في مناسبات متعددة سابقة، حملت الينا وسائل الاعلام المختلفة قرار مجلس التربية والتعليم والقاضي باستبدال عقد امتحان الثانوية العامة على فصلين دراسيين والاكتفاء بعقده لمرة واحدة في العام بهدف التخفيف عن الطلبة وتحقيق مصلحتهم وعدم الاثقال على كاهلهم في الامتحان بالإضافة إلى تطوير امتحان الثانوية العامة، على أن يطبق القرار اعتبارا من العام الدراسي القادم 2016/ 2017، ثم جاءت تصريحات معالي وزير التربية والتعليم وبأكثر من مناسبة لتدخلنا في دوامة وحيرة بأن القرار سيطبق في المستقبل بدون تحديد موعد محدد لسريانه، إضافة لتغيير جذري بالمناهج الدراسية ومهما كان محتواها، بالرغم أنها السنة الحاسمة بحياة أبنائنا لاعتبارها السنة المصيرية التي تحدد مستقبل الطالب.
ربما أن هناك ضبابية ونرجسية لأصحاب القرار التربوي عندما أعلنوا أن الاستعدادات الوزارية لم تكتمل لعقد الامتحان بالصورة المنشودة من حيث تحديث المناهج للفروع المختلفة، تجهيز الكتب الدراسية وتوفيرها بمتناول الطلبة قبل فترة زمنية كافية لاستيعاب المواد بصورتها الحديثة، عقد دورات تدريبية للهيئة التدريسية للمساهمة بتجانس العطاء وتوحيد الجهود التربوية بما يضمن العدالة، خصوصا أن العرف الدراسي منذ سنوات ببدء الاستعدادات لهذه السنة الدراسية بفترة زمنية مبكرة، فهيبة الامتحان تتطلب التفاعل الصحيح واحترام عامل الزمن، فمعدل امتحان التوجيهي هو المفتاح الحقيقي للمستقبل للأبناء، وظروف انعقاده السنوية تجعل المناخ العائلي بقمة الاستنفار والاستعداد، فطقوسه تتطلب توفير الظروف المناسبة للطالب حتى يتفرغ للتركيز كأساس للابداع، وهذه الجزئية من الامتحان قد تخلخلت لدرجة تهديد مستقبل الطلبة للعام القادم بسبب تخبط وتضارب القرارات الصادرة من المسؤولين بوزارة التربية والتعليم عن اسلوب عقد الامتحان الأمر الذي يجعلني اتوجه بهذا الرجاء لوزير التربية والتعليم الأكرم وما عرفناه بشخصه وحرصه على مستقبل الأبناء بتحديد شكل الامتحان للعام القادم: 2016/ 2017 حتى يتمكن الطلبة والأهل والمدرسة من وضع الخطة الدراسية المناسبة، وأنا هنا لا أناقش محتوى الامتحان ولكنني أطلب باسم الآلاف من الطلبة بتصريح شخصي ولغة عربية صريحة من الوزير شخصيا توضح أسلوب الامتحان: فصل واحد أم فصلين، وما هي المواد التي على الطالب دراستها مع تحديد نصيبها من المعدل النهائي، مع التوضيح ما أمكن عن التغيرات التي أصابت محتوى المناهج الدراسية، العلامات المخصصة لكل مبحث من المباحث الدراسية، كيفية الامتحان من حيث النجاح، الرسوب، الاكمال وكيف يمكن للطالب تعديل معدله التراكمي أو تقديم الامتحان بالمواد التي لم يوفق فيها.
هناك ضبابية ببعض التصريحات التي تصدر عن الناطق الاعلامي تدخلنا بدوامة التفسير والمرور الاجباري بنفق الاحتمالات كأننا في ماراثون توقعات، فلغتنا العربية يمكننا الافادة منها بتسهيل المحتوى بعيدا عن العبارات التي تحتمل أكثر من تفسير والتي تفتح باب الاجتهاد عندما لا تكون الأمور واضحة بصورتها المثالية، وربما الحديث والتصريح عن امتحان مصيري لمستقبل الأبناء والوطن يحتاج لتوضيح من صاحب القرار بما عرفناه عنه من الحرص على تحسين الأداء وهذا أملنا بالدكتور محمد ذنيبات اليوم وقبل الغد.