الجزيرة تحتاج لترتيب بيتها زياد البطاينه هذا هوقدرنا ان ان يكون بلدنا واستقراره وهدؤه مستهدف لاسباب كثيرة معظمها ليست اردنية لكنها ضريبة الجغرافيا وهذه الحاله من الاستهداف تفرض علينا ان يكون كل منا غفيرا وان نتعالى فوق جراحنا فالوطن اكبر من كل الجراح ومسببيها الاردن يرفض ان يتحول الى ممر لتصفه الحسابات او ترحيل الازمات حتى تقع المواجهه مع الجهات التي تحاول ان تجره لمعركةجانبية وهوغير مستعد لها والاعلام احدى الاسلحة التي استعملها البعض في شن هجماته في عالم أصبحت فيه وسائل الإعلام الفاعل الرئيسي في تشكيل الرأي العام ليس المحلي وإنما العالمي، وما لذلك من انعكاسات سياسية على مصير الدول والشعوب، أصبحت تلك الوسائل تكتسب أهمية استثنائية وتضطلع بدور غير مسبوق في رسم خرائط جديدة لعالم اليوم ويصبح الدور أكثر خطورة واستثنائية عندما تمتلك تلك الوسائل بحكم إمكانياتها والقوى الداعمة لها وطريقة تعاطيها مع الأحداث والقضايا التي تهم المشاهدين جمهوراًواسعاًومصداقية عالية ولا شك أن وسائل الإعلام الخاصة التي يعج بها الفضاء الدولي المفتوح ليست جميعها على مستوى واحد بحكم عوامل عديدة تتعلق بإمكاناتها التقانية والمادية ومستوى الكوادر التي تديرها أو تشرف عليها، ناهيك بمرجعياتها الفكرية والأيديولوجية والرسالة المنوطة بها والتي تهدف لتحقيقها، وقناة الجزيرة هي واحدة من أهم الأقنية الفضائية التي استطاعت أن تكتسب جمهوراً واسعاً في المنطقة العربية وخارجها لاعتبارات عديدة يأتي في مقدمتها: إمكانياتها المادية واتساع شبكتها المخدمة لها والتي شملت قارات العالم إضافة إلى كوادرها المؤهلة تأهيلاً مهنياً عاليا،ً وإلى جانب ذلك استفادت تلك القناة من نقاط ضعف الإعلام العربي الرسمي وما يتسم به من ابتعاد عن قضايا الناس وتماهيه شبه الكامل مع سياسات الدول التي ينتمي اليها دونما مراعاة للحقيقة، ناهيك بانخراطه في عمليات التسويق والتبرير لبرامج حكومية لا تقنع الرأي العام، يضاف إلى ذلك ضعف العاملين على إدارته وافتقاره للكوادر المؤهلة لقيادة العمل الإعلامي الناجح، هذه العوامل مجتمعة أو منفردة جعلت المواطن العربي يشيح بوجهه عنها ويشكل صورة انطباعية سلبية عن أدائها ودرجة مصداقيتها، ولا شك أن هذا التوصيف له بعض الاستثناءات في بعض وسائل الإعلام الرسمية ولكنه استثناء في الدرجة وليس في النوع. وعندما انطلقت قناة الجزيرة بقوتها وزخمها ودراستها للبنية النفسية للمواطن العربي الذي ضاق ذرعاً بإعلامه وجد فيها المشاهد العربي سفينة إنقاذ له، فأصبح يستمع للرأي والرأي الآخر والحديث عن كل ما كان بالنسبة له تابو لا يجوز الغوص أو الحديث فيه، ففتحت أمامه آفاقاً جديدة واكتشف عورات وعيوب إعلامه الذي قام بعملية غسيل دماغ له طوال عشرات السنين، جعله يعيش عالم خيال لم يلمسه في حياته العملية أبداً، واصبحت ذات قاعدة جماهيرية واسعه واصبحت تشكل انطباع أنها تقف إلى جانب القوى المقاومة على الساحة العربية سواء تنظيمات أم دول، ومع اندلاع موسم الثورات والانتفاضات العربية يمكن للمتابع الموضوعي أن يكتشف أن القناة بدأت تدخل العامل السياسي في خطها التحريري والإعلامي، إن نقطة التحول في المسار المهني ودرجة الموضوعية في تعاطي القناة مع الأحداث الجارية في المنطقة كان واضحاً ، إلا أن ما يثير الانتباه والتساؤل هو طبيعة التعاطي مع الحدث فمن الواضح أن ما يجري على الارض من حراك اجتماعي لا ينعكس بحجمه ولا بمجرياته مع ما تبثه القناة، فإذا كان من الضرورة والأهمية وهنا يصبح التشكيك في حيادية ومهنية وموضوعية القناة فيما يتعلق بذلك مبرراً ومشروعاً لكل باحث عن حقيقة ما يجري . ورب قائل يقول اننا ننطلق من نظرة ذاتية في نقدنا هذا بحكم انتمائنا الوطني او عملنا المهني وهو أمر له ما يبرره، فلا نحن ولا غيرنا يستطيع التعامل مع حدث وطني يرتبط بمصير بلدنا ومستقبل أبنائنا بحيادية تامة فالبعد الوجداني حاضر تماماً ولكنه ليس المعطى الكلي الذي يصل إلى درجة التموضع التام في الحالة وانعدام الموضوعية فيها، هذا من جهة ومن جهة أخرى ما الرد على من يقول كيف تكون القناة موضوعية إلى جانب المشاهد اين كان ونتسائل ؟ ما درجة تأثير قناة الجزيرة أياً كان توجهها على الرأي العام الأميركي أو الاسرائيلي عند احتلال العراق أو حرب تموز أو عدوان غزة والجواب هو بالتأكيد لا شيء وهنا يصبح ذلك الخط الذي اتخذ هو الضروري والوحيد، الذي لا فكاك للقناة منه لتستمر في كسب أوسع جمهور لها ليكون رصيد لها فيما يخبئه قادم الأيام من مهام . لقد كشف بعض العاملين في قناة الجزيرة كل ما هو مستور في أجندتهم وتحول إلى أداة تحريض وتهييج للشارع وقام بدور وظيفي في كل ما يجري، مستغلا حالة الانفعال الجماعي الذي تثيره الأحداث الساخنة، حيث يفتقد المشاهد والمتابع للحدث القدرة على المحاكمة نتيجة لتسارع الأحداث وإيقاعها السريع، فيتعامل مع الصورة بحواسه لا بعقله، ما يجعله أكثر تأثراً بما تقدمه وهنا تكمن خطورة ما تبثه وسائل الإعلام في زمن الأزمات. فلو كانت الجزيرةاتخذت نهجا ثابتا لكانت بشكل طبيعي في الخندق الاخر اين كان أو على الأقل تعاملت معه بحيادية وموضوعية ولكن واقع الحال هو غير ذلك، فقناة الجزيرة تحولت إلى قناة للرأي دون الرأي الآخر ومن سفينة إنقاذ للمواطن العربي إلى طوربيد لقصف الأوطان، وعلينا أن لا ننسى أن الأزمات هي المحك للمصداقية وحقيقة الهوية . pressziad
الجزيرةتحتاج لترتيب بيتها
أخبار البلد -