الأردن .. على موعد مع كارثة صحيّة
- السبت-2017-02-04 | 01:56 pm
أخبار البلد -
ما لم نتنبه إلى خطورة وجدية هذه القضية والكارثة الصحية، فإننا على موعد في العقدين المقبلين مع تضاعف في نسب الأمراض غير السارية، والتي تعتبر اليوم مسؤولة عن 75 % من الوفيات بين الأردنيين، وستبقى تشكل عبئا صحيا واقتصاديا ما لم نستطع التعامل معها بمنهجية وحذر "
هذا ما خطتهُ يدي د . عاصم منصور في مقالٍ لهُ نُشر في جريدة الغد حيث تحدث فيه عن ” الأرجيلة ” ومدى تأثيرها على الأردنيين وخاصةً ” طلبة الجامعات ” وأعتمد في مقاله على دراسة أجراها مجموعة من الباحثين في مركز الحسين للسرطان .
لا شك أنَّ قضية ” التدخين ” أصبحت قضية خطيرة جداً ليس لأضرارها الصحيّة فقط إنما لسرعة إنتشارها بين مختلف الفئات العُمرية ، فأصبح في كل جيب مواطن أردنيّ ” باكيت دخان ” ، وأصبح في كل بيت أردنيّ ” مُدخن ” ويُمكن في بعض الحالات أن يكون جميع الذين في البيت ” مدخنون ” .
نسبة المدخنون في الأردن وبحسب د. فراس الهواري ( رئيس قسم الأمراض الصدرية في مركز الحسين للسرطان ) بلغت 40% أيّ ما يقارب نصف الشعب الأردني هذا إن لم نأخُذ بعين الإعتبار الذين لم تشملهم الإحصائية ، كما أكد د. فراس أن نسبة المدخنين بين اليافعين ( الشباب تحديداً ) إرتفعت في منطقة الشرق الأوسط .
” التدخين في الجامعة "
كطالبٍ جامعيّ رأيتُ ” كارثة صحية ” بكل ما تعنيه الكلمة ، حيثُ أن مُعظم طلبة الجامعات وتحديداً جامعتي مُدخنون وبشراهة ، وهذا موقف حدث معي شخصياً حينما صعدتُ إلى الحافلة التي تنقلنا إلى الجامعة وكان الباص شبهُ فارغ فقررت النزول للإستمتاع بهواء الصباح النقيّ قبل أن يتلوث وإلا بمجموعة من الشباب يُشعِل كلاً منهم سيجارته مع ” كوب ” قهوة ، فقررت ” المغامرة ” وإذ بي أنصح أحد الشُبّان بأن ” يأكلون ” شيء على الأقل قبل أن يدخنوا ، ولحسن حظي كان الشاب لطيف الود فقال لي بيأس : إن لم نُدخن لا نستيقظ !
وهذا ” عذر أقبح من ذنب ” كأعذار المدخنون جميعاً الذين لا يملكون أيّ جواب يُفسّر التدمير اليوميّ لصحتِهم إلا الأجوبة ذات البُعد النفسيّ أو العاطفي .
” الكارثة .. على بابنا "
نعم الكارثة على بابنا ، حينما يصبح الطفل الأردنيّ مُدخن ، والشاب الأردنيّ مُدخن ، والرجل الأردنيّ مُدخن ، والفتاة الأردنيّة مُدخنة ، والمرأة الأردنيّة مُدخنة إذاً الكارثة أصبحت داخل بيتنا وليست على بابنا وما هي إلا مسألة وقت حتى تقع ” الكارثة الصحية ” التي حذّر منها د . عاصم منصور في مقاله الشهيّر والذي أقتبستُ جزءاً منه .
في تقريرٍ صحفيّ لصحيفة ” عين الشرق الأوسط ” قالت فيه أن الأردن أصبح ” مدخنة ” حيث زارت مندوبة الصحيفة الأردن ورأت إنتهاك القوانين المتعلقة بمنع التدخين في الأماكن العامة ورأت الإنتهاك الأبرز في وزارة الصحة ، ناهيك عن ” الكافيهات والمقاهي ” ، حيث قالت الصحفية أن قوانين منع التدخين في الأردن ما هي إلا حِبراً على ورق وأن تطبيقها ” ضعيف جداً ” .
لا شك أن أمانة عمّان قد أغلقت الكثير من الكافيهات لسماحها لمن هم أقل من ثمانية عشر عاماً بالتدخين داخلها ، ولكن هذه ليست حلول ، لأن الفكرة ليست بتحديد ” سن ” التدخين إنما بإقتلاع هذه الظاهرة من المجتمع وليس فقط بالسياسات الصحية والقوانين الصحية إنما بتحسين الوضع الإقتصادي للمواطن لكي يتم قطع الذرائع والحجج التي من أجلها يدُخن المدخنون .