( العظماء من يشعر المرء في حضرته أنه صغير ولكن العظيم بحق هو من يشعر الجميع في حضرته بأنهم عظماء )
سيادة فلان أوعلان، ولا يهم الاسم ، فأنت لست واحداً، أنت عشرة وأنت مائة وأنت تحمل كل أسم، موجود في كل عصر وفي كل بقعة
سامحونا إن لم نعد قادرين على كتم الغيظ ، سامحونا إن كسرنا زجاج قصوركم العاكس، ولوثنا منظر شوارع عاصمتكم التي ترونها أروع إنجازاتكم دوناً عن بقية المدن والقصبات ، سامحونا إن عكرنا عليك مزاجكم وشغلنا بهتافاتنا عسكركم و سامحونا إن عودناكم البقاء في ربوع البلاد وتسببنا لكم بالحرج عالمياً وقاطعنا مدائح الشعراء بحقكم، وإبداعات مداحي القمر ممّن يعتاشون على موجودات بيت مال المسلمين كما يسمّونه، ولو أنّه ليس للمسلمين من حق فيه ! و بدونا كطفل مشاغب دخل صالة الحفل وأحرج أهل الدار والضيوف بمشاغباته
سامح ونونا وسامحوا إخواننا الذين خرجوا متظاهرين، متسلحين بالحناجر والأكف المضمومة، سامحوهم هم الآخرين لأنهم استفزوا شرطيتكم ورجال أمنكم، وأجبروهم أن يكشفوا حقيقة وجوههم لأنّ خروجنا أجبرهم على كشف وجوههم أمام العالم، الذي لم يتصوره أحد من المتظاهرين
نحن، مواطنين لا أسم لنا ولا رسم، فنحن مجرد رقم من ملايين متعددة مهمشة مطنشة ، تتحكم بهم مافيات السلطة مستأثرة ، بحقوق من دفعوا ثمن انتمائهم لوطنهم من دمائهم ومن حريتهم ، بخلاف حال المترفين دوماً ، ومع هذا كله لم نربط بين هذه وتلك، خدمنا بلدنا كما مطلوب منا، و صبّت كل جهودنا في خزائن لهم أرى أنه خطأ تربيتنا وليس أخطاءكم ، لتعلمنا أن نخدم بلدنا بمعزل من يحكم، ،
نحن مواطنون، ليس المولودين بأفواههم ملاعق من فضة وأخرى من ذهب
جوزنا علي شهادتنا باستحقاق لم نختصر الزمن كغيرنا، ولم نحضي بمساعدة تعيننا على النجاح كالذين نالوا الدكتوراه دون ساعة دوام أو مكابدة عقل وضعوا الأوسمة علي صدورهم دون حرب واحدة نعم ( الرجل المناسب في المكان المناسب)
سامحونا فمقابل قائمة الأهداف والإستراتيجيات ببالكم، والخطط الخماسية التي لا تنتهي أبداً،والمهرجانات والأمسيات الحافلة قائمة الملذات المخفيّة والمشاريع الشخصية لا قائمة مواجع أيتام انجرفوا، وحاجات أرامل وقلوب معدمة، جيوب أصحابها خالية دوماً، هي كشف حساب غير معلن لخيبات أمل كبيرة منكم بحق كل من تحكمتم بهم وصادرتم اسمأؤهم وأصواتهم ...
سامحونا لأننا خالفنا توجيهاتكم و استفقنا رغم كل المنوّمات التي تعوّدتم دسّها في طعامنا وشرابنا ، سامحونا لأننا لم نتحمل الاستمرار بالنوم ، فالكوابيس تقلقنا وتطالبنا بالانتفاض وتنفيذ الحساب والمطالبة بحق المواطنة كابوساً دام أكثر من عمر المنام، ومهماً طال أكثر من أمَد الصحوة ، يا لعنة العقل الغائب والضمير .
--