علي سلامة الخالدي
عسكرياً الأردن جزء من تحالف عربي دولي لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية خلال هذه الحرب لا يتبادل الطرفان باقات الزهور، نتائج الحرب معروفة، خسائر في الأرواح وخسائر في المعدات يجب تقبلها بنفوس راضية، وقلوب صابرة، ومعنويات عالية لأن ذلك من ضرورات المعركة ومن شروط القتال. فالحرب في البداية والطريق طويل والرحلة مستمرة.
الخيار أمامنا وحيد، حشد الطاقات، توحيد الصفوف، تماسك النسيج الوطني، تعزيز الوحدة الوطنية، تلاحم المجتمع، تعظيم الثقة بالقوات المسلحة والأجهزة الأمنية والالتفاف حول قيادتنا الهاشمية. نتوخى الحكمة والتعقل، نتمسك برباطة الجأش نتعالى فوق الجراح، نتحمل الألم، لا تهزنا الرياح، نبقى جبالا ثابتة وقمما شامخة، رؤوسنا مرفوعة وجباهنا لها كرامة الدنيا وعزة الآخرة.
أما بالنسبة للبطل الطيار معاذ الكساسبة، فهو رمز وطني سامي، وقامة بطولية شامخة، وفارس أردني عملاق، ووجه مشرق نعتز به ونفتخر بالانتماء إليه، أصبح عنواناً كبيراً تجاوز حدود الوطن إنه ابن الأمة الحضارية، الذي يدافع عن المبادئ الإنسانية، وعن القواعد الأخلاقية، وعن الحقوق البشرية وعن الرسالات السماوية. محلياً قضية البطل معاذ أصبحت قضية رأي عام، تحظى باهتمام المجتمع، تقدمت كل الملفات، تشغل بال الوطن، تتفاعل في وجدان كل أردني، تلامس مشاعر أمهات يرفعن أكف الضراعة إلى رب العرش العظيم أن يكون معاذ في برد وسلام كما هو سيدنا إبراهيم عليه السلام.
خلاف وجهات النظر من طبائع البشر، هناك من يرى أن ذهابنا إلى هذه الحرب هفوة وأن الاستمرار غير مبرر، ولكن ألا يعلم هؤلاء بأن الثمن مستقبلاً سيكون باهظاً، وأن الكلفة القادمة لا نقوى على تحملها، والتهديد حقيقي، وأننا سنؤكل عندما أُكل الثور الأبيض، هؤلاء عليهم أن يكفّوا عن أكل لحم وطننا، ولا ينكروا فضل جيشنا، ولا يطعنوا ظهر أمتنا، ولا يتطاولوا على ثوابتنا، ولا يتناسوا ملحنا وعيشنا، عليهم أن لا يستظلوا تحت رايات وهمية، ولا يرفعوا شعارات عاطفية لا ينبشوا قبور شهدائنا، ولا يشمتوا في محنة أسرانا، ولا يشعلوا النار تحت قدرنا، نحن لن نختبئ لكي يكبر الخطر ويدق الموت أبوابنا.