أخبارالبلد- فارس الحباشنه
لطالما رسمت صورة عمان بأنها مدينة مزدحمة فحسب، وخصوصا في الاعوام الاخيرة، فقد خرجت صور الازدحام بشوارع عمان على «جوجل « لتكون بديلا للقاهرة. فلم تعد عمان تغرق في فوضى الازدحام والاختناق المروري، بل ان شوارع المدنية الساحرة تذوب تحت وطاة تلوث يبعث بلا حدود بعبث وخراب وإهمال.
فيبدو أن خبرات «أهل القرار» بالمدينة لا تسعفهم على ادراك ما يقع من مصائب لها، و لا بالتعامل مع هول الكوارث التي تسقط عليها من» فوق وتحت «، لا تدمر المدينة وتأخذها الى الخراب فحسب، انما لا تبقيها على حالها السيء.لطالما رسمت صورة عمان بأنها مدينة مزدحمة فحسب، وخصوصا في الاعوام الاخيرة، فقد خرجت صور الازدحام بشوارع عمان على «جوجل « لتكون بديلا للقاهرة. فلم تعد عمان تغرق في فوضى الازدحام والاختناق المروري، بل ان شوارع المدنية الساحرة تذوب تحت وطاة تلوث يبعث بلا حدود بعبث وخراب وإهمال.
صورة عمان باتت اليوم مركبة، مدينة مزدحمة وملوثة، وخصوصا مناطق واحياء وتجمعات خارجة عن التغطية، يقطنها شرائح اجتماعية معينة من الفقراء ومحدودي الدخل، ومن لا صوت لهم. بقيت عمان، ورغم ما طرح من مشاريع وخطط لتنظيمها مدينة فارطة بالعشوائية.
هذا حال عمان مع حكم بلدي لادارة المدينة، ليس عنده سياسات و لا افكار ومشاريع ناجعة ورشيدة لانقاذ المدينة، لا تعرف من أين يأتون بقرارات تنظيمية تضاعف من ازمة المدينة وتغرقها بمزيد من الخراب و الفوضى والدمار.
فبعد ما كانت عمان أنظف مدينة عربية بل عالميا، تحول البحث عن جمال المدينة سؤالا رئيسا على رأس الاهتمامات التي تقلق الجميع، سؤال يبحث عن اجابة تحاول فك لغز محير، ماالذي اصاب عمان من فشل؟
عمان مدينة تدمر يوميا، وعلى مرأى من أعين اهلها. وأكثر ما يلاحقك في تتبع أخبار المدينة عمليات تشويه لا متناهية، حرق لذاكرة المدينة وتاريخها، و محاولات النهوض جميعها تتكسر اعتباطا امام ارادة الفشل و الاخفاق.
لربما أنك قد تصاب بالحيرة والدهشة و أنت تبحث عن «عمان اليوم «، فلا هي حافظت على صورتها القديمة، ولا استطاعت اللحاق بركب النماذج الصورية المقترحة لتحويلها الى دبي الاردن مثالا، وما بين مراحل عبور عمان الفاشلة انزاحت المدينة نحو تشوهات عميقة.
من يخططون لعمان، لا يهتمون بـ»الانسان»، وربما آخر ما يفكرون به، ويبدو أنهم لا يفهمون معنى» أنسنة المدينة «، واكثر ما يجيدون التفكير به، هو قتل روح الانسان في المدينة، ومدى العلاقة بتعدد طبقاتها بين الفرد و المكان. هولاء المهووسون بالشكل و الفخامة و الابراج و المولات والبسطات، يجهلون بالطبع البناء الحضاري «الانساني « للمدن التي يتراكم بها التاريخ والذاكرة، لتصنع منه روحا متميزة جديدة.
جمال وفخامة المدينة لا يمكن اختصاره بمول او برج ضخم، هذه انماط استهلاكية تحرق الجمال، بل إنها تساعد على محوه واندثاره. هي مجرد استعراضات تكشف عن تضخم الثروات في أيدي «أقلية محدودة التعداد «. وتبدو أكثر هي تكريس لصور من انماط غزو لـ»ثقافة الاستهلاك الرأسمالي».