صوبات الحطب واشجار برقش والجركن

صوبات الحطب واشجار برقش والجركن
أخبار البلد -  

صوبات الحطب وأشجار برقش والجركن إن محافظة عجلون تعتبر من اجمل محافظات المملكة الاردنية الهاشمية وافقرها ، هذه المحافظة التي يزيد عدد سكانها عن 133000 نسمة غالبيتهم من الشباب ، هذه المحافظة تزيد فيها نسبة البطالة عن 20% من عدد أبناءها الذين هم في سن العمل ، ونسبة عالية من ابنائها العاملين داخل الاردن هم من المنتسبين للقوات المسلحة والاجهزة الامنية المختلفة ، وجزء آخر من ابناء المحافظة مغتربين يعملون في كافة اقطار المعمورة طلبا للرزق بسبب عدم توفر الشواغر للوظائف التي تتناسب مع مؤهلاتهم العلمية وخبراتهم العملية داخل الاردن حتى وقتنا هذا ، وجزء قليل ما زال يعمل بالزراعة وغالبيتهم من كبار السن الذين لم يبحثوا عن الوظيفة من صغرهم وبقوا ملازمين للارض حتى هذه اللحظة او المتقاعدين العسكريين الذين يبحثون عن مصدر رز ق آخر يعينهم على متطلبات الحياة في ظل انخفاض القيمة الشرائية للدينار وارتفاع الاسعار وانخفاض رواتبهم التقاعدية ، وهذه الفئة من ابناء المحافظة لا تحصل الا على الحد الادنى من العائدات الزراعية التي بالكاد تحقق لهم ادنى مستويات العيش الكريم وذلك للاسباب التالية :- 1- بسبب صغر الارض الزراعية التي يعتاشون منها وذلك نتيجة تفتت الملكية الزراعية بسبب التوريث المتوالي من الجد الى الاب الى الابن حتى إن غالبية ابناء المحافظة اصبح لا يملك من الارض الا مساحات صغيرة لا تكفي لاكثر من بناء منزل يأويه هو وافراد اسرته. 2- عدم توفر الامكانيات لهؤلاء المزارعين لتسويق منتجاتهم الزراعية بأنفسهم مما جعلهم لقمة صائغة للوسطاء وتجار الجملة والتجزئة . 3- عدم وجود جهة رسمية تساعدهم على تسويق منتجاتهم بدون وساطة الوسطاء . 4- التكلفة العالية التي يتحملها المزارع في حال توريد منتجاته الزراعية لاسواق الخضار المركزية والتي تتمثل في ثمن العبوة واجور النقل الى السوق المركزي واجور التحميل والتفريغ التي يتقاضاها السوق عن كل عبوة ورسوم البلدية والسوق التي تخصم من فاتورة المزارع عن كل عبوة تباع داخل السوق اضافة الى تكاليف الانتاج الاساسية المكلفة. مما سبق يتضح إن مستوى دخل ابناء عجلون مستوى منخفض جدا وبالاخص الذين يسكنون داخل المحافظة وهذا الدخل لا يكاد يغطي لقمة العيش الاساسية من اكل وشرب ومسكن ، علما إن عجلون بلد جبلي مرتفع وذات مناخ شديد البرودة في فصل الشتاء ، حيث يتحول المناخ الى البرودة في وقت مبكر من العام وعلى الاغلب من شهر تشرين ثاني وينتهي في نهاية شهر نيسان أي إن الموسم الشتوي يمتد الى ستة اشهر ، ذكر لي احدهم انه وقف على طابور عند الكازية لتعبئة جركن كاز للصوبة ، وكان امامه رجل يحمل جركن ويتحث مع نفسه بطريقة ملفتة للنظر ، فسأله اني اراك مرتبك وتتحدث مع نفسك هل هنالك ما يزعجك ، فأجابه بما انك سألت فأنني اريد إن استشيرك بأمر وعندها ستعلم السبب الذي يجعلني ( اهذرب ) وبصوت مرتفع ، فقال له تفضل ، قال سمعت من النشرة الجوية ان هنالك منخفض قطبي قادم يرافقه سقوط للثلوج وانخفاض شديد في درجات الحرارة ، ولا املك من المال الا خمسة دنانير ونحن في منتصف الشهر وتركت الاولاد لا يوجد عندهم في البيت خبز ولا يوجد كاز للصوبة ، ولقد رايتني انت وأنا اتحدث مع نفسي اسألها هل اشتري بهذا المبلغ كاز للصوبة لتدفئة الاولاد ، ام اذهب واشتري لهم الخبز وما تيسر من الطعام ، فما رأيك انت انصحني لانني حقيقة لا اعرف ما اعمل ، فقال له هذا الشخص ناصحا ، اعتقد ان الاولى أن تشتري الكاز لتدفئة اولادك من البرد القارص حتى لا يتعرضوا للمرض فتصبح مصيبتك بعدها اكبر ، اما الخبز والطعام فأن الله اولى واكرم منك بهم . وصدف اني شخصيا كنت في زيارة اقرباء لي في عجلون في بداية احد فصول الشتاء قبل عدة اعوام أي في الفتره التي بدأت ترتفع فيها اسعار المحروقات ، فرأيت صوبة حطب كبيرة وجديده في صالة المعيشة عند اقربائي ، فقلت مبروك الصوبة ، فقيل لي إنهم اشتروها قبل ايام لاستخدام الحطب في التدفئة بسبب عدم القدرة على استخدام المحروقات في ظل ارتفاع الاسعار ، وما ادهشني عندما قيل لي أن صاحب المحل الذي اشتروا منه الصوبة قال لهم انني حتى هذه اللحظة بعت ما يزيد عن ثلاثمائة صوبة والطلب ما زال مستمر على الصوبات وهذا الامر لم يحصل معي سابقا . رجع شريط الذاكرة عندي الى الوراء على اثر الحديث والجدل القائم بين اهلنا في عجلون حول برقش واشجارها فاستذكرت هذه الاحداث ، اضافة الى عدد من المقالات التي قرأتها في الصحف في الآونة الاخيره والتي اظهرت ان اكثر محافظة تصرف رواتب تنمية اجتماعية للاسر الفقيرة في الاردن هي محافظة عجلون . ان المتابع لمقالات الكتاب في وكالة عجلون الاخبارية يلحظ ان العدد الاكبر من هذه المقالات يتناول الوضع المأساوي الذي آلت اليه هذه المحافظة بسبب اهمال الحكومات المتعاقبة لحاجاتها وحاجة ابنائها ، هذه المحافظة التي وعدت بالعديد من المشاريع التنموية ومشاريع البنية التحتية ، اضافة الى تحسين الخدمة الصحية والتعليمية وانشاء سوق مركزي للخضار ومنطقة حرفية ، لتستطيع هذه المحافظة الاعتماد على نفسها وتوفير اكبر عدد ممكن من فرص العمل لابنائها العاطلين عن العمل ، ونحن وللاسف مجرد ان بدأت طلائع الفرج تهل على هذه المحافظة الا وبدأنا نضع العراقيل امام اول مشروع طرح وهو نقل الكلية العسكرية لبرقش بدعوى ان هذا المشروع سيتسبب بالقضاء على عدد من الاشجار المعمرة ، متجاهلين ان حالة الفقر التي يعاني منها ابناء محافظة عجلون ضررها على اشجار عجلون الحرجية اضعاف مضاعفة من الضرر الذي سيلحق بالثروة الحرجية من اقامة هذا المشروع ، وذلك بسبب عدم قدرة غالبية ابناء عجلون وبالاخص اولئك الذين لا يجدون فرصة عمل يقتاتون منها او اولئك لا يقدرون على شراء المحروقات في فصل شتاء مدته ستة اشهر لتدفئة ابنائهم من برد عجلون القارص بسبب رواتبهم القليلة ، وبذلك نكون نحن ابناء عجلون قد اعطينا الحكومة فرصة للتنصل من الالتزام بتنفيذ المشاريع