"سوس" الرياضية
أخبار البلد - تتراجع رياضتنا على كافة النواحي والصعد, وهو أمر لا نستطيع اخفاءه, كما لا يقدر الغربال حجب اشعة الشمس, فالتراجع واضح للجميع دون استثناء بل هناك من يحاول اعتبار الاخفاق انتصار, لأجل الاستمرار في جنى مكاسبة الخاصة, وحتى لا يظهر انه فشل فيما طلب منه, والبعض فقط يحاول البحث عن أسباب التراجع, فيما الاخرون يحجمون عن ذلك لانهم يعلمون علم اليقين انهم جزء من "السوس" الذي نخر في عظام وركائز الرياضة الاردنية.
"السوس" في رياضتنا كثير ومتجذر, وأصبح خطرا لدرجة ادخالها الى العناية المركزة للعلاج بعد ان تفشي في أروقتها وأصبحنا نجده في كل كافة المواقع, وربما هذا الكلام سيغضب البعض , لكن دعونا سويا نبحث عن "سوس الرياضة" الذي كما يقال " منه فيه".
فعندما يسجل أحدهم الاتحاد باسمه ويستمر في قيادتة لسنوات طوال, وفي جميع هذه السنوات لم نجد اي تقدم يذكر , بل يسير الاتحاد من تراجع الى اخر, وعندما نجده يتعامل مع الاتحاد "كبقاله" يفعل به ما يريد دون أي حسيب أو رقيب عندها يكون "السوس" قد نخر في الاتحاد وأصبح متجذرا وقويا فيه .
و"السوس" ليس بالضرورة ان يكون رئيس اتحاد , بل يمكن ان يكون عضوا في مجلس الادارة متشبث بمكانه كونه متكسب من هذا المنصب , وربما يكون مدير اتحاد عفا عليه الزمن, لكنه يرفض الاقتناع بان عصره قد انتهي وأن زمنه ولى, وهؤلاء جميعا يعتقدون بانهم لو غادروا لتحطم الاتحاد, والمصيبة انهم للان لم يستفيقوا من غيبوبة المنصب ولا يعلمون انهم جزء اصيل في عملية التراجع كونهم يتعاملون مع وجودهم كأمر حتمي واوامرهم نافذه حتى لو كانت غير منطقية ولا مبينة على أسس عليمة, لذا فان اصحاب المصالح يتكاثفون سويا للبقاء على مائدة الاتحاد بل ان الاتحاد أصبح هو المائدة.
"السوس الاخر" هو الاعلام, فالعديد من الاتحادات أصبحت مجيرة باسماء اعلاميين محددين ولهم سطوتهم عليها ولا يحق لغيرهم اقتحام أبوب هذه المستعمرات الرياضية, فهذا اتحاد الصحفي الطويل, وهذا اتحاد باسم الصحفي القصير وهذا للسمين والاخر للصحفي النحيف, وهذا اتحاد الاعلامي الاصلع, وكلها اتحادات تدفع من تحت الطاولة ثمنا لسكوت اصحاب هذه الاقلام, وعندما يغضب هؤلاء الاعلاميين نجدهم يشحذون اقلامهم فتكثر مقالاتهم ومواضيعهم الساخنه واللاذعة في نقد هذه الاتحادات, ثم تعود وتخبو رويدا رويدا بعد ان يتحول الخلاف بين الاعلامي والاتحاد الى رماد, وتعود المكاسب المشتركة بين "سوس الاعلام" و" سوس الادارة" في أكل الخشب.
ولا تخلو اللجنة الاولمبية من "السوس", ففيها من يدافع عن جهات معينه ويجير النظام والتعليمات حسب الأهواء التي تناسب جماعته, بل ان "سوس الاتحادات" الذي يدافع عنه "سوس اللجنة" هو الذي اعادنا الى الخلف ودمر رياضتنا, و"سوس اللجنة " لا يتوقف عند هذا الامر, فالمسؤول الجبان الذي يرتجف أمام بعض الاتحادات ولا يطبق التعليمات ويتجاوزها هو "سوس" يحطم المسيرة ويسرق الحقوق ويتلاعب في كل شيء.
وهناك "سوس" في المدربين واللاعبين والحكام ويظهر هذا "السوس" في البحث عن المصالح الخاصة من سفر وتولي مناصب , بل قد يمتد الى توفير الدعم اللوجستي لابناء اسرته في الاتحاد الذي يتواجد فيه.
ان علاج "السوس" ليس سهلا, كون المطلوب التخلص منه وليس الابقاء عليه والتعايش معه , لذا فان رشة بمواد كيماوية لضمان انهاء وجوده هو الحل الوحيد لانقاذ ما يمكن انقاذه, اما "سوس" الاتحادات والاعلام واللجنة فالحل يكون بنبذهم من الرياضة وابعادهم عنها حتى تصبح نقية وسليمة, واستبدال "السوس" بأشخاص صالحين همهم الاول والأخير تطوير الرياضة الاردنية فعلا لا قولا.