عندما خرج علينا رئيس الوزراء معروف البخيت في برنامج ستون دقيقة على شاشة التلفزيون الاردني, و تحدث عن جهة العمل الاسلامي, و الاخوان المسلمين,و دورهم في التصعيد على دوار الداخلية, ظن البعض ان الرئيس يتجنى عليهم خصوصا حالة الانكار التي اعلنها قادة الحركة و الحزب بقوة و نفيهم لذلك ادخل الشك في كلام دولته ,لكن عندما بدأت تتضح الصورة من خلال انسحاب بعض الشباب من الدوار و البيانات لعدد من الاحزاب و الحركات تؤكد عدم المشاركة في اعتصامات (24 آذار), بسبب هيمنة الاسلاميين عليها خاصة عندما رفع منسوب الشعارات تأكد للجميع ان الحزب و الحركة ليسوا خارج هذا الاطار و هذه اللعبة .ثم جاءت الطروحات المطالبة بحل جهاز الدرك و جهاز المخابرات ,و نسوا فكفكة الدولة و خصخصة مؤسساتها و شركاتها و بيع اراضي الدولة!! فمن حقنا ان نسأل, هل هذه الفئة هي شريكة في فكفكة الدولة و لم يبقى الان لديها الا المطالبة بحل اجهزة الدرك و المخابرات ,و فعليا جميع مؤسسات الدولة صابها العطب الا هذه المؤسسات التي بقيت خارج هذا السياق ... لان المؤامرة على الوطن بدأت تتضح بالمطالبة بحل هذه الاجهزة لان انهيارها يعني انهيار المطلوب و تحقيق المبتغى لهؤلاء.....
قبل فترة كانوا يحتكموا الى الشارع يريدون ان يقول الشارع كلمته, و اليوم يريدون من الدولة ان تحميهم من الشارع..لماذا و كيف ؟؟ ها هو الشارع يقول كلمته امامكم(!!)ماذا و الحكومة هي التي ترسل رجال الامن لحمايتهم من المواطنين,و في اربد تمت الاحاطة بأمين عام حزب الجبهة من قبل 100 رجل امن تحميه من المواطنين ,يبدو ان الشعب اعطى لهؤلاء الفرصة ظننا منه انهم دعاة اصلاح الا انه و في اقل من اسبوع تغيرت البوصلة, و اتضحت صورتهم امام الناس بأنهم اصحاب اجندات خاصة تحاول العبث في الوطن و أمنه و استقراره و ليسوا دعاة اصلاح!!!!! .
لقد طرح ابناء الوطن من كل اشكاله و اطيافه في المدن و القرى و المخيمات و البوادي المطالبات بالاصلاح الجدي و الحقيقي, و محاربة الفساد بكل اشكاله و انواعه و مستوياته ,لكنهم بالمقابل يرفضون المس باستقرار الوطن و خلق الفوضى و زرع الفتن الاقليمية منها و الجهوية و الطائفية لان اصحاب الاجندات يريدون استكمال ما بدأ به (جورج بوش الابن) من فوضى خلاقة و نقلها الى الاردن و كانت البداية دوار الداخلية هناك شعب اردني بكل الاطياف مع الاصلاح الشامل الحقيقي و مع اعادة الثقة بالدولة و اجهزتها و مع الاطاحة برؤوس الفساد, لكننا لسنا مع خلط الاوراق لتحقيق مأارب و اجندات كل ابناء الوطن يرفضونها لان الاساءة للوطن خط احمر عند ابنائه جميعا,لنتحدث عن جدية العمل في الاصلاح ..... في كافة مناحي الوطن, و نبحث عن الاخطاء و هي لا تحصى لتصحيحها .لسنا مع بيع اراضي الوطن لاجل الاستثمارات في اوروبا و المغرب العربي و غيره, و لا مع خصخصة الشركات و بيعها لمستثمرين جاءوا الى الوطن دون ان يدخلوا قرشا واحدا, بل اعتمدوا على البنوك الاردنية لاخذ القروض, و الان يجنون مئات الملايين من الارباح على حساب الوطن و جوع ابناءه .احزنني ان اسمع ان المستثمرين الكنديين في البوتاس يريدون بيع حصتهم بمليار دولار بعد ما اشتروها قبل عدة سنوات قليلة بــ 125مليون تم اقتراضها من البنوك الاردنية, و جنوا من خلال ذلك مئات الملايين من الارباح...هل هذا هو الاصلاح الذي تريده الدولة الاردنية ؟و هل هذا يتوافق مع الاصلاح الذي ينادي به الشعب الاردني؟.اذا كان الاصلاح ينحصر برأي الحكومات ببيع الداخل و الاستثمار بالخارج, فنحن كأردنيين نقول و نرفع الصوت عاليا, باننا لا نريد مثل هذا الاصلاح لانه يهدم ولا يبني...يفرق ولا يجمع..يجعلنا غرباء وطن لا ابناء وطن...عبيداً لا اسياداً...لانه جعل حفنة من قطَاع الطرق يتحكمون بمسيرة الوطن و العباد...و جعل النفاق هو السيد ,لا الحق هو الاصل...لانه قتل الانتماء للاردن و كرس الولاء لهؤلاء...و رفع شعار الانتماء للقرش و الولاء له...و نصبوا انفسهم انهم القانون و الحق و السادة...و فصلوا الوطن على قياسهم...بل فصلوا الانظمة و القوانين حسب مصالحهم و منافعهم, لان الاردن بالنسبة لهم بقرة حلوب...من منطلق انهم اصحاب رسالة اصلاحية و حداثة و تطوير و اننا اغبياء و لسنا اذكياء...لانهم نظروا للوطن على أنه وطن تنابل لا وطن عز و كبرياء...لم يدركوا يوما ان الشعب الاردني يمهل لكنه لا يهمل...لان هذا الوطن للشرفاء و الكبرياء.فمبنى القيادة العامة للقوات المسلحة ينادي ابناء الوطن و ارواح الشهداء الاردنيين, الذين سقطوا في ارجاء الوطن العربي من فلسطــــين المحتلة الى جولان المغتصبة...الخ ابتداءاً من حابس المجالي مرورا بكل شرفاء و شهداء القوات المسلحة ينادون ابناء الوطن بشرفهم و انتمائهم و حرصهم على ان لا يهدم هذا المبنى الذي يعيش في تاريخ الاردن منذ الخمسينيات الى 1967 الى كرامة العز 1968 الى 1973 الى التاريخ المشرق الذي بني بالعرق و الجهد...التاريخ الذي يريد البعض اخفائه و طمسه من ذاكرة الاردنيين.ان البعض الذي يحاول من خلال القلة القليلة تفصيل الوطن على مقياسه, نقول لهم ان في الاردن 6 ملايين مواطن غيور مدافع بالمحبة, و الانتماء للوطن اما هم بأجندتهم المقيتة الخارجية قلة قليلة فاذا تحدث الشرفاء عليهم ان يصمتوا.