أخبار البلد - محمد داودية
طفت على سطح وقائع يوم الجمعة المنصرم، فقاعتان، قارفهما رعاعٌ موتورون، ورغم أنهما تمثلان السُّفهَ والفتنة الملعونة، إلا أنهما ستظلان غثاء وهراء لا يمكن لهما أن تلتصقا بعلاقة الشعبين الشقيقين الأردني والفلسطيني.
الفقاعة الأولى هي قيام عدد من منتسبي حزب التحرير في القدس بالتعرض لسماحة الشيخ احمد هليّل قاضي القضاة وإمام الحضرة الهاشمية حين شرع في إلقاء خطبة الجمعة في المسجد الأقصى. ومن شاهد اليوتيوب قد لاحظ أن ما جرى في القدس، جرى قَبله في عمّان عندما كانت صلاة الجمعة تنقل تلفزيونيا على الهواء مباشرة في الثمانينيات، إذ استغل عدد من منتسبي حزب التحرير تلك السانحة ومنعوا الخطيب من قراءة خطبته واغتصبوا الميكروفون واخذوا يلقون بيانا سياسيا إلى أن تنبه فريق التلفزيون فقطعوا البث.
ولمن لا يعلم من هؤلاء الشبان الصغار المتحمسين الأغرار، الذين أفسدوا الصلاة، أقول إن الملك الحسين باع بيته في لندن بمبلغ 8.5 مليون دينار وحَوّلَ كاملَ المبلغ إلى لجنة إعمار المسجد الأقصى، وحينها قال الصديق الشاعر هاشم القضاة: "إن من يبيع بيتَه ليبني بيوت الله، لن يخذله اللهُ أبدًا ".لن تضيرنا تلك المقارفة التي تمثل أخلاق مقارفيها فقط. أمّا شعب الجبارين حامي الأقصى وخليل الرحمن والقيامة والمهد وأرض فلسطين التي بارك الله فيها وحولها، فلهم الاحترام والتبجيل وان عزَّ الدعمُ اليوم، فالمدد قادم بمشيئة الله.
الفقاعة الثانية هي هتافات المدرجات القبيحة التي صدرت عن شبّان صغار أغرار لا يعرفون بماذا يهتفون ويهرفون، هتفوا للعدو الإسرائيلي الصهيوني!! في شهر نكبة العرب الكبرى وشهر استقلال الأردن المجيد وهتفوا ضد فلسطين الحبيبة.
ويقتنع الجميع أن هتافات المدرجات أصبحت فوق الاحتمال، وباتت مقززة ومخجلة ومسيئة للذوق العام وللوحدة الوطنية ومنتهكة للقانون، وهنا تبرز مسؤوليات الأمن العام الذي يمتلك كل وسائل الرقابة والتسجيل الوثائقي لكل ما يجري في المدرجات من انحطاط يصل الى الخيانة الدينية والوطنية، ومقارفو تلك الموبقات لا نقول فيهم أقل مما نقول في الذين تطاولوا على سماحة الشيخ هليّل في محاولة للتطاول على الرعاية الأردنية لمقدساتنا في فلسطين.
لقد حاول بعض ضعيفي الوطنية وقليلي الوعي وناقصي الإيمان أن يلعبوا على وتر الفتنة بأن فتحوا على وسائل التواصل الاجتماعي "مشتمة" تصدى لها الوطنيون الذين تمس المقارفات القميئة دينهم وقوميتهم ووطنيتهم.
المدرجات تشكل مقطعا عرضيا لأخلاق وتربية فئة، هشة الوعي والتربية والتعليم والأخلاق، فئة تتعاطى المسكرات والمخدرات ولا تجد رادعا يردها -حتى اللحظة – عن غيّها. أما المطالبات بإغلاق ناديي الوحدات والفيصلي على احترامي لمنطلقاتها ووطنيتها فلا أتفق معها ولا أتفق مع المحترمين الذين قرروا هجر المدرجات قرفا مما يدور فيها، فهذا الحال أشبه بالدعوة إلى إغلاق المسجد الأقصى لأن نفرا من التكفيريين يفسدون على المؤمنين صلواتهم ويعبثون بعلاقة الشعبين الراسخة.