أخبار البلد - د. سماره سعود العظامات
في ختام العام الخامس والخمسين من عمر مولاي صاحب المقام الأكبر جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم أمد الله بعمره ، وسدّد على طريق الخير خطاه. أود أن أعطي إطلالة على سمة واحدة من سماته الخيرة ذات الطابع المميز، التي تتصف بالاستمرارية في مسيرته العطرة, وحكمه الرّشيد، ألا وهي " السّلام".
فالسلام هدفه، ونهج ماضيه وحاضره، وتطلّعات مستقبله، فقلبه ينبض بالسلام، فهو يسري بدمه، ويتولد من فكره وإيمانه جاهدًا مجاهدًا؛ لكي يعمّ السلام على جميع الشعوب والأوطان في هذه المعمورة، فهو القائد الذي يلحّ بإصرارٍ وعزيمة لا تلين؛ لتحقيق السلام العالمي؛ ليعيش العالم بأمن وسلام؛ ولتسود المحبة والوئام والعدل في كل أنحاء المعمورة.
فالمتتبع لكلمات الملك وخطاباته منذ توليه أمانة المسؤولية يجد أن لغة السلام والخير موشّحة بها تزيّن مضامينها وطيّاتها، بل هي محورها الأساس، وديدنها الخالص. فلغة السلام تخرج من صميم قلبه بحرارة يخاطب بها أصحاب العقول الواعية والمؤثرة وأصحاب القرار في العالم. وقلما نجد في العالم كالملك عبدالله الثاني ابن الحسين الذي يسعى لتحقيق السلام في العالم .
هناك محبون للسلام، وهناك دعاة للسلام، ولكن تأثيرهم محدد بمكان وزمان، ولكنّ الملك عبدالله الثاني يخاطب العالم دائما من عمان، ومن أميركا، ومن لوفان، ومن بريطانيا، ومن موسكو، ومن الأمم المتحدة، وعبر المحافل العالمية والدولية .فلغة الحرب والقتال تخلو من قاموسه إلا ما كان دفاعا عن الدين والوطن وإنسانية الإنسان والمحافظة عليها من قوى الشر والظلام .
فلغة الملك عبدالله الثاني لغة سلام، وحركته سلام، وإيماءاته سلام، ومحياه سلام، وابتسامته سلام، فهو يدعو للسلام .فعليك السلام يا ملك السلام، وإننا نتطلع إلى ذلك اليوم، الذي تنسّبُ فيه لجائزة نوبل للسلام . فالتاريخ شاهد لك لا عليك ،والأدب النظري المدون عن سيرة القادة محفوظ ، فأدبك المكتوب والمسموع والمقروء أدلة دامغة، ووثائق شاهدة، ومؤشرات دالة لصالح شخص جلالتكم ، فالطريق الذي سلكتموه معالمه واضحة، ورسالتكم خالدة، مستمرون أنتم في بث بذور السلام والمحبة أينما حللتم في العالم. فلك منا يا مولاي في عيد ميلادك الخامس والخمسين كل الحب والوفاء والتقدير ، ويحفظكم الله برعايته.
الدكتور سماره سعود العظامات