أخبار البلد - اسامه الرنتيسي
منذ اللحظة الاولى لسقوط طائرة معاذ الكساسبة وأسره من قبل تنظيم داعش، حذرنا من السقوط المهني لوسائل الاعلام عموما في فخ إعلام التنظيم، واعادة نشر ما يقوم بتسريبه، إن كان صورا او مادة صحافية.
لكن للاسف، قام عديد من المواقع الاكترونية بنشر اخبار داعش وصور الكساسبة التي سربها التنظيم، وامتلأت صفحات التواصل الاجتماعي بهذه الصور والاخبار والتعليقات، فكانت الكارثة الكبرى طريقة تعاطي بعض وسائل الاعلام، الاذاعي تحديدا مع القضية، وكأن الموضوع فزعة عرب…
بعد ايام استقامت الامور اكثر، واصبح هناك ترو وعقلانية ومهنية في التعامل مع قضية أسر معاذ، وترك لاصحاب الاختصاص ــ وهم الاقدر ــ تقدير كل معلومة حول القضية.
أمس، أقول بتواضع، أخطأت كل وسيلة اعلامية، الكترونية او في صفحات العالم الافتراضي، عندما نشرت صورة حديثة لمعاذ ومقابلة معه نشرتها "مجلة دابق" التي يزعم مناصرو التنظيم انها احدى وسائله الاعلامية.
علينا التدقيق اكثر في كل ما يبثه التنظيم، وبالمناسبة، ومن نظرة مهنية متواضعة اعتقد ان لدى التنظيم مكاتب اعلامية محترفة، تدرس بدقة مدى تأثير كل صورة او فيديو او مادة صحافية، وهم يستخدمون وسائل الاعلام الحديث بمهارة غير موجودة لدى المؤسسات الاعلامية الكبرى، وهذا يطرح عشرات الاسئلة عن القدرات التي يمتلكها تنظيم إرهابي عمل سنوات في الخفاء، وانتشر بسرعة النار في الهشيم على الارض في سورية والعراق، واحتلت اخباره صدارة كبريات وسائل الاعلام والصحافة.
اعيد مرة اخرى أن الاعلام العربي عموما (الصحافي والفضائي والالكتروني) يخطئ في استخدام مصطلحات كما يريدها تنظيم داعش، من خلال اسم "الدولة الاسلامية في العراق والشام"، وتصنيف المقاتلين على اعتبارهم "مجاهدين"، فهو ليس دولة بكل الاعتبارات السياسية، والتعريف الاكاديمي، ومقاتلوه ليسوا مجاهدين.
في استخدام التسمية كما يريدها التنظيم، فإن جزءا من العوام سوف يتأثرون ولو في بواطنهم من وقع التسمية عليهم، فهم قد يحلمون بالدولة الاسلامية التي يعتقدون انها الملاذ للعدالة والاستقامة، وان الناس فيها سواسية كأسنان المشط…
اعرف ان كل وسيلة إعلام لديها سياستها في استخدام المصطلح، والتوظيف المعني بهذا الاستخدام، لهذا نجد هناك من لا يستخدم مصطلح الشهيد، على الرغم من الانتقادات التي توجه لهذه المؤسسات، لكن بكل تواضع، اتمنى على وسائل الاعلام العربية ان تلتفت لهذا الاستخدام غير المهني لتسمية تنظيم داعش بالصيغة التي يريدها هو، وهذا يشبه الخطأ الذي ترتكبه وسائل الاعلام في اطلاق تسمية الحركة الاسلامية على سبيل المثال على جماعة الاخوان المسلمين، لان كلمة الحركة الاسلامية تضم احزابا اسلامية اخرى موجودة على الساحات العربية، قد لا تتفق مع الجماعة في شيء.
بالمناسبة، فإن نظرة بسيطة الى صورة معاذ التي نشرها التنظيم في بدلة السجن، يظهر خلالها انه حليق اللحية، مع ان اسبوعا مضى على وقوعه في الاسر.!