أخبار البلد - يعتبر برنامج القيادات الشابة (YLP) التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) أنموذجا يحتذى للبرامج والمؤسسات الشبابية في المنطقة العربية, وللباحثين والعاملين مع الشباب, وكل من يريد الإستفادة من بيت الخبرة في هذا البرنامج الهادف, وفرصة ليس لها مثيل للشباب لمن يحصل منهم على فرصة الإستفادة منه, وصولا إلى شباب يقودون التغيير في مجتمعاتهم, ويحدثون فرقا في حياتهم وحياة الآخرين من حولهم.
بمناسبة اليوم العالمي للشباب وإطلاق حملة هاشتاق #شباب_بحجم_الكون ليبث الشباب رسائلهم وقصصهم الإيجابية للتأكيد على أهمية دور الشباب لتحقيق التنمية المستدامة, ولأن هذه التجربة التي حظيت على شرف الحصول عليها تستحق توثيقها, إرتأيت أن لا أكتفي برأي حول تجربتي وكتبت عنها لعلها تفي وتليق بما قدم لنا, ولعلها أن تكون محفزا لمشاركة الشباب العربي أو الأردني على أقل تقدير, ولأن الجهود الكبيرة المبذولة لإنجاح هذا البرنامج تستحق كل الشكر والثناء ممثلة بإدارة البرنامج على مستوى الوطن العربي وحتى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الأردن الذي لم يتوانى للحظة عن تقديم كل الدعم والرعاية لنا.
وتتلخص تجربتي أنه مجرد أن لمحت عيناي طلب المشاركة على مواقع التواصل الإجتماعي سارعت بالتقديم حتى جاء ذلك اليوم الذي أبلغوني به عن موعد المقابلة, وأثناء ذلك دُهشت بطبيعة الأسئلة وكأنني في مقابلة عمل للتوظيف, وأدركت حينها مدى أهمية البرنامج والحرص الشديد على إنتقاء أشخاص قادرين على تمثيل الشباب الأردني, وتم اختياري بعد ذلك ضمن خمس عشر شابا أردنيا, إلى أن تم إختياري ضمن خمسة مشاركين للمشاركة على المستوى الإقليمي.
رافق ذلك إنعقاد سلسلة من الدورات التدريبية التي هدفت بعض منها إلى تعزيز الإبتكار والإبداع بين الشباب, والتي كان لهذه الدورات الأثر العميق في تحفيزنا وتمكيننا وتأهيلنا لقيادة المزيد من المبادرات الفاعلة وصولا إلى التنمية المستدامة, وللتصدي على أبرز التحديات في مجتعاتنا, إيمانا من إدارة البرنامج بضرورة تسلم الشباب زمام الأمور في القيادة والريادة.
وكان آخر تدريب حول كيفية إعداد دراسات مشاريع, إلى أن غادرنا أرض الوطن متجهين إلى دولة الكويت للمشاركة في الفعالية الدولية تحت عنوان (جهود الشباب في سبيل تحقيق أجندة التنمية المستدامة 2030), بمشاركة 53 شاب وشابه من مختلف الدول العربية, لتلقي تدريب وتقديم مشاريع ريادية تساهم في تحقيق أحد أو بعض أهداف التنمية المستدامة الستة عشر التي إعتمدها قادة العالم في قمة أممية, من خلال أربعة مرتكزات أساسية (التماسك الإجتماعي, التمكين الإقتصادي, الحوكمة الرشيدة, المساواة بين الجنسين).
هذا البرنامج حقق ما سعى ويسعى إليه حيث قام بتعزيز قدرات الشباب ودعم تبادل الخبرات والمعارف فيما بينهم, وخاصة فيما يتعلق بمهارات وأساليب القيادة والريادة في مجال التنمية المستدامة, ولاسيما إستهدافه للشباب المؤهلين والمهتمين بالتنمية في مجتمعاتهم, حيث أتاح لنا فرصة للتواصل مع القيادات الشابة في أردننا الحبيب وبعد ذلك القيادات الشابة من مختلف الدول العربية.
ما أريد توضيحه ,,,, أنه تم إعداد البرنامج كمنظومة متكاملة للعمل الشبابي العربي، كنواة لبيت خبرة يعمل وفق المعايير العالمية، للمساهمة في إعداد قادة العمل الشبابي, وفرصة للمؤسسات والبرامج العاملة مع الشباب للإستفادة منه ولرفع مستوى وجودة أدائها كمؤسسات شبابية عربية من منظور التنمية الشبابية المجتمعية الإيجابية.
وما أريد أن أختم به ,,,, أن البرنامج يؤمن أن الشباب (فرصة وموارد وطاقات إيجابية), وأن كل شاب قيمة وكل شاب يستطيع أن يساهم في تنمية مجتمعه, فشاركوا وكونوا ممن يصنعون التغيير, فأنتم القادة والرواد في مجتمعاتكم.