أخبار البلد -
قالت الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة "ذبحتونا” ان قضية الرسوم المرتفعة لتخصصات القبول الموحد لا تزال الأهم كون الجامعات الرسمية تصبح أقرب إلى "الخاصة” في ظل هذه الرسوم المرتفعة.
وأشارت، في قراءتها الأولية لنتائج القبول الموحد، الى انه باستثناء بعض المقاعد المحدودة في بعض التخصصات، فقد فقدت معظم التخصصات قيمتها كتخصصات للقبول الموحد، "في ظل ارتفاع رسومها وانخفاض نسبة المقبولين على التنافس لحساب الموازي والدولي”.
وأشارت "ذبحتونا”، في بيان موسع لها امس، الى إن الاطلاع على رسوم التخصصات المرغوبة في الجامعات الرسمية يؤكد على أن رفع الرسوم وخصخصة الجامعات أصبح واقعا يعاني منه المواطن.
ورأت أن نتائج القبول الموحد كشفت حجم المأساة التي تعانيها جامعات الجنوب، منوهة إلى أن السياسات الحكومية بالتوسع في فتح جامعات بالجنوب وفتح باب التخصصات على مصراعيه فيها، دون دراسة حقيقية لآلية ترغيب الطلبة بالالتحاق بهذه الجامعات أو حاجة هذه المناطق لهذا الكم من الجامعات والتخصصات "أدت إلى وصول جامعات الجنوب إلى حافة الإفلاس المالي والتراجع الأكاديمي”.
واوضحت أن أرقام القبول الموحد أظهرت استمرار نفور الطلبة من الالتحاق بجامعات الجنوب، فقد كشفت النتائج أن ثمانية تخصصات في جامعة الحسين لم يتقدم للدراسة فيها احد، وأن 75 % من المقاعد المخصصة لها شاغرة، والحال ينطبق على جامعة الطفيلة التي لم يتعد عدد المقبولين فيها 653 طالبا، من أصل 1925 مقعداً، وأنه لا معنى لكلمة "التنافس” في قبولات هذه الجامعات، حيث أظهرت النتائج أن معظم التخصصات تم القبول بها "بمن حضر” أي أنها لم تشهد أية منافسة.
ووصفت الحملة الجامعة الأردنية/ فرع العقبة بأنها "مشروع فاشل” لم يجلب سوى الديون والخسائر، حيث أظهرت نتائج القبول الموحد عدم وجود رغبة بالتسجيل فيها، وأن الحد الأدنى للقبول في كافة تخصصاتها
65 %، ما يعني أنها لم تشهد أي تنافس حالها.
وحول مكرمة العشائر، أوضحت الحملة ان خطوة دمج "مكرمة عشائر مدارس البادية والظروف الخاصة” في القبول الموحد، أدت إلى التخفيف من حجم التسيب والفوضى التي كانت تتسم بها في الأعوام السابقة، بيد انها اعتبرت أن هذا لم يحل دون أن تبقى التشوهات التي يحدثها هذا الاستثناء قائمة، في ظل استمرار غياب الشفافية.
وتُظهر النتائج أن الفجوة كبيرة بين معدلات المقبولين على التنافس وعلى مكرمة العشائر. لافتة في هذا السياق الى الحد الأدنى للقبول للهندسة المدنية بـ”الأردنية” على التنافس 96.3 %، فيما تم قبول طالب على مكرمة العشائر في نفس التخصص والجامعة رغم أن معدله 81.8 %.
وبينت ان جامعتي العلوم والتكنولوجيا والأردنية استمرتا بتخفيض نسبة المقبولين على التنافس في التخصصات ذات الرسوم الـ”معقولة”، لتتراوح ما بين 10 %- 25 % فقط من مجموع المقبولين في هذه التخصصات، موضحة أن تخصصات كلية الشريعة استمرت في الحفاظ على المرتبة الأخيرة في الحد الأدنى لمعدلات القبول، ما يضع علامات استفهام حول جدية إخراج أئمة وواعظين على سوية عالية.
وبينت "ذبحتونا” انه لأول مرة في تاريخ "الأردنية” يكون الحد الأدنى للقبول في الهندسة المدنية أعلى من الطب (96.3 % للهندسة، 96.1 % للطب)، وقامت بخفض أعداد المقبولين على التنافس بتخصص الهندسة المدنية من 50 العام الماضي، الى 23 ، وذلك نتيجة الإقبال على هذا التخصص من قبل طلبة الموازي والدولي.
وأكدت أن الاستثناءات تمثل نحو 50 % من المقبولين، "وهو ما يناقض ما يطرحه مجلس التعليم العالي”.
وأشارت "ذبحتونا” إلى أن هذا الاستمرار في جعل "القاعدة هي الاستثناء” أدى الى خلق تشوهات كبيرة في القبول الجامعي.