في الموظوع حياة بني آدم مش حياة سخل !
بقلم: شفيق الدويك
و الله يا خالتي ما طلعت من هالدنيا إلا بإبني الوحيد. الله يحميك و يحمي إخوتك وخواتك من شر بني آدم و عمايلُه !
من كم يوم يا خالتي شُفتلك إبني حامل إيدُه الشمال بإيدُه اليمين و مش قادر يحركها يم.
سحبنا حالنا و رُحنا عالحكيم ، و قعدنا تقول أكثر من ساعتين من وقت الموعد حتى نادتنا السكرتيره عشان ندخل للفحص، و قدام عيني شفت الناس بتدخل تفحص بدون مواعيد. حتى في العلاج إللي بيندفع عليه مصاري من جيوبنا في واسطه بالمواعيد. بصراحه يا خالتي أنا و إبني نمنا عالكرسي طول الساعتين.
لمراجعين تقول نمل من كثرهم. و الله أكثر من ثلاثين !
دخلنا يا خالتي عالحكيم المستشار و ما لحق إبني يقعد عالكرسي حكالُه الحكيم: " تعال أقعد عالسرير. إرفع إيدك، حركها فوق، تحت، على جنب. خلص "، و كتبلُه دوا فيه سبع حبات و بس.
صاحب إبني في الشغل إتصل معاه بعد يومين و حكالُه: لو تراجع الحكيم لفلاني بقولوا عنه كثير شاطر ما دامك مش متحسن.
رحنا عالحكيم الثاني و إنتظرنا خمس دقايق عند السكرتيره و بعدين دخلنا. شو مرتب ها لحكيم
الحكيم الثاني فحص إبني أكثر من ثلث ساعه. هز راسه و حكاله: إعمل صورة رنين مغناطيسي و تحاليل يا عمي حالتك شكلها بتخوّف، و على فكرة يا جماعة الخير أنا ما بشوف بعد الظهر إلا شوية مرظى يعني يا دوب ثمانيه بس عشان فحص المريظ لازم ياخذ وقت كافي (يعني مش شلفقه) !
لما رجعنا عالحكيم و معانا التحاليل و صورة الرنين طلع مع إبني ثلاث دسكات بالرقبة، واحد منهم خطير يا خالتي يعني قريب من النخاع الشوكي، و كتبلُه الحكيم عشر جلسات علاج طبيعي و ثلاث أدويه و إللي بتمسك الرقبة كمان.
طب يا خالتي حالة إبني بالك مزحه يعني، أو شروة فلافل بربع ليره ؟ هاي حياة بني آدم يا خالتي مش حياة سخل إبن شهرين !