بسم الله الرحمن الرحيم
"مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا "(23) صدق الله العظيم .
ودع الأردنين نخبة من أبنائهم محتسبينهم شهداء، كيف لا وقد قدموا أغلى ثمن متتابعين في سبيل أمن أهلهم و وطنهم الدم الزكي الطاهر، بورك الثمن يا سائد وراشد ومعاذ ومن ركب معهم قارب الشهادة في رحلة الفائزين من شهداء الكرامة والعزة إلى الفردوس الاعلى عند سدرة المنتهى .
لم يهز هذا الحدث عزيمة الأردنين كما توقعة قوة الشر والظلال، نعم حزنت القلوب ودمعت العيون لكن الحناجر نطقت بما يرضي ربها انا لله وأنا أليه رأجعون وأنا عنده فلذات أكبادنا محتسبون، وأنا ضد قوة الشر متحدون ومع القائد إلى رفعة وطننا سنمضي يد بيد، وسنقدم أنفسنا وأموالنا في سبيل أمن بلادنا وحماية رسالة الأسلام السمحة إلتي تحرم الدم والعرض والمال، وتنبذ التعصب والتطرف، وتدعو إلى العدل والسلام، فهي رسالة خالدة ديدنها المعاملة الحسنة والتسامح والوسطية .
وفي معترك الحدث الذي تعرض له الوطن من خوارج تحمل فكر ظال يقود سلوك الإرهاب الذي يتسم بالخطر الشامل على البشرية في كافة بقاع الأرض - فهو فكر يحول الفرد من كأن منتمي محب إلى مجتمعه وموطنه وأنسانيته، إلى فرد لا يحمل سوى الضغينه والكره للمجتمع ومشوه عقائديا غير مدرك لحقيقة الأمور وذلك بما يسمى عملية غسل الدماغ - ظهر أننا بحاجة لمزيد من الوعي المجتمعي في مثل هذه الأحداث التي نسئل الله أن لا يتعرض لمثلها وطننا الحبيب، بأن ندرك حقيقة المراد بالوحي الكريم بأن الكلمة الطيبة جذرها بالأرض وفرعها في السماء وأن الكلمة الخبيثة تهوي بصاحبها في جهنم سبعين خريف، فكل ما ينطق الإنسان من كلام أو يكتبه يسئل عنه وعن ما نتج عنه فربما كلمة تهدر دم وكلمة تحقن دم ، فالوعي الفكري بصيرة المجتمع التي تحميه من الأخطار، فالصمت عندما يكثر الكلام حكمة لأنه لا يسمح لشائعات بزعزعة الثقة بين العناصر المكملة للبناء الوطني من مواطنين وأجهزة رسمية وأمنية وإدارية فالعاقل من أتعض بغيره والجاهل من لا يتعلم إلا من نفسه، رحم الله الشهداء وحمى الأردن وأعز الملك عبد الله بن الحسين بتأيده ونصره .