أخبار البلد -
قبل نحو تسعة أعوام ,,, وقفت على ذلك الباب الذي لم يكن حينها مكتملاً ,,, كانت الرهبة تسكن أعماقي ,,, والشغف للعلم يسكن عقلي ,,, والخوف من المستقبل يسيطر على كياني ,,,
كنت طفلا ً بريئا ً ,,, أرسم أحلامي على لوحة من دفاتري وأقلامي ,, كانت لوحة يغطيها السواد ,,, لا لون لها ,,, وبلا ملامح أيضا ً ,,, مرت أيام وشهور وسنوات تتبع سنوات ,, إلى أن اكتملت سنوات ِالأربع ,,
نظرت إلى لوحتي وإذ أنها قد اكتملت ... كانت مشرقة بألوان جميلة وبملامح خاصة ,,, حينها أيقنت بأن رحلتي في هذا المكان قد انتهت ,, وحان الوقت لأخذ لوحتي وأمضي ,,, وقفت عند ذلك الباب أيضاً ...ولكن كنت ُ حينها مودعا ً ,, وحزن الفراق يعتصرني ,,, والشوق يصرخ لذلك المقعد ,, ولتك القاعات والممرات ,, وتلك الشجيرات .. والى هؤلاء الأشخاص ,,, وقفت مودعا ً ,, بعيون ملئها الدموع ,,, وبمشاعر ملئها الألم ,,, فرحلتي قد انتهت ,,, والشمس قد غربت ,,, وخفق القلب وجعا ً,,, ودمعت العين حزنا ً ,,, وهتف اللسان وداعا ً ,,,
جامعة الحسين ,, التي بدأت معها قصتي بحلم ,, كان مجرد حلم ,,, فلم يكن حينها ليه طريق ولا منهج أخطو به خطواتي ,,, لم أكن أعلم كيف سأبدأ هذا الحلم ... والى أين سيأخذني .. كتائه على متن قارب في وسط أمواج عاتية ... لا علم لي إلى أين وجهتي ... إلى أن أشرقت أنوار جامعة الحسين في حياتي ,, التي آنست طريقي .. وأضاءت فجراً جميلاً ينير سمائي ... فكانت هدية الله لي بأن أكون طالباً من طلاب هذا الصرح الشامخ باسمه وبأساتذته وطلابه ,,, و منه بدأت أشرب من نبع العلم لأروي ظمأى ، و به حظيت بلقبِ الجامعي الذي أفتخر دوماً بأنني كنت يوما أحد طلاب هذا الصرح الشامخ ,,,
والآن بعد تسعة أعوام ,,, أعود ,, ولكن أعود بكلماتي ,,, أعود بأشواقي إلى ذلك المكان ,,, أعود إلى جامعة الحسين ,,,
فهذه الجامعة التي على الجميع أن يـكُن لها الاحترام والتقدير فهي قبل كل شيء تحمل اسم قائدنا ومليكنا الباني .. الحسين بن طلال رحمه الله وأسكنه الله فسيح جنانه ,, فلن نوفي هذا الاسم حقه مهما حيينا ..يكفينا ما تعلمنا بهذا الصرح من علم وعلوم بجميع النواحي التي أضاءت الطريق لمستقبلنا الزاهر,,,
فشكرا جامعة الحسين ,,, هي من مهدت لنا الطريق لنصل إلى غاياتنا، فهي البداية في إعدادنا وصقل مواهبنا وقدراتنا من خلال أساتذة لديهم من الكفاءة والخبرة والأثر في تعزيز المعاني السامية في عقولنا وشخصيتنا ,, فهم أساتذة ومعلمين ومعلمات أكفاء، كانوا لنا الأب والأم الداعمين لنتخطى عثرات الزمان ,,, ونرسم بأيديهم طريق النجاح والتميز ,,,
شكرا جامعة الحسين ... شكرا لأنها كانت الحضن الحاني لنا ,,, البلسم الشافي لآمالنا ,,, الشمس المشرقة لأحلامنا ،،،
