سيفرج عنهم ولكن ....
تعكف الحكومة ومنذ صدور الإرادة الملكية السامية بإصدار قانون عفو عام، وفق القنوات القانونية المرعيّة على دراسة هذا العفو وإمكانية شموله لشريحة كبيرة من المحكومين والموقوفين على قضايا مختلفة تضم الجنايات والجنح والمخالفات على جميع إشكالها.
لا أخفيكم سرا أنني ليس من الفرحين بهذا العفو الذي سيزيد العنف والبطالة وقضايا النصب والاحتيال وأمن الدولة ويزداد عدد (السكيرة)(والخربنجيه) في الشوارع وتكثر الثياب الأفغانية وتزداد عدد السيوف ويرتفع سعر الحديد وتنشغل (المحادد) بجلخها وصقلها لتكون جاهزة عند الحاجة.
من هم الذين سيشملهم العفو العام؟ كما يتسرب من معلومات فانه سيشمل قضايا الشيكات وقضايا المال التي تكاد تصل إلى أكثر من النصف منها هي بالأصل قضايا نصب واحتيال بورقه يعرف البائع (والشاري) أنها ليست سوى ورقه رصيدها صفر، وسيشمل القضايا الأخلاقية بكافة أشكالها وألوانها ليخرج مرتكبوها اشد عنفا ووحشية من ذي قبل فهم ناقمون على مجتمع يعتقدون انه رمى بهم خلف القضبان بسبب بسيط وهو اغتصاب طفل أو عجوز, وسيشمل قضايا المخدرات والسموم التي (ترعت) جيوب تجارها من المال الحرام وتركوا خلفهم ضحايا لازالوا يعانون وأهلهم من آثار الكارثة التي ألمت بهم، وسيشمل الحاقدين الإرهابيين الذين فجروا ودمروا بأوامر من آبائهم الروحيين هنا وهناك ونشروا الرعب في كل بيت وزاوية وكأنهم لاينتمون إلى هذا الوطن فقد غسلت أدمغتهم واتخمت جيوبهم بالدولار واليورو فهي وطنهم وملتهم والأرض التي يعشقونها، وسيشمل قضايا القتل التي برع فاعلوها بالقتل بدم بارد أو تحت تأثير مخدر أو مسكر أو بسبب الجلوس في كرسي الباص الأمامي أو بسبب (بسطه) وسط البلد أو بسبب الانتخابات أو بسبب (ليش تتطلع علي)، وسيشمل قضايا السرقات أولئك الذين تربوا في الشوارع بسبب العنف الاسري (وقلة) التربية، وسيشمل حوادث السير التي ارتكبها أحداث حصلوا على رخص القيادة بالواسطة ليركبوا سيارات حديثة فارهة تختطف الأرواح وتملا المستشفيات بالمعاقين حركيا، وسيشمل الفاسدين والمفسدين الذين سرقوا لقمة العباد واوصولنا إلى ما نحن عليه.
ستنتعش بخروجهم أسواق المخدرات والبارات والنوادي الليلية وحلقات الفساد والتدبير للنيل من هذا الوطن واستقراره وستنشغل بهم الأجهزة الأمنية، سيفرج عنهم بساعة واحدة وسيتطلب الأمر سنين لمطاردتهم وإعادتهم من حيث أتوا.
ماذا اعددنا لهم من وسائل إصلاح وهل سيشمل العفو قيودهم الأمنية التي تحتاج إلى مختصين بعلم الحاسوب لفرز قضاياهم، وهل سيحصل من خرج منهم وينوي التوبة والصلاح على عدم محكوميه ليبدأ حياة شريفة نظيفة أم سنخرجهم ونلقي بهم في الشوارع ويبدأ مسلسل المطاردة من جديد.
نسأل الله أن يكون هذا العفو كفارة لذنوبهم وان يهديهم إلى جادة الصواب وأن يكونوا فاعلين في مجتمعهم تائبين إلى الله.
هلال العجارمه
helalajrami@yahoo.com