لم يكن قرار اعادة خدمة العلم قرار مفاجئا للأردنيين على العموم فالملاحظ على مدى السنه الماضيه بعد موجة أحداث الجامعات وموجات العنف المناطقيه بروز فكرة اعادة خدمة العلم لدى مفكرين وأخصائين اجتماعين اردنيين كنوع من المعالجه للوضع ضمن محددات معينه ومن ثم تبني السيد رئيس الوزراء للفكره وطرحها في محاضرات وندوات في مناطق متعدده وكأنها الحل الوحيد لمشكلة العنف في الجامعات ومشكلة العنف المجتمعي بشكل عام
و بالرغم من اعتقادي التام بأنه لا يوجد اثنان يختلفان على قرار اعادة خدمة العلم ان لم يكن مطلبا جماهيريا المفترض ان يهدف الى معالجة المشكلات الاجتماعيه الناجمه اساسا عن الوضع الاقتصادي والمعيشي المتردي للمواطن الاردني كحل وليس كترحيل للمشكله واستخدام مصطلح خدمة العلم كنوع من اعادة التأهيل للشباب الواعد بما يتوافق ومتطلبات المرحله وبعد ان اثبتت الحكومه عن عجزها عن الحل الاجتماعي والسياسي للواقع المجتمعي الجديد بعدما انغرس في ذهن المواطن الاردني عدم الثقه في أي اجراء تتخذه الحكومات الاردنيه وذلك لأسباب كثيره أهمها عدم جدية الحكومات في تطبيق القوانين بالمساواه على كل الاردنيين والقرارات المفاجئه من ناحية اخرى والتي من شأنها الاضرار بمصالح قطاعات واسعه من الاردنين وأضافة عبء جديد على كاهل المواطن ومن ضمنها خدمة العلم ووقفها واعادتها ومدة الخدمه وتصنيفها اضافه الى توقيتها بهذا الظرف بالذات حيث لم تكن اطروحات الاصلاح الشامل تظهر بالشكل الذي عليه الان وانتشارالثقافه السياسيه بشكل قوي داخل المجتمع الاردني مما أثار تساؤلات مشروعه حول اعادة خدمة العلم في هذا الوقت بالتحديد
ولما كنت قد عايشت تجربه خدمة العلم لمدة حولين كاملين في بداية الثمانينيات من القرن الماضي فقد عشت تجربه لن انساها ما حييت كنت مازلت شابا يتدفق الدم في عروقي أحمل هم الوطن على كتفي رافعا رأسي للأعالي لا أبالي حلمي ان اصبح جنديا في الجيش العربي و احمل البندقية ملبيا نداء الاقصى (ها هو الاقصى ينادي) كان حلما منذ زمن بعيد حلما تحطم على صخرة المعتقد كان ذنبي ان فكُرت للحظه أو تسربت فكرة الى رأسي جعلتني انظر الى العلم من كل الاتجاهات
مضت السنتان بحلوها ومرها وعانيت ما عانيت من المراجعات الامنيه فيها وقد كنت قبلها قد حرمت من شرف الخدمة العسكرية النظاميه للسبب ذاته تدربت مرتين ولم أحمل السلاح ولم اصبح جنديا ومضت السنتان ثلاثا كانت حلما وتجربه ومعاناه مضت وأنقضت لتبدأ بعدها فترة الاحتياط لخمسة سنوات اخرى كانت اشبه ما تكون بالاقامه الجبريه لاتستطيع مغادرة البلاد دون تصريح يستغرق شهرا كاملا الحصول عليه وتحدد فيه المناطق التي ستسافر اليها و مضت الايام والسنين وترسخ حب الوطن اكثر فأكثر ومازال العلم يرفرف داخل القلب لم تنل منه المعاناه ومازال الحلم هو الحلم نفسه.لم يتحقق معي ولكن لابني قد يكون
لكن الهواجس والهموم عادت تروادني وتسائلت هل سيعاني ابني ما عانيت ؟؟؟
DAWAR_ALSHEMS@YAHOO.COM