أخبار البلد - حلمي الاسمر
ماذا تفعل حينما تذهب لاستلام راتبك، فلا تجده، وحينما تسأل، يُقال لك، أنت موقوف عن العمل؟
هذا الموقف وقع لموظف في وزارة الأشغال العامة، يعمل مندوبا لمديرية أشغال إربد في الوزارة، لاستلام اللوازم، فما هي القصة، وخلفياتها؟
حسب ما وصلني من معلومات، أن الموظف، المسؤول في الوزارة عن توقيع الإخراجات وقع بينه وبين الموظف المعني، «تشاكل» تطور إلى تلاسن من قبل الطرفين، وفيما بعد، عمد
مدير أشغال إربد بالتعاون مع الأمين العام للوزارة إلى عقد مصالحة بين الموظفيْن واعتذرا لبعضهما البعض، وبدا أن الأمور عادت إلى مجراها الطبيعي، ولكن حينما حل آخر الشهر، وذهب الموظف المعني لاستلام راتبه، وجده «مخصوما» وحينما سأل قسم الرواتب
قالوا له «أنت موقوف عن العمل» وتبين فيما بعد، أن الوزير كان أصدر كتابا بوقف المذكور عن العمل في نفس اليوم الذي وقع فيه حادث «التشاكل» وحتى اليوم، ورغم مرور ثلاثة أشهر، على هذه الحادثة، لم يزل الموضوع معلقا، وكلما راجع الموظف المعني وزارته، قيل له: «راح نحل الموضوع» علما بأنه لم ينقطع عن الدوام ولو يوما واحدا، كونه لم يصله كتاب رسمي بالإيقاف!
« راح نحل الموضوع» هو الجواب الدائم الذي يسمعه الموظف، في كل مرة يراجع الوزير، سواء عبره، او عبر أطراف أخرى، وأملنا أن لا يكون الجواب على هذه المقالة أيضا، «راح نحل الموضوع»!
اشعر بتعاطف خاص جدا مع حالة هذا الموظف، خاصة وانني وزملائي في الدستور، لم نستلم رواتبنا منذ ستة شهور تقريبا، ونعلم حق المعرفة، ماذا يعني أن تكون موظفا، ولا تستلم راتبك، فالموظف محدود الدخل، بالكاد يعيش على راتبه، فماذا سيكون حاله حينما يُحرم من مصدر دخله الوحيد؟ ومن أين يتدبر معاشه اليومي؟
الغريب في قصة صاحبنا، أن يكون موقوفا عن العمل، دون أن يُبلغ رسميا بكتاب بهذا الأمر، فيما يجري وقف راتبه، وكأنه ليس على رأس عمله، نعتقد أن في الأمر سرا، ونرجو أن يتم حله بالسرعة الممكنة، فعلى قلة معرفتي باللوائح والأنظمة التي تحكم عمل الموظف الحكومي، أعتقد أن حرمان الموظف من راتبه غير منطقي وغير جائز، إلا لسبب قوي، ولا يمكن ان يتم مثل هذا الأمر بدون لجان تحقيق، وتوفير الحق للمعني بالدفاع نفسه، لإيضاح موقفه، والاستعانة بالشهود، فما بالك حين يتعلق الأمر بمجرد خلاف، انتهى إلى مصالحة؟
الحكم «الغيابي» بالحرمان من الراتب، الذي تعرض له الموظف المعني، يشوبه «عوار» ظاهر، إلا إذا كان هناك تفصيلات، لا نعرف عنها، وفي كل الأحوال، نحن على يقين، من أن الحق سيعود إلى أصحابه، وبالسرعة الممكنة!