أخبار البلد - أخبار البلد - أماني المغايضة
في كل مرة يتم فيها الاعلان عن نية الحكومة باجراء تعديل وزاري جديد ينتظر الاردنيون هذا التعديل بترقب شديد ، وسط تساؤلات عديدة حول مدى فاعليه التشكيل الوزاري القادم وهل سيحدث نقلة نوعية في مسيرة الحكومة ويعمل على تحقيق طموحات وآمال ومطالب الشعب الاردني .. لكن يبدو ان قدر هذا الشعب ان يعيش حالة من الخيبات المتتالية حول التعديلات الوزارية طالما بقيت الاستراتيجية والآلية المتبعة في كل تشكيل حكومي نفسها والتي تعتمد على الغموض والضبابية والاستعصاء في فهم المشهد السياسي ، حيث ان الغالبية العظمى من الحكومات والتعديلات الوزارية المتعاقبة على الدولة الاردنية في الآونة الاخيرة ليست لها أي دور تطويري في حياة المواطن الاردني وتغطيها هالة مبهمة وغير واضحة .
إن الشعب الاردني وخاصة في ظل هذه الظروف المتوترة التي تعيشها البلاد على مختلف الاصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية بحاجة الى منقذ حقيقي يخلصهم من كافة التحديات والعقبات التي تعترضهم ، وملاذ آمن يلجئون اليه عندما تضيق بهم السبل ، بالتالي اذا استمرت التعديلا ت الوزارية بهذه الكيفية وبصورة " الديكورات التجميلية للحكومة " ، فان حالة عدم الرضا الشعبي وعدم القبول والرفض لهذه التعديلات ستبقى مستمرة .. لان المواطن الان يريد ان يرى خطوات ومراحل متقدمة وملموسة من التطوير والبناء والتنمية والنهضة بشكل فعلي ومطبق على ارض الواقع وليس كلام في الهواء ، وذلك لكون الشعب الاردني بكافة اطيافه قد شبع ومل من احاديث التنظير والديباجات والخطابات الانشائية المنمقة التي لا تتوج بالافعال والتطبيق الحقيقي .
إن السبيل الفعال للوصول الى حالة الرضا الشعبي والجماهيري حول التعديلات الوزارية والتشكيلات الحكومية هو تبني استراتيجية ومنهجية جديدة في أسس هذه التعديلات قوامها العمل ثم العمل ثم العمل ، بمعنى ان تعكف الحكومات بكافة وزرائها على حل مشاكل المواطن وتحقيق كافة طموحاته ، وتبني الية ناجحة لتطوير مسيرة الاصلاح في مختلف جوانب الحياة ورسم حلول فعالة قادرة على اخراج المجتمع الاردني من مشاكله ومصاعبه ، لان الهدف الرئيسي والجدوى المرجوة من التعديلات الوزارية خلق حالة من التغيير الايجابي المؤثر وتعزيز عمليات الاصلاح والتنمية وليس فقط مجرد تغيير اسماء واشخاص ،لذا ينبغي ان تكون التعديلات الوزارية تعديلات خلاقة وبناءة ترقى الى مستوى طموحات المواطن الاردني ومطالبه .