تابعت قيثارة الرواية
عزفها على كلمات الحكاية
لترسم صورة لظلال متراقصة،
لبرج حديدي،
وهرم زجاجي،
ومتحف للأثار،
ومرابع للزوار،
في عاصمة للنور،
يتسكع في زواياها،
ظل فولتير، وتردد صدى،
ضحكة ماري انطوانيت،
عبق العطور الباريسية،
و فلسفة روبسبير.
شمسها خجولة
تحجبها ثنايا تاريخ.
اقلامه من أرز الشرق.
و مداده من دماء سمراء.
أحبتها رمال صحراء،
وسواعد كانت تصنع كل الفرق.
سواعد
كانت تعطي نبيذا وخبزا ولحما،
وكانت تموت جوعا وعطاء.
كانت تتقن رقصة الموت،
على الهضاب الاوراسية،
وعند دالية عنب وردية،
كانت تحنو عليها،
تدافع عنها وعن ،
خبز وطن، وطن يدان،
لأنه ينطق العربية،
ولأن ثيابه فضفاضة،
وطموحاته الانسانية،
ليست سقط متاع،
ولا كتبا تباع على رصيف،
ولا تماثيل مزيفة،
في متحف للشمع،
تنتظر التعريف ،
ولا كلمات كسولة،
ترافق رائحة القهوة والجعة،
في مقهى باريسي،
ترسم صورة عن الغرب " الحضاري"
والشرق " المتخلف" العربي.
عند تلك الظلال،
قالت له: أنكم على هامش الحضارة والمدنية،
حواركم صراخ واسواركم ،
نسيت السهام وحسن الكلام،
نفسكم أما سجينة تقاليد او سبية.
قال لها:
يا ابنة البرد والضباب،
التاريخ ليس سكا للنقود،
ولا تجارة ولامقاولات ولا عقود،
ولا مطعمنا يقدم الأطباق،
ليرضي الاذواق و..و..الجنود.
في برجكم هذا حديد صهره أجدادي،
والهرم الزجاجي من رمل صحراء بلادي،
وهذا الرصيف لايزال يميز صوت أجدادي .
شمسكم لا تنسى خولة و الخنساء،
زنوبيا و فاطمة. لا،لا اميرة الجند والصحراء،
وفلسفة ابن رشد صديق الحكمة والحكماء.
أيضا يا صديقتي الشقراء نحن لا ننسى نفاقا،
قتل اوطانا وأوراق الدماء ،
وسرق طفولة وضحكة طفل،
يحلم باللعب والدفء
وحنان الاهل عند المساء.
نحن ياصديقة لانكسر الأقلام،
ولانجيد رقصة التانغو،
ولا صناعة الأفلام.
رقصنا مع ظلال النور،
مع كتاب تحب احرفه،
رسم قصيدة عربية،
عن شجرة تين،
عن سنبلة قمح،
ترقص للحنها والبقاء،
صبية شرقية