أخبار البلد - إلتقيت قبل أيام بصديق لي كانت آخر مره شاهدته بها قبل عامين تقريباً , لم أستطع التعرف عليه في البدايه إلا بعد أن عرفني على نفسه فأنا أذكره جيداً كان ضخم الجثه يملك كرشاً كبيراً ولغاليغ تتدلى غابت معها ملامح الرقبه وما أذكره أيضاً أنه كان دائم التعرق واللهاث بعد كل مجهود يقوم به حتى ولو كان بسيطاً .
إستغربت من شكله اللطيف الذي بدا به وبوسامته وأناقة ملابسه ولم يطول إستغرابي كثيراً حين سألته عن ماطرأ عليه من تَغَيُر ..؟ ليجيبني أنه قام بإجراء عمليه قص لمعدته وإلتزم بالتعليمات الصادره من الطبيب إليه من خلال التقنين في طعامه وشرابه وأخبرني أيضاً أنه أصبح يستمتع بالطعام بعد أن أخذ يمضغه جيداً ويتلذذ به لا كما كان عليه بالسابق حيث كان يقوم بإبتلاعه فينزل الطعام على معدته كما هو بلا مضغ فلا يشعر بالشبع أبداً فقمت بتهنئته بالسلامه وأبديت له إعجابي بشكله الجديد وقوة إرادته بالتغلب على طبعه وسلوكه بتناول الطعام .
لست بصدد بحث ما تفضل به قاضي القضاه سماحة الدكتور أحمد هليل والذي أجله وأحترمه بخصوص ما تناوله في خِطبته وصرخته وإستجدائه للدول الشقيقه بمساعدة الأردن قبل أن يسقط ولا ببحث ردود فعل الشارع الأردني من خلال تأييده أو إنكار ما قام بطلبه ولن أخوض بالمساعدات التي قُدمت للأردن من تلك الدول والتي هي للأمانه ليست ملزمه بذلك فنحن دوله قائمه بذاتها تكبر بعطاء أبنائها ولها كيانها الخاص بها ولا بد من إيجاد الكثير من الحلول التي من ممكن إتباعها للخروج من الأزمه والنهوض بإقتصادها وإتخاذ دول كأمثله حيه لا تملك الكثير وكانت تشبه الأردن بوضعها كماليزيا وسنغافوره وإستطاعت بكثير من الصبر والحكمه والضمير أن تتغلب على ظروفها وتصبح من أقوى الدول إقتصادياً من غير أن تمد يدها وتطلب الفزعه والمساعده من غيرها .
من هذه الحلول وسأتناول حل واحد فقط ويوجد غيره الكثير إن وُجد العزم والإصرار على الخروج من هذه الأزمه وهو إجراء عملية قص معده وبالسرعه الممكنه للوزارات والمؤسسات وإيقاف هذا الهدر من الموازنات الضخمه التي تُضخ إليها كل عام والتي تمددت بها معدتها ومعدة من يقوم عليها فلم يعد يُشبعها أو يمنع شهيتها أي شيئ فلا بد من التقشف الآن ومضغ ما يرد إليها من أموال بالقدر والحاجه وتصريفها التصريف الصحيح مع تقليل النفقات ما أمكن فلا داعي أبداً للإيفادات والمياومات ولا داعي لهذا الكم من المستشارين الذين لا يستشارون ولا لهذه الأساطيل من السيارات ذوات الدفع الرباعي ولا حتى المؤتمرات التي لم نلحظ نتائجها ولا لهذه الهيئات وموازناتها ورواتب أعضائها والتي من الممكن أن تحل مكانها أقسام بسيطه في بعض الوزارات ويمكن أن تقوم بما تقوم به وأكثر فإذا طبقنا هذا الحل كم هو حجم الأموال التي سنوفرها ويمكن إستثمارها بمشاريع إنتاجيه .
كم تُعجبني مقولة والدتي حين تشاهدني وأنا أقوم بالإسراف حد التبذيرأحياناً من خلال نصائحها لي بالتوفير والإقتصاد فتقول : صبرك على نفسك ولا صبر الناس عليك فلماذا لا نصبر على أنفسنا ولا نتأقلم بما هو متاح لنا ونستغله ونوجهه التوجيه السليم وننميه من خلال أفكار إقتصاديه فنكسب بذلك ماء وجوهنا ونتجنب ذُل الحاجه وإنتظارعطف وإحسان الآخرين علينا .
الكاتب : عضو جمعية الكتاب الإلكترونيين الأردنيين
الإيميل : firas.talafha@yahoo.com