إن للمرأة مسؤوليات عظمية وجميلة داخل بيتها ، كرعاية الأبناء وتربيتهم والاهتمام بهم ، وكذلك الاهتمام بزوجها بتوفير سبل الراحة ، وبالتالي فإن الراحة أيضاً من حقها وواجبه على الزوج ( ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم ) ، ولكن هنا تأتي ضرورة فهم وتنسيق الأدوار ، بحيث يحصل كل واحد على حقه في العيش الكريم ، فالرجل يخرج كل صباح لعمله ويتعرض لمنغصات جمة سواء في عمله أو خارج عمله فيتحملها ويتعامل بها من أجل إيجاد وتأمين الراحة لعائلته زوجته وأولاده ، وبالتالي يكون ملاذه وراحته في بيته ، ويأتي هنا واجب الزوجة ( بطبيعتها الإلهية الرائعة من حنان وعطف وجمال ) في التخفيف عنه ونقله من عالم لآخر ، وبالتالي شعور الرجل بهذه النقلة تنسيه همومه ويبادر بشكل تلقائي ودون تفكير أو تخطيط بالتعامل الإيجابي في إسعاد زوجته وبيته ، ولا تسمى هذه مصلحة متبادلة إنما محبة وعشرة متبادلة بل تعامل فسيولوجي متكامل.
ولكن طبيعة النساء ( إلا ما قل ) هي نسيان ونكران المعروف عند أي سهو أو تقصير، أي إنك لو أكرمتهن طوال الوقت وفي لحظة ما أو موقفٍ ما نسيت أمراً لها ، فإنهن لا يتوانن عن صرف الاتهامات للرجل بالتقصير وسوء المعاملة سواء كان زوجاً أو أخاً أو حتى الأب.
فيبدأ المسلسل أو النغمة بأنها مظلومة وأنها لا تأخذ من حقها شيء وأن هناك التقصير المستمر في حقها.
فعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم " أُريت النار، فإذا أكثر أهلها النساء يكفرن قيل: أيكفرن بالله؟ قال: يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان ، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئا قالت: ما رأيت منك خيرا قط".
والعشير هو الزوج، ومعنى تكفير العشير هو إنهن يجحدن وينكرن معروف الإنسان أو الشخص.
ويكون سبب هذا لربما لأن المرأة لا تحكم بعقلها بل تبني وتأتي بأحكامها من عاطفتها أو نظرتها للأمور من نواحي عاطفية وبالتالي تعاطفها مع نفسها سيكون أكبر ، وهذا بالتالي يكدس أحقاد عند المرأة تدفعها لأن تكفر العشير أو الزوج بسبب خطأه عليها وغالباً تكون أحقاد خفية أو أحقاد مؤجلة.
فإذا عرف الإنسان طبيعة المرأة فإنه لا يغضب ولا يقلق ولا تتوتر أعصابه إذا تنكرت له أحيانا وزعمت أنها لم تر منه أي خير مع أنه قد فعل لها الكثير.
فعندما تقابلك إحداهن وتحدثك عن مشكلتها مع زوجها ، وكأنه أسوء الرجال على الأرض
لاتذكر له حسنة، وإن ذكرتها ( أي حسنة ) فإنها تسوقها باهتة وغامضة ، فيخيل لمن يسمع ذلك أن هذا الرجل خال من الحسنات.
كانت ( الخيزران ) وهي جاريه اشتراها الخليفة المهدي من النخاس، واعتقها ثم تزوجها تزوجها وأنفذ أمرها وعقد لوالديها بولاية العهد، فكانت إذا غضبت تقول له في وجهه " ما رأيت منك خيراً قط " .
وكانت ( البرمكية ) وهي جاريه أيضاً ، تباع وتشترى، فاشتراها المعتمد ابن عباد ملك المغرب فأعتقها وجعلها ملكة، وحين رأت الجواري يلعبن في الطين حنت لماضيها ، فاشتهت أن تلعب في الطين مثلهن فأمر أن يوضع لها طيب لا يحصى على شكل طين، فخاضت فيه ولعبت فكانت إذا غضبت منه قالت:" إني لم أر منك خيراً قط" فيبتسم ويقول لها : ولا يوم الطين؟ !!! فتخجل.
قالت أمامه بنت الحارث وهي امرأة في الجاهلية وهي تنصح أبنتها المقبلة على الزواج ،وأرادت أن تعلم ابنتها مفاتيح كسب الرجل وامتلاك قلبه ولبه وإنها بهذه الطريقة تعلمها فن احتواء الرجل ، وهي وصية صالحة لكل مكان وزمان إنها امرأة خبرت معدن الرجال
فقالت لابنتها : كوني له أمه يكن لك عبدا ، كوني له أرضا يكن لك سماءاً ، واحفظي له خصالا عشرا يكن لك ذخرا أما الأولى والثانية : فالرضا بالقناعة وحسن السمع له والطاعة
أما الثالثة والرابعة : فالتفقد لمواقع عينيه وأنفه فلا تقع عينه منك على قبيح ولا يشم انفه منك إلا أطيب ريح .
أما الخامسة والسادسة : فالتفقد لوقت طعامه ومنامه فإن شدة الجوع ملهبة وتنغيص النوم لحشمه وعياله، أما التاسعة والعاشرة : فلا تعصي له أمرا ولا تفشي له سرا فإنك إن خالفت أمره أوغرت صدره وإياك والفرح بين يديه إن كان مهتما ( أي مهموماً ) والكآبة لديه إن كان فرحا.
فكم من إمرأة أو زوجة تعمل بهذه الوصيا ولو بشكل جزئي.
د.خالد جبر الزبيدي
khaledjz@hotmail.com
11/7/2011
حال النساء
أخبار البلد -