التي امر جلالة الملك الحكومة بانشائها ، او تلك المشاريع التي وعدت الحكومة النواب بأنشائها ، ان جميع ابناء عجلون يعلمون ان معظم مناطق عجلون مناطق حرجية ، فلو تجاوزنا مرحلة انشاء الكلية العسكرية من خلال نقلها الى القرى التي لا يوجد بها غطاء شجري كثيف كراس منيف وصخرة وعبين وعبلين وبقية القرى التي تتواجد بين مدينة عجلون واربد ، فهل يقبل بقية ابناء عجلون القاطنين في القرى الاخرى ان تقام بقية المشاريع التي نأمل من الحكومة انشائها مستقبلا في تلك المناطق بدعوى عدم الاعتداء على الثروة الحرجية سؤال بحاجة لجواب مقنع ؟؟؟؟؟ ، سؤال آخر ؟؟؟؟ هل كل الذين عارضوا اقامة هذا المشروع في هذه المنطقة لا يمتلكون ولا يستخدمون صوبات الحطب في بيوتهم في فصل الشتاء الطويل ، اذا كان الجواب نعم فان ذلك مرده انهم من ابناء عجلون الذين اكرمهم الله وانعم عليهم من واسع رزقه ، اسأل الله الذي رزقهم وانعم عليهم من فضله ان يرزق كل ابناء عجلون وابناء الاردن من طيب رزقه ويديم علينا الامن والامان وسلامة الاوطان انه ولي ذلك والقادر عليه ، سؤال اخير الا يمكن ان يقام المشروع في مكانه بعد اخذ تعهدات ملزمة على القائمين على هذه الكلية بضرورة زرع بدل كل شجرة تقتلع خمس او عشر شجرات في محيط الكلية من الخارج وحول اسوارها وساحاتها وميادينها ومساكنها من الداخل بعد الانتهاء من البناء ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ارجوا من الله ان يوفقنا لما فيه الخير والصواب

شريط الأخبار الصفدي من روما: غزة أصبحت مقبرة كبيرة للأطفال والقيم الإنسانية الطاقة وشركة صينية توقعان مذكرة تفاهم لإنتاج الهيدروجين الأخضر بالفيديو والصور.. الرئيس البولندي يتوقف بموكبه لتناول العشاء في مطعم "طواحين الهوا" الدولية للسيليكا تقر بياناتها وتخفض عدد مجلس الادارة وسهم العضوية و"الطراونة" يوضح الكساسبة يكتب... "إذن من طين وإذن من عجين" !! "ربما أعود" عبارة من الحسين عموتة تحسم عودته لقيادة المنتخب الأردني بعد إطلاق شركة للذكاء الاصطناعي.. إيلون ماسك يصبح أغنى شخص في التاريخ موعد انتهاء الكتلة الهوائية الباردة وتطورات الطقس الحرارة أقل من معدلاتها العامة بـ7 درجات مئوية اليوم وفيات الاردن اليوم الاثنين 25/11/2024 مجلس النواب يشرع بانتخاب لجانه الدائمة الاثنين بوادر أزمة.. أول تعليق من الاتحاد العراقي بشأن لعب مباراته أمام فلسطين في الأردن مديرية الأمن العام تجدد تحذيراتها من الحالة الجوية تل أبيب تتعرض لضربة صاروخية جديدة.. مدن إسرائيلية تحت نيران هجوم كبير لحزب الله وفاة ثلاثينية إثر تعرضها لإطلاق نار على يد عمها قرض ياباني بقيمة 100 مليون دولار لدعم الموازنة العامة "حماية المستهلك" ترفض تفرد نقابة الأطباء بتحديد الأجور الطبية التربية تعلن صدور أرقام الجلوس لطلبة تكميلية التوجيهي "النقل البري": قرار إعفاء المركبات المنتهي ترخيصها من الغرامات يشمل مركبات النقل العمومي الضريبة تواصل استقبال طلبات التسوية والمصالحة