ويبقى الاردن فوق الازمات
زياد البطاينه
اخبار البلد _ في خضم الاحداث المتسارعة حولنا وفي زحمه وضياع هنا وهناك يظل الاردن بيت العرب وكل العرب ويظل الاردن واحة الامن والامان بلد المحبة بلد الحشد والرباط وحاضنه للثورات والثوار لانه ارتكز على ثوابت لم ينحز عنها قيد انمله في عالم السياسة المتلونه والمشكله مؤمن باهداف الثورة العربية الكبى وبقيادة حكيمه اكتسبت شرعيتها السياسية والدينية واحبت شعبها واحبها وفداها ويفديها بالغالي
نعم ان الحديث عن عالم سياسة تحكمه العدالة والأخلاق والقيم يبدو مع الأسف وكأنه تسويق لبضاعة كاسدة في عالم ثقافة البزنس والصفقات السياسية، وهذا يستوجب المزيد من الحذر والمعرفة الحقيقية بالآخر الذي قد يتسربل بأكثر من وشاح ويضع أكثر من قناع بهدف الخداع والتسلل والتموضع في أولويات من تعامل معه صديقاً أو حليفاً. وعالم اليوم في مشهده السياسي المرتبك والمخزي , لايحرمنا القول والتأكيد أن عالماً من دون أخلاق هو عالم غير جدير بالحياة، ولو أن الحياة البشرية تأسست على المنافع والمصالح والخداع لما وجد في التاريخ البشري رسل وشهداء ومناضلون وقادة وأبطال ضحوا من أجل المبادئ التي آمنوا بها فاستحقوا شرف الخلود وشكلوا نبراس هداية ومثلاً أعلى للبشرية في مسيرتها الانسانية الخالدة، والذاكرة الجماعية للبشرية تعج بأسماء كثيرة كانت الملهم لها في سعيها من أجل الحرية والكرامة.
فالازمات والمراحل الصعبة التي يمر بها الافراد والدول توفر فرصة ثمينة ومهمة لاكتشاف الذات والآخر قد تصل إلى درجة الاختبار الوطني لعموم الناس والقوى التي ترتبط بعلاقات ومصالح لا يعرف جوهرها في الظروف العادية،
فتأتي الأزمات لتضعنا على المحك، وفي مخبر التحليل ومن حيث المبدأ لا يمكن لأحد إنكار أن العلاقات بين الدول تتأسس على رافعة المصالح والمنافع المتبادلة ودرجة الترابط والتفاعل بين القوى المكونة لها، ولكن ذلك لا يلغي حقيقة أن ثمة مساحة من الحدود الأخلاقية والوجدانية يجب أن تجد صدى في البنية المؤسسة لها، ما يرتب على مجمل أطرافها سواءً كانوا قادة أم مؤسسات درجة من المسؤولية حال التحلل منها أو التنكر لموجباتها،.وفي مسار الدول والأشخاص محطات ومواقف وظروف بقدر ما هي صعبة ومكلفة إلا أنها تعطي فرصاً حقيقية للمراجعة الداخلية والخارجية، إضافة إلى أنها تشكل اختباراً وطنياً ضرورياً يتبين فيه الغث من السمين وفي إطار العلاقة مع الآخر المبدئي والانتهازي المصلحي والمراوغ من الحليف والصديق المخلص.
وهنا تبرز الحاجة إلى تأكيد حقيقة أن العلاقات بين الدول يجب ألا تبنى على معطيات عاطفية أو علاقات ذات طابع شخصي إلا كمدخل فقط وضرورة الندية الكاملة في متقابلاتها، بحيث لا يستطيع أي كان سواءً فرداً أم جماعة أم بنية سياسية قلب الطاولة أو التنكر لها في لحظة قد تكون عصيبة وربما قاتلة لإدراكه الثمن والتكلفة الباهظة المترتبة جراء ذلك.
