أخبار البلد - أخبار البلد - إبراهيم النوافلة
نقرؤكم السلام وبعد:-
لنا فيما بين ألف الأردن ونونها برزخ أبدى.... وما ألفها المتوسطة الا ألف اليقين على اننا صادقون فيما نقول. فليس أبشع من ان تشهد علينا وساءدنا بأننا آدميون نحمل في صدرونا مقابر كلام ولا نبوح بالحق. فرغم أن الكلام صداع، إلا اننا سنتكلم لأن الصمت أضحى تلبّك امعاء.......فقد أدمتنا رقة الكلمات وقسوة الأفعال. فوطننا وعن بكرة امه وابيه وجده وذويه يسألنا عن صرخة الضمير ووجه الانتماء . فيا ليتنا متنا قبل ان يغتالنا زيف الحكمة......
محشورون نحن ، لم نزل في خاصرة الوجع ومُدثّرون بالجراح القديمة. فثمة قراصنة وعفاريت في الوطن، وشعب غدا كجمع من ثغاء الشياه ولا سامع ولا مجيب للنداء....... وأن بقي الحال على ما هو عليه، فليس سوى ثلة لها الترحال ولنا اقتفاء الأثر.
الولاء ليس ان نهتف باسمكم ، الولاء هو ان نصف لكم الوجع بما تنأون به بالوطن عن مزالق التيه وفيافي الضياع. فقد عشقنا الوطن بما تيسر من خبز وماء ودفء..... مريضون نحن بحب الوطن، وليس لنا نصف جهة تحتوينا إذا أزف الرحيل لا قدّر الله ... وما لا تريد أن تفهمه حكوماتنا هو أن الشعب بات يحتضر.
عم الفساد وازدهرت الجريمة ودب اليأس في مفاصل الخلق وعزّت على الناس السلعة الذليلة .... وقد بات الناس اسرى الحاجة وحبساء الفاقة والاستبداد . فكم من محزون ومفؤود في شعبكم يبتسم اغتباطا وسرورا ليحيا الوطن رغم سطوة الوجع وقلة الحيلة، فالفساد آفة لم تخمد نارها ولم يخبو اوارها بعد.
الهموم تعتلي اكتاف الشعب، وتملأهم الغربة في وطنهم. ويتساءلون أي ناموس يجمعهم بحكومات ادمنت الزيف والتزلّف، وامعنت في الجباية من جيوب الخلق، وتواطئت مع مجالس النواب على حق الناس في العيش الكريم، والكرمة الانسانية. فما تجاربنا البرلمانية الا حذو للنعل بالنعل، وحذو للحافر بالحافر.
فالحكومات تزاحم الناس في قوتهم، فهي حكومات تتخبط في قراراتها تخبط الناقة البيداء في صحرائها . فكثر في شعبكم الجائع والمغبون والمهضوم. وبعض من مسؤولي الوطن سباع ضارية وذئاب مفترسة، إن هم تولّوا امر الناس استبدوا بهم ، بلا اسف عليهم ولا رحمة بهم. ويتسائل الشعب متى يرى النار نورا والالم بهجة وسرورا ؟!
ولعل جناية الحكومات على الخلق، ان ليس ضيقوا عليهم عيشهم فقط بل أن جنايتهم الكبرى ان افسدوا عليهم وجدانهم . الامر الذي يفتح الباب والمحراب والسرداب لمن بلغوا حد اليأس من الحياة ، وظنّوا ان الموت اكثر قداسة منها. ولعل المتآمرون على موتنا أكثر من الثلوج في غابات سيبريا.
... فالشعب لم يعد في غفلته. وطيش المسؤول غدا كتاب مفتوح وسفر يلعنه اللاعنون...ويحق للناس أن يعجبوا لغلاء وفحش الاسعار. وفرض الضرائب وزيادتها، والتي يزداد معها عجز الخزينة وحجم الدين العام. فالمكارم لن تجدي نفعا في ظل غياب الحقوق ووعثاء العيش .
إن الانسان الذي يرفع صوته طمعا في الحياة الكريمة ليس بمستجد ولا متسوّل ، انما هو محض طالب لحقوقه التي سلبتها اياه ايادي الفاسدين . فإن ظفر بها فلا منّة لهم عليه. ولا عزة ولا كرامة لإنسان، الا في وطنه.
وبُحتر الكلام :-
فإننا لانرميكم بجارحة من القول، ولكنكم علوتم بهم الى منازل السلاطين وهبطوا بالناس الى مواقد الشياطين ...ونرى ان لنا من الحق ما يوجب حملهم على مذهبنا ، كي ينصتوا الى انين الضعفاء وصرخات البؤساء. ونفرغ القول الى رحمتكم بالناس بعد اخفاق الاماني والآمال بمن ولّيتموهم علينا، فبعضهم لا يدرك ما روّع وما أراع، وما لوّع وما ألاع، وما أوقع وما أقعى ... فشعبكم يطلب الحياة والوطن يستجدي النجاة ، فانتزعوا – بحصيف الرأي - لهما الحياة والنجاة من بين فكيّ مصاصي الدماء و ماضغي الموت. فالاردن وطن كصباح الانبياء ووجه المسيح المنتظر...هو توابل التاريخ النقيّ....يخص بطانتكم بالدفء والنعيم، فما بالهم يخصونه بالنكران والجحود ؟!
ولعل فيما اسلفنا ، نصح مواطن مُحب. مواطن شاب ظله ، وجفّ نجمه، ونام حلمه الا من وطن سالم جفنه ، معافى أمنه.
حفظ الله الاردن وطنا وقيادة وشعبا.