أخبار البلد -
تنبه الأردن لخطورة الإرهاب منذ زمن طويل واكتوى بناره، إذ إن تفجيرات عمان العام 2005 ما زالت مطبوعة في أذهان وعقول الأردنيين.
تلك الحادثة الارهابية شكلت لوحة اردنية بامتياز تمثلت بالوحدة والتصميم والموقف الواحد في المضي قدما نحو مكافحة الارهاب، واجتثاثه، ونبذ جميع اشكال التطرف والعنف.
كما ان حادثة الكساسبة اعادتنا الى الوراء واكدت ان الشعب الاردني متماسك ويدافع عن امن وطنه واستقراره إذ اكد المواطن وكعادته دوما بان الوطن هو الاغلى والاعز وما صدر من ردود افعال تؤكد بان معاذ هو ابن كل الاردنيين .. فكما وحدتنا احداث عمان توحدنا حادثة الكساسبة .
ويقول مراقبون، ان الاردن قد خطا خطوات واسعة في مجال مكافحة الإرهاب وخاصة فيما استحدثه من نصوص تشريعية لتكون بمثابة صمام أمان لحماية المجتمع الأردني من خطر الإرهاب، وكذلك اتخذ عدة تدابير وآليات من أجل تفعيل الجهود الرامية لمكافحة الإرهاب خاصة وأن الإرهاب أصبح اليوم من أخطر ما يهدد أمن الإنسانية جمعاء ويشكل خطراً على مصالحها الحيوية، ويمثل إخلالاً بالمبادئ الأخلاقية والدينية السامية وخرقاً للقواعد القانونية الدولية وميثاق الأمم المتحدة .
يقول امين عام حزب الوسط الاسلامي النائب مدالله الطراونة، ان الدين الحنيف يدعو إلى التسامح مع الأديان والوسطية في طرح وقبول الرأي الآخر ونبذ العنف والقتل والتدمير، داعيا إلى ضرورة مكافحة العنف والقتل والسياسات الدموية التي ينتهجها المتطرفون تحت راية الإسلام، مؤكدا دعمه وتأييده لجهود قواتنا المسلحة الباسلة في مشاركتها في الحرب على الارهاب، حماية لأمن واستقرار الوطن والذود عن حدوده من اي تهديد قد يتعرض له من اي جهة كانت.
من جانبه اشار الدكتور علي الشطي الناطق الرسمي لحزب الوسط الاسلامي الى ضرورة مواجهة الأفكار الهدامة التي تستهدف الإسلام ورسالته السمحة ومكافحة آفتي الإرهاب والتطرف بالمنطقة، لافتا الى ان الاردن كان حريصا دوما على أن يكون في طليعة الجهود الرامية للتصدي للتطرف وأي ممارسات تخالف تعاليم الدين الإسلامي الحنيف ورسالته الوسطية السمحة والمعتدلة.
واشار امين عام حزب الرفاه محمد الشوملي الى ان حادثة الكساسبة شكلت بداخل كل فرد من افراد المجتمع الأردني تحديا وشعورا بالمسؤولية تجاه الوطن ورسخت مفهوم المواطنة وعززت مبادئ الوسطية والاعتدال والوعي الذاتي وزادت الثقة بين المواطن والدولة واجهزتها المختلفة؛ ليكون الأردن دوما حصنا منيعا في وجه كل مخرب أو حاقد.
وهذا ما يؤكده علماء وباحثون وحزبيون بان الاحداث خاصة الصعاب هي التي تكشف دائما المواطنة والانتماء والتضحية، لافتين الى ان الاوطان لا تُبنى بالتمني انما بالعمل والتضحية والفداء خاصة وان الارهاب يتربص بالجميع وان وطننا ليس بمنأى عنه.
ودعا عميد كلية الشريعة بالجامعة الاردنية الدكتور محمد الخطيب الى تماسك المجتمع خاصة في هذا الوقت العصيب، لافتا الى ان البطل معاذ الكساسبة كان يدافع عن الوطن ضد اخطار كانت تهدد امنه واستقراره .
ولفت الى ان ما يجري الان وما عبر عنه الاردنيون من اعتزاز وتضامن مع الكساسبة وأهله وقواتنا المسلحة يؤكد مدى حبنا لوطننا والتفاف الجميع حول القيادة التي لن تألو جهدا في حماية الوطن واننا على يقين بانه سيبذل كل جهوده واتصالاته للافراج عن البطل الكساسبة .