ان المتأمل في المشهد الفكري الثقافي الحضاري الحالي يدرك مدى تداخل المفاهيم وتشعب النظريات والافكار خاصة بعد الغاء الحدود بين حقول المعرفة المختلفة واضحت بضاعة بمزاجية الدول الكبرى المهيمنة على صنع القرار بغرض فرض الفكر الثقافي والاجتماعي الذي تريده ولا مكان ولا وجود الى الموضوعية لدى اي طرف آخر فهي محفوفة بالمزالق والعقبات والعقوبات فهي مقدمة على شكل كلبشات بأيدي الطرف المقابل تعيق اي حركة له خلاف ذلك انها افكار وطروحات واتفاقيات ما بعد الحداثة او ما يسمى حالياً بالحداثة الفائقة والذي تغلفه اوهام للقاريء الاستهلاكي بحيث يصعب ادراك الحدود التي تقف عندها هذه الافكار او المنهجيات لينتج كل ذلك انسان معولم انسان مرقم مع ميلاد للنص الالكتروني للفكر والادب والثقافة فأصبحت كأحكام معتمدة بديهية ومسلم بها يجب ان تقتنع بها العقلية حتى لا توصف بالرجعية والتخلفية فلا وجود للحقيقه الخافية من وراء كل ذلك الذي فرضها العقل المركزي للدول الكبرى الذي اعطى لنفسه حق امتلاك الاجوبة والبعد القريب والبعيد ًقولا ً وفعلاً مهاجمين سائر العقول الاخرى المناهضة لهم فالجميع عليه ان يستوعب دون فتح باب الحوار والنقد يجب ان يقتصر على نقد النفس لتكون هناك النفس اللوامة ولا مجال لأي حوار او دراسة او نقد يرنو الى فتح مغاليف المعرفة ومجاهيل نصوصها من رؤية او نصوص اسئله بدون اجوبة خطاب لا يسمع الا صوته كل شخص يتكلم وحده ومع نفسه وحده النص المتكلم هو الاصم الأبكم فالخطاب الجاهز يعجز ان يكون له تفسير واضح للنص لان النص في ماهيته ان يكون قابل للقراءة فالجاهزية قتل للتعددية وحبس لصوت الاخر وتفترض الانتهاء بالتوقيع والاعتماد قبل الشروع بالقراءة فأصبح لدينا فهم لنمط وجود وليس فهم معرفي ولَّد كل ذلك رد فعل عكسي وسلبي لكسر الطوق الذي احاط بالطرح أياً كان نوعه من قبل دول التعالي الدول الكبرى وخلق عقلاً معادياً واصبح هناك عقول متعددة تأخذ اشكال تطرفيه ليقتنع بها الكثير خاصة بوجود الاستعلاء والهيمنة للدول الكبرى واصبحت مشاريعهم عدمية بالمقابل هناك ضمير القلق مع حالة جنونية في سجن اللاموضوعية لانسان جديد يتخلى عن قيمه ومبادئه الى مرحلة ما بعد الانسان او ما يسمى بالانسان العابر .
فأصبح الفكر فكر تأويلي فلسفي بامتياز في مجتمع جديد على اعتبار انه اكثر حضارة يتبع الى المركزية الغربية .
هذا هو الحال الذي يحاول الغرب ان يفرضه علينا سواء باتفاقيات او دراسات لمراكز دراسات استراتيجية ممولة ومدعومة منه مع كوادر مؤهلة من قبله متواجدة في المجتمع او الجامعة او المدرسة او بالمناصب المتعددة .
و علينا تحصين المجتمع من كافة الافكار المشوشة للفكر الوطني الذي يعزز الولاء والانتماء فكر أسري ومجتمعي وتعليمي فكر تنويري بالاخلاق الحميدة فكر ديني بالسماحة والاعتدال فكر ملتزم بالحوار البناء الذي يستند على اسس وطنية لحماية الوطن والمحافظة على أمنه واستقراره .
حمى الله هذا الوطن في ظل حضرة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم .
المهندس هاشم نايل المجالي
hashemmajali_56@yahoo.com