سلاما على ناهض حتر

سلاما على ناهض حتر
أخبار البلد -  



قبل عشر سنوات، حضرنا في المركز الثقافي الملكي أمسية موسيقية في العزف على البيانو لمعتصم ناهض حتر. كان ناهض إنسانا كريم النفس مضيافا، محبا للحياة ولأسرته. زوجته د. رندا قاقيش، والدها السيد فؤاد قاقيش تخرج مهندسا في الجامعة الأميركية العام 1944، وشغل منصب وزير أشغال في حكومة وصفي التل، وكان عضوا في مجلس الأعيان. وهي أيضا أستاذة علم الآثار في الجامعة الأردنية، ولديها إسهامات معرفية وأكاديمية مهمة ومعروفة في التاريخ والآثار. وابناه معتز ومعتصم شابان رائعان. وكان مثقفا واسع الاطلاع في الفلسفة والأدب والدين والتاريخ. ولو تفرغ للإبداع والكتابة الأدبية لكان له حضور كبير في الساحة الثقافية.
كان ناهض حتر يمتلك رؤية وطنية واضحة وأصيله. وقدّم في ذلك إسهاما معرفيا ونضاليا فريدا وغنيا. لكنه بالنسبة لأصدقائه ينشئ على الدوام أزمة؛ إذ يختلف معهم فيما يراه براغماتية ويرونه أولوية لحماية القضية الوطنية ولتقليل الخلاف حولها. وكانت تصعب مجاراته حتى عندما تكون متفقا معه تماما؛ فهو يمضي في سرعة تجعله متقدما على أصدقائه وبعيدا عنهم بطبيعة الحال، ويمعن في الدفاع والمواجهة حتى يصير وحيدا. وكان يخوض جبهات عدة في وقت واحد، تجعل أعداءه كثيرين ومتحالفين في عدائه على اختلافهم في أفكارهم ومصالحهم. يذكّرني ناهض بمقولة حبيب الزيودي في رثاء صايل الشهوان: "سبعون عاما ونحن نعاتبه على الجنون ولم يسمع لنا عتبا".
يصعب الحديث عن ناهض حتر، ويصعب الصمت؛ فهو حاضر في الوجدان والذاكرة إلى درجة تجعل الحزن عليه في صمت وهدوء غصّة تثقل على القلب والضمير. لكن الحديث ينكأ جراحا وآلاما أشد مرارة من الصمت، إذ لا يمكن أبدا نسيان أنه قُتِلَ ظلما على درجات قصر العدل، وفي ذلك نظل (يجب أن نظل) نلوم أنفسنا إلى الأبد؛ لم نكن قادرين على حماية مواطن بيننا وفي كنف الأمن وقصر العدل، لم نحمه من قبل من نفسه، ثم لم نحمه من القَتَلة والإرهابيين.
قبل استشهاده، قلت للصديق يوسف الربابعة: ناهض فقد حذره، وسوف يدفعه ذلك إلى عزلة وصمت طويل. ولم يخطر ببالي أنه يمكن أن يقتل، وذلك لسببين كنت أظنهما بدهيين: لن يدع الأردن (الرسمي والشعبي) ناهض يتعرض للأذى، ففي القانون والمحاكم متسع كاف للتقاضي والمساءلة؛ وأن قصة الرسوم لا يمكن أن تكون سببا كافيا لدى جماعة أو فرد لاغتياله باسم الدين، فما من سند ديني يمكن أن يغطي هذه الجريمة. وتبين أنني كنت مخطئا. لكنني ما أزال غير قادر أن أصدق أن الكراهية وصلت لدينا إلى هذا المستوى. ذلك خطير جدا بالمناسبة؛ ليس هذا الأردن الذي نحلم به ونحبه ونفتديه، وليس هؤلاء الأردنيون الذين لا يظلم فيهم وبينهم أحد. أن ينشئ الخلاف في الرأي والاعتقاد كراهية تدفع إلى القتل، يجب أن يدفعنا جميعا إلى الخوف والمراجعة الشاملة لمنظومتنا الاجتماعية والثقافية والقانونية. أن يكون أردني ليس آمنا في بلده بسبب رأيه أو معتقده، يعني ببساطة أننا جميعا مهددون وخائفون.
الكتابة عن ناهض حتر اليوم ليس فقط رثاء وحزنا، لكنها لأجلنا جميعا، ولأجل أطفالنا ومستقبلهم. ويجب علينا جميعا أن نرفع اليوم وكل يوم صوتنا لنؤكد أن الأردني آمن في بلده، ولا يحاسبه إلا القانون. فالقانون لا تحميه السلطة وحدها، لكنه أولا وقبل كل شيء ميثاق نحمله ونلتزم به في ضمائرنا. وحين يفقد القانون حضوره في الوجدان الجمعي وفي الثقافة والحياة اليومية والسلوك الاجتماعي، يصعب الحديث عن حكم مدني.

 
شريط الأخبار حالة العسل في الأردن... خبراء يتحدثون عن إمكانية الكشف عن المغشوش فتح تحقيق بإلقاء قنابل إضاءة على منزل نتنياهو دراسة تفصيلية لانتخابات مجلس النواب العشرين الموافقة على تسوية الأوضاع الضريبية لـ46 شركة ومكلفا بيان هام صادر عن الجمعية الأردنية للتأمينات الصحية والاتحاد الأردني لشركات التأمين مجلس الوزراء يقر تعليمات إدارة وتقييم الأداء استكمالا لمتطلبات تحديث القطاع العام رحلة في القطار القديم عمان مرورا بالزرقاء والمفرق تجارة الاردن : لا صحة لتحديد سقف مشتريات للمواطنين عبر التجارة الالكترونية الشبول رئيسًا لمجلس إدارة صحيفة الدستور منح أراض في القدس لجيش الاحتلال ليوفر مقابر لجنوده القتلى تجارة الاردن : لا صحة لتحديد سقف مشتريات للمواطنين عبر التجارة الالكترونية دراسة تفصيلية لانتخابات مجلس النواب العشرون 2024.. كتاب نوعي صادر عن وزارة الشؤون السياسية والبرلمانية وفاة و 7 اصابات في مشاجرة بالكرك مناصب جديدة لكل من ناصر جودة وعامر الفايز وغيث الطيب قبل الأوان.. البرلمان يلتئم على شاشة الخشمان البنك الاسلامي الاردني وبنك البركة مصر وبنك البركة الجزائر يطلقون منصة تعاون لمتعامليهم لتعزيز الفرص التجارية بمناسبة اليوبيل الماسي رئيس الديوان الملكي العيسوي يرعى ماراثون كلية "دي لاسال".. صور مناصب جديدة لكل من ناصر جودة وعامر الفايز وغيث الطيب إعلان من السفارة الأمريكية حول تأشيرات العمالة المؤقتة أبو رمان : "جامعة البلقاء انتقلت من قبضة الرجل الواحد إلى العمل المؤسسي و الابتعاد عن الشلليه"