قلق الأغلبيات

قلق الأغلبيات
أخبار البلد -  

بالمجمل، كانت المجتمعات الإنسانية، على مر العصور، أكثر تجانساً مما هي عليه الآن، وخاصة على أساس العرق أو الدين أو اللون. وقد يكون السبب هو عدم نشأة الجماعة القومية في أغلب مناطق العالم إلا متأخراً. 

لكن منذ نشأة الدولة الحديثة وولوج العولمة، بدأت تظهر في العديد من المجتمعات مشكلة الأغلبية والأقلية، والتي ترتبط مباشرة بإطار الدولة-الأمة.

لقد تعاملت الدول والمجتمعات مع الأقليات بطرق مختلفة؛ من محاولات الدمج إلى الإقصاء. لكن الطرف الضعيف غالباً ما يكون الأقلية، والتي كان لديها دائماً تخوف بشأن وجودها وهويتها وماضيها.

ومع دخول المجتمع الإنساني عصر العولمة، ونتيجة للحراك البشري غير المسبوق من خلال الهجرة بأنواعها المختلفة؛ القسرية منها والطوعية، ظهر اختلاط المجتمعات قومياً ولغوياً ودينياً، بدرجات مختلفة. 

كذلك، فإن ثورة المعلومات وضعت المجتمعات الإنسانية في مواجهة بعضها بعضا -حتى لو كانت بعيدة جغرافياً- على المستويات الثقافية والأنماط السلوكية وغيرها. وبالطبع، فقد فاقم هذا من مشكلة الأقليات، وبدأت تظهر مشكلة الهوية إلى السطح من جديد. وهذا مفهوم، لكننا بدأنا نلحظ في السنوات الماضية ظهور ملامح قلق لدى الأغلبيات وخوف الهوية. وهذه من دون شك ظاهرة حديثة أفرزتها ديناميكيات المجتمع المعاصر.

لكن السؤال هو حول مصدر قلق الأغلبية، ولماذا في هذه المرحلة؟ من الصعب تخيل أن مصدر قلق الأغلبية هو الأقليات التي تعيش معها، لأن ذلك غير منطقي. فالخوف قد يكون مصدره حضارات أو مجتمعات أخرى، أو الأغلبيات الأخرى إذا جاز التعبير.

نتيجة للعولمة، هدمت الأسوار وتهاوت الحدود، وجاءت التكنولوجيا والسلع والأفكار والقيم التي تمثل قيم وثقافة الدول المتقدمة، أو التي أنتجت العولمة. وهذا جانب من القصة، أما الجانب الآخر، فهو ما يحدث في الدول المتقدمة نفسها، إذ شاخت ديموغرافياً، واستمرت باستقبال أعداد كبيرة من ثقافات وأديان مختلفة، لأسباب اقتصادية وإنسانية أيضاً، حتى باتت تشعر أن ثقافتها أصبحت مهددة؛ لغة وثقافة وديناً.

إذن، لأسباب مختلفة، هناك معالم قلق عالية تتمظهر في بروز قلق لدى الأغلبية على هويتها. ولكن هذه الظاهره تتركز أكثر في أوروبا ودول الشرق الأوسط، وخاصة العربية منها. وفي كلتا الحالتين، فإن قلق الأغلبية أدى إلى بروز وظهور "الفكر المتطرف"، بغض النظر عن الشكل الذي يأخذه. ففي بعض الأحيان يكون التطرف قومياً، كما هي الحال في أوروبا. وفي أحيان أخرى يكون دينياً، كما هو الحال في بلداننا. 

وبغض النظر عن طبيعة التطرف، فهو في انتشار وتزايد كبير. فإذا نظرنا لأوروبا، وبسبب ما تمت الإشارة إليه سابقاً، نجد صعودا متناميا للأحزاب اليمينية ذات الطابع القومي والديني. وفي بلادنا هناك صعود لموجة تطرف غير مسبوقة، يغلب عليها الطابع الديني؛ سنياً كان أم شيعياً، وأيضاً على شكل حركات أو أحزاب دينية.

إن التطرف الذي نشهده في هذه الفترة، سواء كان في أوروبا أم في منطقتنا، غير مسبوق وخطير. ومصدر التطرف في هذه الحالة هو تنامي وتزايد قلق الأغلبيات، وتمثل صعوداً حاداً للهوية القومية أو الدينية. وقد يكون التطرف عابراً أو مؤقتاً، ولكنه بلا أدنى شك إذا ما لم يتم لجمه، سيكون مدمراً على المجتمعات نفسها، لأن التطرف سيقود ولو لدى قلة قليلة، إلى استخدام العنف ضد الآخر، مما يهدد النسيج الاجتماعي للدول، ويضع المجتمعات المختلفة في حالة صدام مع الآخر لا تُحمد عقباها، علاوة على أثر كل ذلك على الأقليات في تلك المجتمعات.


 
 
شريط الأخبار رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم يعتذر لجماهير بلاده بعد الخروج من منافسات كأس العرب المقامة في قطر بعد سنوات من العزلة.. عبلة كامل تطل برسالة صوتية وتعاتب هؤلاء مواطن يفقد مبلغ 19 ألف دينار بعد رميها بالخطأ في إحدى حاويات النفايات... وهذا ما حدث هطولات مطرية في الأردن منتصف الأسبوع... ودرجة الحرارة تصل إلى 10 ولي العهد يطمئن على صحة يزن النعيمات هاتفيا دائرة الأراضي: إطلاق خدمة المعالجة المركزية لتوحيد إجراءات معالجة أنواع معاملات الإفراز الجيش الإسرائيلي يعلن إصابة جنديين بانفجار عبوة ناسفة جنوبي غزة الأردن يدين مصادقة الحكومة الإسرائيلية على إقامة 19 مستوطنة غير شرعية في الضفة نقابة الصحفيين تدعو المؤسسات الإعلامية لإنهاء التسويات المالية المطلوبة قبل نهاية العام مستجدات قضية المدفأة "شموسة"... حظر بيعها والتحفظ على 5 آلاف مدفأة وزارة الاقتصاد الرقمي: براءة الذمة المالية أصبحت إلكترونية في عدة بلديات هل تعود الاجواء الماطرة على الأردن ؟ - تفاصيل شركس: "المركزي الأردني" استطاع ان يزيد احتياطياته لـ أكثر من 24.6 مليار دولار حريق حافلة شركة العقبة للنقل والخدمات اللوجستية.. اذا عرف السبب بطل العجب ! الشموسة تثير الجدل وتحذير أمني عاجل بعد حوادث مميته زخة شهب "التوأميات" تضيء سماء الوطن العربي الضمان الاجتماعي: الدراسة الاكتوارية تؤكد متانة الوضع المالي واستقراره الأمن العام: ندعو كل من يمتلك مدفأة من المتعارف عليها باسم الشموسة وبكافة أنواعها بإيقاف استخدامها بمشاركة مدراء مستشفيات وخبراء ..جامعة العلوم التطبيقية بالتعاون مع مستشفى ابن الهيثم يقيمان ندوة هامة عن السياحة العلاجية 4 ملاحظات خطيرة تتعلق بديوان المحاسبة امام دولة الرئيس