وفي إطار تطوير المناهج لا بد من التطرق إلى المدارس الخاصة وضرورة ضبط أي تجاوزات، والملفت للانتباه أن معظم المدارس والروضات ودور الحضانة غير ملتزمة بالتعاقد مع طبيب حسب ما ينص عليه القانون، إذ إن شرط تجديد الترخيص يلزم هذه المؤسسات بضرورة ان يشرف طبيب على الوضع الصحي بدوام جزئي او كامل حسب عدد الطلاب او الأطفال في الحضانة والروضة!
وما تلجأ له معظم هذه المؤسسات تجارة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، حيث يتم إضافة أتعاب طبيب المدرسة او الحضانة على الأقساط ويتم ختم كل الملفات من قبل طبيب دون اي إشراف(!) هذا من ناحية ومن ناحية ثانية فان المبلغ المدفوع للطبيب لا يساوي واحدا في المائة من مجموع ما قبضته المدرسة او الروضة من الأهالي!
والكثير يعرض على كاتب هذه السطور (وهو طبيب!) مبلغا سخيفا مقابل توقيع الملفات ولكن الرفض سيد الموقف ولكن مع الأسف هناك من يقبل، أضف إلى ذلك إجبار الطلاب على شراء الزي الموحد بسعر باهظ جدا يكاد يصل إلى أربعة أضعاف قيمته الحقيقية أي أنهم يجنون ربحا ايضا من الزي ومن الكافتيريا ومن الرحلات وأي فرصة للابتزاز، اضف على ذلك عدم الالتزام بأصول العقود مع المعلمين إذ ثمة عقدان احدهم بالرواتب المنصوص عليها في القانون لإظهاره للوزارة وعقد اخر براتب لا يتجاوز مائة دينار وعدم الالتزام بالدفع للضمان الاجتماعي، كما ان الملفت للانتباه ان معظم هذه المدارس تقوم بتعيين كوادر تفتقر لدرجة البكالوريوس في الوقت الذي تجد ان معلمي وزارة التربية يحملون مؤهلات جامعية بالمطلق لان ما يعني معظم المدارس الخاصة هو الربح على حساب الكفاءة علما ان ثقافة الأهل بأن المدارس الخاصة افضل، كاتب هذه السطور خريج مدارس وكالة الغوث والمدارس الحكومية ومع ذلك حصلت على بعثة حكومية لدراسة الطب وكل إخواني ايضا من خريجي المدارس الحكومية وهم أربعة اطباء ودكتور هندسة وماجستير هندسة، للعلم لا يوجد مدارس خاصة في الولايات المتحدة قلب الرأسمالية والقانون يمنع إنشاء مدارس خاصة مع ان ترامب يحاول إقرار قانون يسمح بذلك فهم يعتبرون ان المدارس والتأمين الصحي حق لكل الاطفال حتى الثامنة عشرة، هناك ايجابيات في النظام الاشتراكي وكذلك في النظام الرأسمالي وهناك سلبيات الا ان وطننا العربي مع الاسف هو مزيج من سلبيات الاشتراكية والرأسمالية!
لا يوجد الكثير مما يمكن إضافته لما كتبه الدكتور مازن أبو بكر، وما يرويه من تجاربه الشخصية، ويبدو أن لا أحد يهتم فعلا بملف المدارس الخاصة، على النحو المطلوب، فكلفة دراسة طالب في الصف الأول ابتدائي في بعض المدارس تعادل كلفة طالب طب أو هندسة في الجامعة، وهذا تشوه خطير وغير معقول، ولا حياة لمن تنادي!