اما آخر ما صدر في هذا السياق فهو كتاب يكشف عن مخطط لتغيير الانظمة في الشرق الأوسط بدأ تنفيذه ميدانيا وعلى جرعات منذ خمسة عشر عاما، اي في مطلع هذا القرن وبالتزامن مع احداث الحادي عشر من ايلول، ويقول مؤلف الكتاب وهو البروفسور « تيم اندرسون « ان ما حدث لم يكن دعما لثورات او انقاذا لشعوب من نظم استبدادية بقدر ما كان استراتيجية لتفكيك دول وجيوش واشاعة فوضى مدمّرة يختلط فيها حابل الثائر بنابل قاطع الطريق وسارق المتحف .
انها اذن حرب بالوكالة، ادواتها وخسائرها عربية مئة بالمئة، اما الغنائم فهي من نصيب من خططوا، ويصف اندرسون الحرب في سوريا بأنها قذرة لأن هدفها البعيد هو تدمير سوريا والانتهاء الى تقسيمها، وهذا مطلب اسرائيلي بامتياز .
مؤلف الكتاب تيم اندرسون استاذ علوم سياسية في سيدني باستراليا، وله اسهامات جادة ومعمّقة حول ما يجري في القارات الثلاث المنكوبة والمنهوبة، وهي اسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية .
ويلخص اندرسون استراتيحية التفكيك التي مارستها امريكا في ثلاث نقاط، الاولى هي زعزعة وتدمير سبع دول في خمس سنوات .
والثانية دور اسرائيل في هذا المشروع وبالتالي استفادتها من نتائجه بحيث اصبح خريفا عربيا وربيعا اسرائيليا، ما نحتاجه كعرب في حمى هذا السجال والاصابة بالعمى السياسي هو قراءة ما يكتبه اناس عصيّون على التدجين الامريكي، فهل تبقى لدينا من الوعي ما يتيح ذلك ؟؟