إن الحياة البشرية فيها الخير والشر منذ أزل، وفيها الشاكر والجاحد، الحامد والناكر اللئيم !!!، هذه هي الحياة !!!، وقد وصل بالإنسان الطيب، المُحسن، ذو المروءة، في هذا الزمن ، أن يبتعد عن المعروف والإحسان لِمَ قد ينعكس عليه ذماً...!!!.
هنالك، نوع من البشر، والحمدلله ، إن أحسنت اليه شكرك، وحفظ لك الجميل، ولم ينس أي موقف طيب لك، بل العكس، تكبر عنده مع الزمن، تكون ذو قيمة طيبة عنده حتى أنه يوصي أبناءه بتقديرك وإحترامك من بعده ، تظل صاحب معروف عنده وعند ابنائه، وقد يرد لك أحد ابنائه يوماً ما، الجميل جميلا، هذا هو الذي يُقدر المعروف، والجميل. وبالمقابل ، فإنك قد تضع المعروف في غير أهله!!!، فلا بأس عليك، من طيبك، لن تعرف أن معروفك هذا، سيكون في محله أم لا ، ولأنك تقول في قرارة نفسك، إن لم ينفع مع العبد ينفع عند الله جل وعلا. كذلك ، فإنك لن تنتظر منه رد جميلك ومعروفك، هذا المفهوم لدى الكثير من صانعي المعروف، ولكن، يعِزُ عليك، أن تقدم المعروف والإحسان، لشخص ما، وينقلب عليك ذماً ونكرانا!!!.
يعز عليك أن توآثر هذا الشخص على نفسك، وبعد ذلك يذمك!!!، فمثل هذا، فهو خسيس، لا يعرف بالإنسانية شيئا، لئيم ، حقود، جحود!!!. وهذا النوع، موجود في أيامنا، حتى بين الأقارب، وقد تندم على فعل الخير له، وتلوم نفسك!!!، فهو أو غيره، قد يتنكر معروفك لك، ويطعنونك في ظهرك، فبذلك، قد قلل من شأنك، ومن معروفك له، وحقر موقفك ومساندتك له، وقد يُأوِل موقفك معه لمصلحة ذاتية لك!!!، ويُألِّف القصص والروايات ، فهنا ، تكون قد وضعت المعروف والخير في غير محله، وتكون قد ظلمت الخير، لأنه لا يستحقه!!!. عندئذٍ، أقول لك، إحذر حتى الحيوانات تقلب ضدك ولا تحفظ الود!!!. فهذا الزمن، يكثر فيه نكران الجميل!!!!، فالإنسان الذي لا يعترف بقلبه ولسانه بصانع المعروف وجميله، فهو إنسان حاقد، جاحد، لئيم!!. فهذا ، ليس رداً للجميل!!!، فالذي لا يشكر الناس ، لا يشكر الله، وصدق المتنبي حين قال: إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا وكذلك استشهد بقول زهير بن ابي سلمى: من يصنع المعروف في غير أهله يكن حمده ذماً عليه ويندم وقد ظهرت بعض الأقوال المأثورة في هذا الموضوع، والتي تحث صانع المعروف على الحذر من متلق المعروف، لأنه قد يُسيء له ويشوه سمعته ويكيل له من الذم والقَدْح ما لم يتوقعه، ومن هذه الأقوال: إتق شر من أحسنت اليه !!!!!
وهذا قد وضع صانع المعروف في حيرة من أمره!!!، أيُقْدِم على فعل الخير والمعروف، أم يبتعد عنه؟!!! فالخسيس لم يبق للطيب ذِكْر ، ولم يبق للخير طمأنينة!!!، حاربك الله وأمثالك، فأنت وإياهم عبء على الإنسانية. وأنت يا صانع المعروف، ستلقى معروفك مثمراً عند الله عز وجل، ودعك من هذا الخسيس وأمثاله، وابق كما انت، مبادراً للخير والمعروف والإحسان، ولن يضيع عند الله مثقال ذرة. بارك الله في جهود صانعي المعروف، وادام الله عطاءهم ، وأبقاهم يد خير للوطن تحت ظل قائد المسيرة عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم.