لا للصدام بل الشراكة والحوار بين الحضارات

لا للصدام بل الشراكة والحوار بين الحضارات
أخبار البلد -  

الصدام بين الحضارات بمفهوم اللغة العربية–«المعجم الوسيط» هو تضارب في مظاهر الرقي العلمي والفني والادبي والاجتماعي للشعوب. واعتقد ان الحوار والتجادل وليس الصدام هو الحل. لقد جاء في الادبيات الخالدة للمؤرخ الفيلسوف العربي، عبد الرحمن ابو زيد ابن خلدون (1332م – 1406م) وضع في كتابه المشهور (مقدمة ابن خلدون) تصنيفاً فريداً للعلوم سميت «المقدمة النقدية» ، حيث قام بتحليل لأسباب «صعود وسقوط حضارات الامم». التحليل جعله من اعظم العلماء في ثقافة وحضارات الامم. اما كلمة سقوط فعرفها «المعجم الوسيط» (ضياع الحضارة). لم يذكر ابن خلدون صراع الحضارات لأنه كان يؤمن بتكاملها وليس تضاربها. وتحدث عن اسباب صعود واشتهار ثقافات الامم كذلك الرقي العلمي والفني والادبي والاجتماعي لها. وعن اسباب انحطاطها وتلاشيها ودعا للشراكة والحوار بين الحضارات الجغرافية والسياسية بين الشعوب في مجالات ثقافاتها وآدابها. اما الكاتب البريطاني «بول كينيدي» والذي نشر كتابه «صعود وسقوط القوى العظمى» (1987) بعد (620) عاماً من كتاب ابن خلدون فكشف في كتابه سياسات واقتصاديات القوى العظمى في الفترة (1500م -1980م) وسبب افولها وتنبؤاته حتى نهاية القرن العشرين وترجم كتابه الى (23) لغة منها العربية. جدلية كنيدي تدور حول (قدرة القوى العظمى بإمكانية قياسها على النحو الملائم لكن فقط مقارنة بقوى عظمى اخرى» ويعزي هيمنة القوى العظمى في الصراعات المحددة بعلاقتها القوية بالموارد المتاحة والتحملية الاقتصادية والتمدد العسكري المفرط. وان الانحدار المصاحب هو التهديد المستمر الذي يواجه القوى ذات الطموح والمتطلبات الامنية التي تتجاوز مواردها المتاحة. يستعرض الكاتب تعاقب القوى مع الوقت وتأثيرها على القوى العظمى والوسطى. وكيفية نهوض القوى الغربية مقارنة مع (1) ذروة عصر النهضة الاوروبية (1500م). (2) ذروة عصر النهضة الاسلامية (1100م). (3) مواطن القوى الاقتصادية (1660م – 1815م) في دول اوروبا. خاصة في حروب فرنسا وبريطانيا ونابليون ودعم وتمويل قواتها. ثم يتحدث عن الثورة الصناعية ونصيب المواطن في الفترة (1750 – 1900). اما في القرن العشرين فيرى ان قياس قوة الدول العظمى اعتمدت على حجم السكان ومعدلات التحضر ومستوى دخل الفرد من التصنيع خاصة الحديد والفولاذ واستهلاك الطاقة اي ناتج الإجمالي للقوى. والعودة لموضوع صدام الحضارات ونحن في الالفية الثالثة فلا بد ان تقارنها بالألفية الثانية والاولى. تنبؤات كنيدي تبعها ان شهد العالم حقائق جديدة نعيشها وتشمل الديمقراطية والعولمة والاممية والحرية. ولا بد ان نتكيف من جديد لإعادة تعريف الحدود بين الاوطان والعولمة التي ادت لانكماش حدود الثقافة والاقتصاد وتمخض عنها مذكرة منفردة لعالم احادي. لقد كانت الافكار التي طرحت في بداية الالفية الثانية هي (اولاً) العولمة: سياسة تغير العالم ليصبح ميداناً للنفوذ السياسي وتسعى العولمة لتوحيد المعايير الحضارية والاقتصادية للدول. واقتبس من مقدمة كتاب (فخ العولمة) للدكتور رمزي زكي(1/10/1998):» ان فخ العولمة الاعتداء على الديمقراطية والرفاهية وهي القضية التي كثر الحديث عنها على المستوى الاكاديمي والاعلام والتيارات الفكرية والسياسية المختلفة والبيئة والطبيعة». والغريب لا يوجد مرجع محترم يتناول جميع جوانبها. لكن العالمان (Hans Peter Martin) و(Harald Schumann) في كتابهما (Germany, 1996- Die Globalisierungsfalle) استطاعا الاحاطة بالعولمة من كل جوانبها، من خلال رؤية ثاقبة ذات نزعة انسانية بعد ان افسد التكنوقراط والاقتصاديون الفهم الحقيقي لها. فالعولمة من خلال السياسات الليبرالية الحديثة، ترسم لنا صورة المستقبل بالعودة للماضي السحيق للرأسمالية. فبعد قرن طغت فيه الافكار الاشتراكية والديمقراطية ومبادئ العدالة الاجتماعية، تلوح الان حركة مضادة تقتلع كل ما حققته الطبقة العاملة والوسطى من مكتسبات تقلص الخدمات الاجتماعية وابتعاد الحكومات عن التدخل في النشاط الاقتصادي وحصر دورها في (حراسة الانظمة) وتفاقم التفاوت في توزيع الدخل والثروة بين المواطنين كأنها العودة لمرحلة الثورة الصناعية (1750 – 1850) وهي امور ستزداد سوءاً مع السرعة التي تتحرك بها عجلات العولمة المستندة الى الليبرالية. ويشير العالمان انه في القرن القادم سيكون هناك 20% فقط من السكان يمكنهم العمل والحصول على الدخل والمعيشة. (ثانياً) الاممية – اي يجعلهم امة او دولة واحدة مستقله صفتها القومية. فالاممية كانت الشعار الذي اختارته الحركة الاشتراكية الديمقراطية ليواجهوا تجار الحروب الرأسمالية – لكن صارت شعار الطرف الاخر منذ اجل طويل وان اممية راس المال الجديدة تقتلع دولاً بمجملها وجذورها الاجتماعية وانخفاض الدخل القومي على المستوى العالمي. لكن ذلك لم يحدث بشكل تام لان شيئاً جديداً طرأ على الوضع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والاخلاقي في العالم. الا وهو الوضع الامني. فلقد كان للجهل والجهالة وعدم تربية ابنائنا على العلوم الابداعية والثقافة والانتماء هي اسباب الفكر المتطرف وانجذاب الشبيبة لأمور خارجة عن تقاليدنا المعتدلة الاخلاقيات وتبعوا أيديولوجيات بعيدة عن المنهج الوطني المعتدل. وظهرت موجات من التكفير ورفض الاخر وقيام مؤسسات منظمة ولدت خلايا ارهابية تريد ان تطبق فخ العولمة اي الاعتداء على الديموقراطية والرفاهية باسلوب ارهابي بدعم من الدول لمصالحها الخاصة وتبادل المنفعة وبأموال مغسولة، واستغلال ضياع ابناءنا والتحاقهم بالإرهاب. هنا اقتبس من مقال الكاتب السيد ضيغم خريسات (جريدة الحياة الاسبوعية) (18/5/2017) يقول «لقد بدأنا ندرك حجم الصراع القوي ومن خلفه. فهم لا يسعون لمصلحة الاردن ولا الامة العربية انما يبحثون عن المكاسب والمغانم ويشكلون لوبيات خطيرة. وان قوى الشد العكسي اطاحت ببعضها البعض في الوقت الذي دفع المواطن الاردني والعربي الثمن وتراجع اداؤه. ومع اننا نعيش في وسط اقليم ملتهب بالصراع والقتل والدمار لكن سيد البلاد وقف وقفته الهاشمية ورفض اي تدخل بشؤون الغير رغم الاغراءات وتحمل شعبنا. لكن سياسة التغيير للأحسن ستستمر. اما الحل فهو العودة لتقاليدنا الحضارية السلمية وتراثنا الغني بالإيجابيات ورفض معتقدات الخوارج والدفاع عن تراثنا والالتزام بالوعي والتثقيف الوطني والديمقراطية والحرية والتعددية وعدم التخلي عن حضارتنا والولاء للهاشميين والانتماء للأردن وعروبتنا.
 
شريط الأخبار العجلوني : نتائج الشامل الدورة الصيفية 2024 يوم الأربعاء الموافق 2/10/2024 بسبب حذائها الأحمر.. موقف محرج لوزيرة الخارجية الألمانية في شوارع نيويورك (صور) 1238 باخرة رست على أرصفة ميناء العقبة الجديد وميناء الركاب في 2024 «حماس» تعلن مقتل قائدها في لبنان وعضو قيادتها في الخارج، فتح شريف أبو الأمين، مع بعض أفراد عائلته في ضربة إسرائيلية في جنوب لبنان راقصة مصرية تكشف عن طلب وزير خارجية أميركي سابق الزواج منها اجواء خريفية معتدلة فوق المرتفعات اليوم وانخفاض الحرارة غدًا تحويل مستحقات مراقبي ومصححي التوجيهي للبنوك يوم غد الثلاثاء وفيات الاردن اليوم الاثنين 30/9/2024 أوامر بالابتعاد عن المنطقة فورا.. حريق ضخم في مختبر للكيماويات بولاية جورجيا الأمريكية (صور + فيديو) .. "حزب الله" اللبناني ينشر ملخص عملياته ضد الجيش الإسرائيلي أول تصريح أمريكي عن نوع السلاح المستخدم في اغتيال نصر الله خلال ملتقى الاتصال.. إعلاميون وسياسيون أردنيون وعرب يحذرون من مخططات الاحتلال ترامب: بايدن أصبح متخلفا عقليا أما هاريس فولدت هكذا تحذير جديد من طائرات بوينغ.. ما القصة؟ وزيرة النقل تتفقد مطار عمان المدني التعليم العالي: فرصة أخيرة لتسديد الرسوم الجامعية للطلبة الجدد حتى 5 تشرين الأول "الطاقة والمعادن" ترفض 4 طلبات تتعلق بقطاع النفط ومشتقاته بتوجيهات ملكية.. الأردن يرسل طائرة مساعدات ثانية إلى لبنان الملك يتابع عملية تجهيز مستشفى ميداني أردني للتوليد والخداج سيرسل لغزة قريبا كلاب ضالة تنهش طفلاً حتى الموت في مادبا