلتزم به الدول الحضارية وتدعو الدساتير والقوى العالمية إلى احترامه ، والمضحك المبكي هو أن فتاوى الرابطة تكفر المسيرات والأحزاب والسياسيين والجماعات ، حتى تحولت عملية الفتوى إلى جسر للمصالح الضيقة وطريق للتذويب والحرق وإلاقصاء والقدح والذم والتشهير ، والأمثلة عديدة تلك التي مر بها السودان ولا زالت بوصلتها تسير في نفس الاتجاه ولا ترعوي .
انه لا غنى لنهضة السودان بتنوعه وخليطه ألاثني عن ركائز أساسية في اعتماد أساليب التعبير السلمي كحق سياسي ديمقراطي في التعبير يضمن التعايش السلمي وسواد الأخلاق وينبذ العنف والاحتراب والتناطح كأسلوب في الحوار المتمدن والحياة ، لا علاقة له بالمساس بالدين لا من قريب أو من بعيد ولا ينتقص منه ، بل يعززه لقوة الرسالة المحمدية وسماحتها وعقلانيتها !
ولا بديل - ياسيادة الفريق - عن إشاعة التسامح والقبول والاعتدال وحقوق الإنسان والعدالة وشرعية الانجاز والتعددية والديمقراطية كركن من أركان دولة السودان الحديث ، ولم يعد ممكنا في زماننا اضطهاد المرء وتكفيره وتمييزه لفكره ولونه وموطن ميلاده وجنسه ،و اليوم يأتي التكفيريون ويكررون من مهزلة المحاكمات العرفية الصورية ويستعملون مهزلة التبرؤ والاستتابة من جديد تلك التي جرت عرفيا قبل عقد من الزمان دون حق قي الدفاع والتقاضي الذي تكفله كل الشرائع وقوانين حق الإنسان .
والسؤال لم يسمح باستخدام مرافق الدولة والمؤتمرات الصحفية للعودة إلى إرهاب الفتوى وتوظيف الإعلام ، ومنع المطبوعات ، والتكفير ، ذلك الخطر السرطاني الذي يتسلل إلى أجهزة الدولة ، والذي يحتاج ورمه إلى استئصال مبكر وواع ، لحقن دماء الناس قبل فوات الأوان ، وقبل دفع الناس إلى الحافة ، وحمامات الدماء ، إلى ما لا نعلم عقباه ، فالحروب يصنعها البغاة والدهاة والفاسقون والظلمة ، وتحصد بنارها العامة والدولة ، بيد أن التيار جزء من عقلية القاعدة العقدية للزرقاوي والظواهري وغيرهم ، وقد رأى العالم كيف اكتوينا بشرهم في تفجيرات عمان وأزهقت الأرواح .
ولسوء الطالع فقدنا المخرج والمفكر العربي السوري العقاد وابنته في تفجيرات عمان ، وفقدنا مخرجا عالميا كان يسخر أعماله مدافعا عن رسالة الإسلام في نتاجاته وأعماله السينمائية ومنها فيلما الرسالة وعمر المختار .
نخاطب سيادتكم ونهيب بكم مسؤولياتكم- أيها الرئيس- ولكم عندنا وفي قلوبنا في الأردن أناس تحبكم وتحفظ ودَكم وتساندكم خوفا على دولة الإسلام ليكون روحها السماحة والوسطية والاعتدال والقبول والتعددية والحرية وحقوق الإنسان ،وحفظ الله السودان وقيادته وأهله آمنا من كل مكروه ، اللهم أمين !