الاتجار بالولاء والانتماء
لقد ذكرت في مقال سابق لي بعنوان "النفاق الاجتماعي والسياسي" والذي تضمن ضربا من انواع النفاق الذي تعاني منه المجتمعات,وآمل من الله العلي القدير ألا يكون النفاق الاجتماعي والسياسي قد استشرى في مجتمعنا الاردني وخصوصا في هذه المرحلة.
فبداية انا كلي ثقة بأن شعبنا الحبيب يحمل في قلبه وجوارحه من ولاء لسيد البلاد وانتماء لهذا البلد الأغر ما يميزه عن باقي شعوب العالم, وخوف المواطن الاردني على هذا البلد وأمانه كخوف الاب على ابنائه وبيته, فحب الوطن ومحبة الهاشميين ولدت معنا بالفطره في وجدان كل الاردنيين وهذه المحبة من البديهيات والمسلمات التي يدركها جلالة الملك , فجلالته على ثقة تامة كثقة الاب بأبنائه من هذا الولاء والانتماء من أبنائه الاردنيين.
جميعنا خرجنا في مهرجانات واحتفالات بمناسبات وطنية كذكرى الكرامة وعيد الاستقلال وعيد ميلاد جلالة الملك لاظهار مشاعر الحب والسرور والافتخار بتلك المناسبات المجيدة, ولكن هل علينا القيام بالمسيرات والاحتفالات لإظهار ولائنا لمليكنا وانتمائنا لبلدنا لمجرد الخروج المرفوض لثلة من الشباب المطالبة بالاصلاحات دون التعرض للولاء للملك والانتماء لكيان هذا البلد؟!
فإنني أرى نوعا من أنواع النفاق والاتجار بهذا الولاء والانتماء, فترى في هذا المهرجان مجموعة من الاشخاص ممن ينوون الترشح للانتخابات البلدية أو النيابية القادمة يقودون دفة الاحتفالات وفي تلك المسيرات نوابا يقفون في الصف الأول لقيادة هذه المسيرات وترى كثيرا من الاعلانات المعنونة بإسم شركة أو مصلحة تجارية تهتف بالولاء والانتماء, فهل نسي سعادة النائب القسم الذي أقسمه عند دخوله قبة البرلمان؟! قسم الولاء والانتماء للملك والوطن والأمة, فقد أدلى النائب بهذا الولاء والانتماء علانية وبكل وجدانه أمام الشعب لحظة انتخابه ممثلا للشعب,فلماذا يكرره سعادته مرة أخرى أمام ناخبيه؟! هل الهتاف والاحتفال بإسم القائد والوطن هو دليل الولاء والانتماء؟ أم قيامه بأعماله التشريعية الرقابية على أكمل وجه هو الولاء والانتماء الحقيقي؟ أم هي تغطية اعلامية أمام الناخبين لإطفاء غضبهم على هذا المجلس ولاخفاء العثرات الموجودة في المجلس الموقر, وهل ستغفر هذه الهتافات والتجليلات لمن سيصلوا الى دكة البلديات أمام الملك والشعب والوطن عندما يعيثوا فسادا فيها؟!
الولاء الحقيقي لسيد البلاد والانتماء الجاد لهذا البلد الأمين يكمن بداخلنا فضميرنا من يهتف بالولاء والانتماء بمنع الفتنة ومقاومة القائمين عليها وقطع كافة قنواتها ومحاربة الفساد بشتى أشكاله ومخافة الله في تجارتنا ووظائفنا وترسيخ ثوابت الوحدة الوطنية في أنفسنا والحفاظ على أمن واستقرار أردننا كما عهدناه فبذلك نثبت ولاءنا لقائدنا المعظم وانتماءنا لأردننا الحبيب.
اللهم احفظ لنا سيدنا ومليكنا عبدالله ورسخه تاجا على رؤوس كل الاردنيين وانصر الاردن على القوم المفتنين.
المهندس عمر مازن النمري
mr_nimry@yahoo.com