السقف
قبل أيام ، لبيت دعوة لأحد الأصدقاء لتناول الغذاء في احد المطاعم الراقية ، وأثناء جلوسنا ، دخلت عائلة الى المطعم ، كل ايحاءاتهم تدل على انهم جاؤوا من منطقة نائية ، وانها المرة الأولى التي يقصدون فيها مكانا كهذا ، وقد كان معهم رجل على قدر من الرقي ـ تبين فيما بعد بأنه المعزب وانه من اقارب الزوج .
في لحظة دخولهم أول ما لفت انتباه المدام السقف ، فقد اطالت تأمله ولا أدري لماذا ؟! ، بعدها قامت بعملية "اتلفت" حولها ثم أمسكت بطرف سترة الزوج "ووشوشته" . وقد كان بودي ان اعرف بماذا "وشوشته" .
على أول طاولة قريبة منهم جلس الجميع ، بينما المدام مازالت "تتلفت" حولها ، فيما بدا على الزوج بعض الانزعاج الذي يندرج تحت باب " فضحتينا " .
بصراحة أنشغلت بمراقبة هذه العائلة ، التي كان معها طفلين ، الأول : أشغل نفسه باللعب بالسكاكين والملاعق الموضوعة على الطاولة ، حتى أنه قام بجمع الملاعق والشوك الموجودة على الطاولات القريبة منه ، أما الثاني فقد كان يخفي نفسه تحت الطاولة والظاهر بان "الشرشف" الموضوع على الطاولة أعجبه .
مازالت في هذه الأثناء المدام مشغولة بالسقف ، فاندفعت انا ايضا للنظر الى السقف ، لكني لم اجد امرا ملفتا في الحقيقة ، وسألت نفسي ما قصة هذا السقف ؟!
تناولت غدائي وأنا أرقب تلك العائلة وهي تتناول غداءها ، كان الجميع "داق" بالطعام ، باستثناء المدام ، التي ما زالت تنظر الى السقف "وتتلفت" حولها بين الحين والآخر لتعود من جديد للنظر الى السقف .
بصراحة ، دفعني الفضول للذهاب الى تلك العائلة وسؤال المدام عن السر الموجود بذلك السقف ، وفعلا فعلت .
أنا : مدام لطفا: اعذري تطفلي واقتحامي لتأملاتك ، ولكني وودت أن أعرف من باب الفضول والحيرة ، لماذا تطيلين النظر الى السقف مع انه سقف عادي جدا ؟!
فأجابتني وقد أحمر وجهها خجلا : خالد شاهين فتحت له طاقة الفرج من سقف زنزانته ، وأنا أنتظر الفرج من بدء الخليقة ، فلعل السقوف تتشابه .
* ليس من الواقع بشيء . مجرد فكرة لكاتب .
المحامي خلدون محمد الرواشدة
Khaldon00f@yahoo.com