أخبار البلد - إلى متى ستبقى ظاهرة الواسطة أو " فيتامين واو " - كما هو متعارف عليه محليا – تنهش وتفتك بمجتمعنا كالآفة التي تأكل الأخضر واليابس ، فباتت تهدد بتلاشي واختفاء الكفاءات والابداع والحقوق ، فأصبحنا نرى الكثير ممن لا يستحقون تُمَهْد امامهم كل السبل وتُفتح لهم جميع الابواب .. ! ، وأصبحت العلاقات الاجتماعية و المصالح الشخصية سيدة الموقف والعامل الأساسي في دفع غير المؤهل على حساب الآخرين ، حتى صارت الكفاءة والعدالة الاجتماعية والمساواة والحقوق مفاهيم عبثية لا قيمة لها ولا تتناسب مع " أهل الواسطة والمحسوبية " ، لانهم يمتلكون الاداة السحرية..!! التي تُسهل لهم الصعاب وتُمهد لهم كل الطرق بمجرد كلمة " أنا من طرف فلان أوعلان " !! .
تعتبر الواسطة ظاهرة خطيرة تعكس واقع مرير لا يجوز السكوت عنه وإغفاله أو تجاهله بل إن الرضا والقبول به يعتبر نوع من أنواع الخنوع والانهزام والفساد والإساءة المقصودة للوطن ومقوماته، لان آفة الواسطة تشويه لمنظومة القيم القانونية والاخلاقية لكونها تبطل الحق وتحق الباطل وتعتدي على حقوق الآخرين وتتهجم على أسمى المبادئ التي يقرها ويعترف بها قانون حقوق الانسان والمتمثلة بالعدالة والمساواة وتكافؤ الفرص ، مما ينعكس سلبا على الأفراد فتنتشر مشاعر الكره والحقد بينهم نتيجة تعدي احدهم على حق الآخر فضلا عن هجرة الكفاءات إلى الخارج فأصبح المواطن يفقد ثقته بمؤسسات الدولة عامة .
بالتالي يجب أن يكون هناك وقفة جماعية حازمة وجادة لايقاف هذا النوع البشع من أنواع الفساد وأن تكون هناك اجراءات صارمة من شأنها أن تحد من هذه الظاهرة المقيتة وتقضي عليها بحيث يتم تصنيف قضايا الواسطة والمحسوبية تسيب يعاقب عليه القانون، حتى يعيش المجتمع في حالة تجانس ويتصالح الافراد مع ذاتهم ووطنهم وتترسخ لديهم منظومة القيم والاخلاق مما ينعكس ايجابيا على آليات النهوض بعمليات التنمية والتحديث والتطوير في مختلف مجالات الحياة وما ينطوي على ذلك من إكساب الدولة قدرة وطاقة فاعلة لمواجهة كافة التحديات على مختلف الاصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية .