خاص - اخبار البلد - حسن سعيد صفيرة
بعد التسريبات الحكومية الاخيرة والتي نقلها نقيب اصحاب المخابز والحلويات عبد الاله الحموي حول التوجه الرسمي برفع الدعم عن مادة " الخبز"، من خلال خطة سيتم الاتفاق عليها من قبل النقابة والحكومة ووزارة الصناعة و التجارة، فقد بات واضحا اننا امام حكومة داهمها داء النسيان بدليل انها تعد خططا "كارثية" لا علاقة للاردنيين فيها بل خططٍ تتبع دولة يزيد فيها معدل الدحل للفرد الواحد بما لا يقل عن مئات الالاف سنويا وليس كما هو واقع الحال للاوضاع البائسة التي يعيشها غالبية الاردنيين !
حكومة عبد الله النسور والتي اتسم طابعها بأنها حكومة تتبع في ادارتها واملاءاتها لتوصيات صندوق النقد الدولي، وجاءت لتنفيذ مهام بالغة الحساسية، لم تعد حقيقة حكومة وطنية او اردنية، وهي تبيّت النية لمحاربة المواطن بلقمة عيشه، بل وتجاوزت التوصيات الملكية بعدم الاقتراب من "رغيف" المواطن باعتباره خط احمر والذي اصبح بلا لون امام تخبط وتعنت النسور وفريقه "الموميائي" !!
المصوغات التي رافقت التسريب الحكومي للانقضاض على رغيف الاردني باهتة وهزيلة وتنقصها الخميرة فخرجت بلا طعم او رائحة ولقيت رفضا حاسما من الشارع الذي اصبح امام رهان الانفجار ولا نبالغ حين نقول ان "سوبر مان النسور" يريد ان يُعيد لذاكرة الاردن وللاردنيين هبة الجنوب (18- اب - 1996) عندما استأسد رئيس الوزراء عبدالكريم الكباريتي برفع اسعار الخبز، معلنا ودون ان يدري شرارة انتفاضة انتقلت من الجنوب لكافة محافظات المملكة وكان من نتائجها ان "طارت حكومته" ولم يطر المواطن او رغيف الخبز .. ونعود ايضا الى هبة نيسان 1989 التي كان الوطن فيها بمهب الريح وقت رفع أسعار المحروقات واستلزم ذلك تدخلا ملكيآ لتصويب الامر والانحياز للفقراء والاغلبية الصامتة المسحوقة فأقيلت حكومة الرفاعي الأب وانتصر الشعب ... فهل يتعض عبد الله النسور ؟
حكومة عبد الله النسور والتي لن يزيد عمرها المتبقي عن بضعة اسابيع جديرا بها تجهد قبل الخروج بالحفاظ على ماء وجهها، فقد بلغ السيل بالاردنيين الزُبى وهم يدفعون ضريبة سياسات النسور وفريقه الذي جاء للدوار الرابع ليستخدم ابهامه بالبصم ولا شيء غيره !
مبررات قرار الرفع المزمع أصابت مقتل شعبية النسور، مبررات ارتدت الى نحر الحكومة بتبريرها ان قرار الرفع يستهدف منع الدعم عن غير مستحقيه ويقصد به الاشقاء السوريين اللاجئين متناسية الحكومة ان اللاجئين السوريين يتمركزون في مخيمات الزعتري والازرق ويتناولون الخبز الحر غير المدعوم والقلة الباقية منهم لا تستدعي قرارا مصيريا تخريبيا كقرار الرفع !