توليفه مسائيه جميله جَعلت لمسائي سِحراً خاصاً إرتقت به روحي هياماً سامَرَ الوَجّدُ خِلاله طيفُ حبيبٍ إرتحل لم تزل رائحة عِطره عالقه بثيابٍ مركونه في مكان سري مع رسائل شوق وبقايا ورده جوريه جافه لِتَهُز الفُؤاد ذِكرياتٍ بريئه إستشعَرتُ بها تلك اللمسات المرتعشه بحياء الرغبه والرهبه وما أجمَلَهُن من متناقضتان حين تَجتمعان .
أتسائل دائماً ماذا ينقصنا لكي نعيش الفرح والجمال وتصفوا به نفوسنا المتعبه بِفِكر هذا الزمان وساديته ودونيته الذي تحطمت على صخوره الصماء أحلام وآمال الكثيرين ممن يداعب الجمال صحائف وجوههم والنقاء سرائر قلوبهم فمالوا حيث مال بهم وغشاهم الموج فلطمهم وتركهم صرعى أظلمت بها حجرات قلوبهم يبحثون بها عن بقايا نور قدسي يُضيئ أفئدتهم فلا يجدون ما يهتدون به إلى فطرتهم وإلى سر سعادتهم .
في القصه يقال أن ملكاً إيطالياً طلب من أحد الفنانين أن يرسم لوحتين متقابلتين إحداهما تُمثل الخيروالأخرى تُمثل الشر وتكون على هيئة شيطان ليأخذ منهما الشعب العِبره فيستطيعون من خلالِهِما التمييز ما بين الخير والشر والكمال والنقص والجمال والقُبح , قام هذا الفنان بالبحث بين الوجوه البريئه ليرسم اللوحه الأولى لتدل على الخيروالكمال والجمال فوجد غايته في طفل برييء جميل فقام برسمه لِتكون بعد ذلك اللوحه من أجمل ما يُمثل الخير والبراءه , بعد ذلك قام بالبحث بين الوجوه لعله يجد وجهاً شريراً يرسمه وإستمر بحثه لأربعين عاماً زار خلالها السجون والمصحات النفسيه وقابل المشردين في الشوارع فلم يجد ما يوافق طلبه فلقد وجد جميع من قابلهم اُناساً عاديين ولا يحملون ملامح قاسيه يُمكن أن تكون نموذجاً للشر .
في يومٍ من الأيام دَخَلَ أحدى الحانات لِيُصادف رجلاً يُشبه الشيطان في هيئته وملامحه يملك عينين غائرتين وأنفٍ كبير وبدون أسنان وظَهرٍ مقوس كان يتناول الخمر ويتكلم بكلام بذيء فوجد ضالته به ليرسمه فيكون هو من تمثل لوحته الشر فأقنعه بأن يرسمه مقابل مبلغ مالي وزجاجة مشروب وخلال قيامه برسمه لاحظَ الفنان بأن الرجل يبكي بِحُرقه فسأله عن سبب بكائه ...؟ فرد عليه : هل تذكر الطفل الجميل الذي قُمتَ بِرَسمِه قبل مايزيد عن أربعين عاماً وكان يُمثل الطُهرَ والنقاء والخير ...؟ فَردَ الفنان : نعم أذكره جيداً فقال الرجل : ذاك الطفل هو أنا .
لم يولد أحدٍ منا شيطاناً ولا يمكن أن يكون كذلك إلا بإرادته وضعفه وإستكانة نفسه لمصاعب الحياه وتمردها عليه لذلك يجب عليه أن يفهم حقيقتها ليتعايش معها فيبحث لنفسه عن مساحات الفرح والجمال يعيش بداخلها ويقتنصها ويُوَطِنها في داخله حتى تعينه على الإستمراريه ويجابه كَدَرالحياه بطاقه إيجابيه يزرعها بنفسه فَيُغني للفرح ويعيش بالأمل يغرسه في القلوب لِتُحييها من جديد .
الكاتب : عضو جمعية الكتاب الإلكترونيين
الإيميل : firas.talafha@yahoo.com