شكرا جامعة الحسين على تلك اللحظات التي قضيناها في أروقتها ,,, فستبقى كل زاوية وكل لحظة وكل موقف بها محفوراً في ذاكرتنا ما حيينا ,,,
شكرا جامعة الحسين ... لأنها جمعتنا بثلة من زملاء ,,, كانوا إخوة للروح ... رفاق الدرب كانوا وما زالوا ... فكل نبضة من نبضات قلوبنا تنطق بأحرف أسمائهم ,,, جمعتنا بهم ذكريات ، لا أيام ولا سنوات ولا أزمان تجبرها على الرحيل ,,,
كم لنا من أخ بها قد عرفناه ، وكم من صديق ألفناه ،,, طوى الزمان صفحته، ومضى به قطار الحياة، فودعنا ورحل، ولم يبقي لنا معه إلّا الذكريات، ولأن أعز ما في الدنيا اللقاء،,, سنعيد لقيآهم بإذن الله لنعيد بعض من لحظات جميلة قد عشناها برفقتهم ,,,
إن الفرحة تغمرني ,, والشوق يدق أبوابي ,,, للقائكم ,,,
فكلماتي مليئة بالحبّ، والتّقدير، والاحترام لجامعة الحسين ولَكل شخص مر منها ،،، وكل شخص كان لي معلم أو صديق أو زميل ،،
"ولو أنّني أوتيت كلّ بلاغة، وأفنيت بحر النّطق في النّظم والنّثر، لما كنت بعد القول إلا مقصّراً، ومعترفاً بالعجز عن واجب الشّكر لكم ولَكل من كان له معي صفحة من ذكرياتي .. شكرًا لكم من أعماق قلبي ،،، فما زالت ذاكرتي مليئة بلحظات جمعتني بكم ،،، "
فأسمائكم منقوشة في وجداني ،،، فلن تغادروا ذاكرتي أبداً ما حييت ،،،
شكرًا إخوتي ..شكرًا أصدقائي ورفاق دربي ...
شكرًا لكم شكر يعم أرجاء الأرض والسماء ،،،
،، شكرًا لكل شخص تعلمت منه الدروس ،، شكرًا للحياة التي جمعتني بكل شخص رأيت في قلبه الخير لي ،،
شكرا لكل ابتسامة جميلة ظهرت على وجه أحدكم ،،، شكرًا لكل من كان سطراً في كتاب أيامي ،، شكرا لكل حرف أسعدني نطقت به ألسنتكم .. شكرًا لأحلامي التي دوماً راودتني وأنا معكم ،،
بإذن الله سنلتقي قريبا ،، وأضع قبله جميلة على جبينكم ,, فليس هناك أجمل من موعد اللقاء بين الأحبة و الأصدقاء، موعد انتظرناه بفارغ الصبر، فشوقنا زاد، وحنينا لا حدود له، فعندما اقترب اللقاء زادت الدنيا بهجة وسرور، تلألأت أعيننا بدموع الفرح، نترقب حضوركم الذي كان يوماً يملأ حياتنا أمل وبسمة؛ لأن بحضوركم هو حضور الذكريات الجميلة التي ما زالت وستبقى عالقة بالأذهان مهما طال الزمان ،،، أهلاً بروحكم التي تثير الأشجان ، أهلاً بعودة تلك الأيام وعبير ذكراها ،،، كل الحب والشوق لكم ،،، فأهلاً يلقياكم ،،،
فبعد تسعه أعوام من نهاية رحلتي معكم ’’’ لكن هنالك لحظات تأبى النسيان ،، لا تمحوها أيام ولا أزمان ،، فلكل منكم اسم منقوش في وجداني ،،، وكل منكم له صفحة من ذكرياتي ,,,
فتقبلوا مني تحية حبّ وتقدير، وتحيّة وفاء وإخلاص، تحيّة ملئها كلّ معاني الأخوّة والصّداقة، تحيّة من القلب إلى القلب، لكل من ارتبط اسمه بجامعة الحسين ,,, شكرا لكم ,, شكراً جامعة الحسين ,,,
سأبقى الابن المخلص دوماً لجامعتي ,, سيبقى لي فخراً بأنني كنت يوما أحد طلابها ,,,
المحب لكم دوماً ,,, فراس المجدوبة