فجأة اصبح الجميع يتحدث عن الفساد والمفسدين باستهجان كبير وشديد اللهجة, واصبحت المطالبات المتعددة لكشف المستور أولوية لا مجال لتجاوزها, فاسمحوا لي بأن أقول لا حول ولا قوة إلا بالله, الغريب بالأمر أن الكثير من الكتاب والصحفيين وحتى من ليس لهم علاقة بالكتابة (ومثال على ذلك أنا) أصبحوا يتسابقون ويتنافسون بخصوص تصدر قائمة من يكتب عن هذا الموضوع الساخن, وكأن الفساد والمفسدين والمتواطئين ظاهرة جديدة علينا !, والمصيبة الأكبر بحق الوطن والمواطن بأن بعض الفاسدين يتصدروا قائمة من يطالب بمحاربة الفساد ويقوموا بنفس الوقت بالمزايدة بشكل مكشوف وبدون أدنى درجات الحياء والخجل !. الفساد ومن وراءه والفاسدين الذين أفسدوا العباد واستغلوا حاجات الناس يعملوا منذ أمد بعيد وبسياسة ممنهجة والدليل على ذلك الثراء الفاحش والمفاجئ لكثير من الشخصيات التي كانت تتمنى دوام الأعراس والتعازي لحضور مأدبة الغذاء وأكل المناسف واللحمة ! . بما أن حجم ملفات الفساد وحسب ما يتم تداوله بهذا الحجم وبما أن هناك – كما يتم الإشارة له من البعض – ملفات فساد قديمة جدا لم يتم فتحها, فإنني أعتقد بأن من يعرف عن هذه الملفات الخطيرة ولم يقم بالمبادرة والنضال بخصوص فضح أجندة المشبوهين في حينه فإنه يتحمل جزء كبير من التواطئ مع الفاسدين لصمته وسكوته عن حقوق الوطن والمواطن, وخوفا على من لا يتعاطى الفساد والإفساد فإنني أقدم اقتراح يتضمن في جوهره القيام بسجن هؤلاء الشرفاء خوفا عليهم من عدوى الفساد !! . يتوارد شعور لدي في بعض الأحيان أن بعض الكتاب والصحفيين يكتب لإجل أجره المادي عن المقال أو لإجل تصفية حسابات معينة أو بسبب توجيهات تعطى له … الخ, مع أن رسالة السلطة الرابعة وكافة الكتاب أكبر من ذلك بكثير, فرسالة الصحافي عظيمة وكبيرة فهو المحقق والمدقق لكافة الهموم التي يعاني منها المواطن وبغض النظر إذا كان فرد واحد فقط أو جماعة, لذا فإن واجب الجميع أن يعملوا للوطن لإن كل من عليها فان, أما نحن كبشر فيبقى لنا السمعة والشرف بعد الموت وبنفس الوقت التكريم من رب العالمين . في الحقيقة فإن المواطن المسكين تاه في درب لا مخرج له وأصبح يضرب كفا على كف على حال الوطن, وهذا المواطن لا يحلم بأن يمتلك القصور أو العقارات وغيرها, يطلب السترة والستيرة, يطلب لقمة أكل شريفة, يطلب علاج بكلفة يستطيع تحملها بدلا من التذلل هنا وهناك, يطلب أن يتوقف عن مد اليد والتسول هنا وهناك, فالوضع فعلا خطير واصبح الوضع لا يحتمل على من يقوم بإفسادنا وأكل حقوقنا . إن غالبية أبناء هذا الوطن من الشرفاء ولكن للأسف فإن حقوقهم أكلها وبلعها زمرة من الفاسدين, وللتوضيح فقط فإن الفساد الحقيقي موجود لدى القطاع الخاص وعند البعض من رجال الأعمال الذين لا هدف لهم سوى أكل حقوق العباد وبغض النظر عن مشروعية الطرق المستخدمة فقد قام هؤلاء ببرمجة وتجنيد الكثير ممن يعملوا في الدوائر الرسمية لتمرير برامجهم المشبوهة وليحققوا إثراء طائل وغير معقول على حساب المواطن البسيط . وبما أننا حاليا ننظر ( وبنتفلسف ) كثيرا فاسمحوا لي بأن أقدم اقتراح أخر يتضمن الاستعانة بخبرة العديد من رجال الأعمال وبعض رجالات الدولة الذين اغتنوا على حساب المواطن واصبحت ممتلكاتهم متنوعة وعلى مستوى دولي بأن يتكرموا على الوطن ويقدموا تجربة حياتهم وخبرتهم بكيفية بناء هذه الثروات الفاحشة حتى نستطيع سداد ديون الوطن على الأقل . اخيرا نأمل من الجميع أن يفهم الرسائل الملكية ويأخذوها على محمل الجد, فإن الاجتماعات الأخيرة التي قام بها جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم مع الكثير من رجالات الدولة وتأكيده واصراره على عدم وجود حماية لفاسد وبأن جميع الملفات سيتم فتحها يجب أن تلقى صدى فوري وبدون تباطؤ من كافة أبناء شعبنا لرفع الغطاء عن أي شخص فاسد وبغض النظر عن مكانته, فنحن نأخذ الأوامر من جلالة الملك ونعتبر ما قام بتأكيده تكليف للجميع . م. جهاد الزغول
لا الف لا للفساد والمفسدين
أخبار البلد -