إن نظرة لما يجري في عالم اليوم أو ما يمكن تسميته لعبة الدول والحكومة العالمية، يؤكد حقيقة أن قواعد المكيافيلية ما زالت هي الأكثر حضوراً في جوهر كل ما تشهده الساحة العالمية من تحولات بنيوية وخرائط جديدة تتشكل على قواعد لم يألفها البعض أو يستوعبها لقصور في رؤيته أو لكونه وضع خارج سياقاتها أساساً.؟
الاردن بحمد الله كان مازال الرائد في تكريس نهج المبادئ والقيم في علاقته مع الدول العربية ودول الجوار الإقليمي وكل من مد يد الصداقة إليها، وهي في ذلك منسجمة مع نفسها وأصالة شعبها وتكوينها الحضاري وإرثها السياسي الذي تعتز وتفتخر به على الرغم من أنه دفع ثمناً غالياً من دماء أبناء شعبه ثمناً لذلك، ولكنها لم يساوم على صداقة أو يتاجر بمبدأ أو يفرط بصديق تحت كل الظروف والمغريات حتى عندما كان يئن تحت وطاه الحاجة ، في الوقت الذي تحول البعض فيه إلى تجار مواقف وسماسرة صفقات سياسية بهدف الحصول علىمكاسب دنيوية .
لقد كشفت المحنة التي مرت بها الاردن وتجاوزه بأصالة شعبه وقوة وعزيمة قائده وبسالة قواته المسلحة ومساندة الأصدقاء المخلصين له، أنها أقوى من كل المؤامرات والدسائس وفوق كل الازمات ويمتلك كل أوراق القوة والقدرة على تسمية الأشياء بمسمياتها وأنها ليست في جيب أحد، وإذا كانت قد مدت يد الصداقة لشقيق أو صديق فإنه في الوقت نفسه وتحت كل الظروف قادر على تعريته وكشف كل عوراته السياسية ، والأكثر من ذلك قلب الطاولة عليه، فالشأن الاردني الداخلي وطريقة التعاطي معه خط أحمر لا يسمح لأي كان التدخل فيه أو تحديد خياراته، وهو ليس بحاجة لناصح أو واعظ أو من يقدم لها الأمثولة في الوطنية، والكل يعلم سواء كان في دائرة الأصدقاء أم الأعداء أنه النموذج في القرار الوطني المستقل.
إن ما مكنالاردن من الانتصار في كل الاختبار تاريخي مصيري هو تشخيصه الدقيق للموقف وتعاطيه مع مكونات المشهد الكلي بما يستوجبه من معالجة في جزئياته عبر تفكيكه إلى مقاطع صغيرة، فالتفاعل الايجابي مع مطالب الإصلاح ونقد الذات والإقرار بالتقصير في جوانب كثيرة في الأداء العام لجهة تعزيز المسار الديمقراطي الداخلي وتوسيع المشترك السياسي وتعميق مفهوم المواطنة وتحسين الشروط الوطنية الأخرى والانطلاق في برنامج إصلاحي واسع الطيف، نزع الورقة الرئيسية من أيدي أولئك الذين حاولوا استعمالها لتحريك الشارع الشارع عبر العزف على أوتار -ظناً منهم-أنهاتجد صدى واستجابة لدى شرائح واسعة منه،فانكفاو يعلنون بان الاردن واحة الامن والامان أما العنصر الآخر في النجاح فهو المواجهة الشجاعة والتصدي من قبل الشعب الاردني الملتف حول قيادته التفاف السوار بالمعصم من شتى المنابت والاصول من خلال وحدته الوطنية المقدسة والذي هو الأساس في قوة ومتانة الموقف السياسي الاردني العنصر الحاسم في كل ما جرى هو حالة التماسك الرائعة بين هذا الشعب والجيش ومؤسسات الدولة في لحظة اختبار وطني ، عكست أصالة وعراقة ووفاء هذا الشعب. دائما
pressziad@yahoo.com