سليمان الصبيحي
لا يمكن لأحد أن يقول بأن المرحله التي نعيشها في الاونه الاخيره قد تحددت ملامحها العامه بشكل نستطيع معه وضع المرحله في اطارها الزمني والتاريخي فما زال مؤشر الشعور الشعبي العام يرتفع تارة وينخفض تارة اخرى وفي اتجاهات مختلفه بما يشكل خلطا أمام التنظيمات الاجتماعيه والحزبيه لادراك طبيعة المرحله التي نمر بها ومدى ارتباطها في التغيرات على المستوى الجغرافي المحيطه بالاردن
وقد أثبتت الحركات الشعبية الجديده و المبتكره في الاونه الاخيره عجز التنظيمات السياسيه والاجتماعيه عن احتوائها والسيطره عليها أو حتى التنبؤ بحدوثها بما يفسر وجود مسافه بعيده في التفكير بين غالبية الشعب والتنظيمات المختلفه بكافة ألوانها وبما ولد نوعا من الحرج السياسي لدى هذه التنظيمات في ابتعادها عن القواعد الشعبيه مما يستدعي اعادة النظر في الطرح السياسي والعقائدي لهذه التنظيمات بما يتوائم مع المرحله
وقد تكون الحكومات المتعاقبه قد لعبت دورا هاما في اضعاف دور التنظيمات من خلال ايجاد تنظيمات بديله على غرار الموسسات الحكوميه لايجمعها فكر أو برنامج موحد ومن خلال سياسة الاحتواء المبرمج وحالة التمييع والاختراق انعكست سلبيا على تركيبة التنظيمات الموجوده على الساحه وأنحصارها على عائلات واشخاص بحد ذاتهم وامست القيادات الحزبيه مشيخات عشائريه تزاحم اصحاب العباءات في طلب العرائس والصلحات العشائريه ولم يتبق الاان يقال ان العطوه العشائريه بوجه الحزب الفلاني واصبحت القيادات الحزبيه تنافس المسوؤلين الحكوميين بل وتفوق عليهم في تربعها على كرسي المسوؤليه في الحزب واذا رحلوا رحلت احزابهم أو ورثت لذويهم حتى بدا عليها الوهن وصارت لاتمثل الا شريحه ضئيله من المجتمع الاردني تلهث وراء التطورات وبالكاد تدركها
ولقد اخطأت مؤسسات الحكم كثيرا في الضغط على الاحزاب واضعافها وبالتالي تهميش دور الطبقه الوسطى في المجتمع والتي تمثلها الاحزاب والتنظيمات السياسيه والمهنيه والتي تعتبر صمام الامان للمجتمعات مما ادى بالنهايه الى حاله من الانفلات الجماهيري على شكل حركات شعبيه جديده لايمكن وضعها تحت اي عنوان او مسمى لاختلافها في الفكر والمضمون عن سابقاتها من الحركات الشعبيه و من غير المستبعد ان تجرالبلاد الى حاله من الغوغائيه السياسيه والفكريه وتأثيراتها السلبيه على الواقع الاجتماعي الاردني لعدم امتلاكها الاطار الفكري والسياسي وتاثير قوى الشد العكسي عليها
ان الحاله الشعبيه التي نعيشها في الاردن اثبتت ارتباطها الحيوي بالواقع الشعبي العربي المحيط بنا من خلال الشعارات واساليب التعبيرالتي غاب عنها الشعارات القوميه والعقائديه وانحسارها ضمن الهم اليومي للمواطن العادي وبتعبيرات اقرب الى الطبقيه المجتمعيه
ان المسوؤليه التاريخيه تتطلب من كل التنظيمات الحزبيه والقيادات الجماهيريه ان تخرج من قواقعها الفكريه وان تبتعد عن انانيتها السياسيه وتعمل على خلق اطر جديده تتلائم مع المرحله التي نعيشها في الاردن وتكون تعبيرا عن واقعنا الحقيقي في الشارع