معاذ وعقلية المؤامرة

معاذ وعقلية المؤامرة
أخبار البلد -  
أخبار البلد - اسامه الرنتيسي 
 

في المواقف الصعبة تظهر جليًا الرؤى العميقة، الحريصة على قيمة الانسان، كما تتكشف بواطن عقلية بعض السذج وخيالاتهم عن المؤامرة والى اية طبقة وصلت، والاخطر ما يظهر بوضوح امام الملأ مِن أنصاف المواقف الانتهازية.

في قضية الطيار معاذ الكساسبة، التي صنفت منذ اللحظة الاولى قضية وطنية شاملة دخلت بيوت الاردنيين جميعهم، وسكنت احاسيسهم واستأثرت دعواتهم لحظة بلحظة، مثلما هي القضايا الوطنية كلها التي لا تحتاج الى موجهين ولا الى رسائل حتى يُجمع عليها الوجدان الشعبي النقي.

وحدهم اصحاب نظرية المؤامرة، تفتقت عبقرياتهم منذ اللحظة الاولى، عن ان هناك شيئًا ما وراء قضية الطائرة، وأسر الطيار، وان وراءها قضية كبرى أقلها المشاركة البرية للاردن في قتال داعش، على الرغم من أن رأس الدولة قال بوضوح ان القتال البري مهمة السوريين والعراقيين.

كما لم تخل التحليلات العبقرية من مخطط اوسع، له علاقة بالحل السياسي لازمتي سورية والعراق، وقد تفتح لحل مسخ للقضية الفلسطينية، كل هذه التحليلات للاسف، لم تراع الجانب الانساني لاسرة معاذ الصغيرة، أخلاقيًا، ولا لاسرته الاردنية الكبيرة.

لنقل إن هؤلاء العباقرة بنظرية المؤامرة يؤذون اكثر ما يؤذون انفسهم، وخيالاتهم المريضة، ولن يشفوا منها مهما كشفت لهم الايام عن عقم نظرياتهم، وبؤس عقلياتهم.

الاخطر، من كل هذا، أنصاف المواقف الانتهازية، ولا اريد ان اتهم احدًا ــ على الاقل من ناحية المشاعر ــ بأنه لا يقف الى صف سلامة معاذ وعودته سالمًا معافى الى ارض الوطن، لكن أنصاف المواقف في هذه الحالة في الجانب السياسي لا تستقيم مع اي منطق، وما فعلته جماعة الاخوان المسلمين في مسيرة وسط البلد الجمعة، عندما لم تضع على راس اولوية اهداف المسيرة التضامن مع الطيار معاذ الكساسبة، ورفع المطالبة بالافراج عنه شعارًا، وادانة الاجرام الذي يمارسه تنظيم داعش.

ليس الاخوان المسلمون وحدهم، فهناك صفحات كثيرة على وسائل التواصل الاجتماعي لشخصيات ورموز لم يكونوا متضامنين بشكل واضح ومعلن مع معاذ، غير الصفحات البائسة التي ذهبت الى اعادة التذكير بان هذه الحرب ليست حربنا، وغير ذلك من المواقف الانتهازية.

بؤس آخر ظهر في قضية معاذ، محاولة بعضهم الربط بين قضية وطنية مُجمَع عليها ألا وهي قضية أسر معاذ، وقضايا اخرى فيها اجتهادات، وهي نوع من التذاكي والتشاطر للهروب من المواقف الصريحة والمعلنة.

أما اشد حالات البؤس، فتتمثل بتلك الاصوات التي تطالب بالتوقف عن وصف داعش بالتنظيم الارهابي والاجرامي، وتغيير بوصلة الاعلام 180 درجة، حتى لا يتم استفزاز هؤلاء القتلة، على اعتبار انهم ينتظرون ان يغير الاعلام وصفهم حتى يتوقفوا عن ممارساتهم الارهابية.

في الازمات نتعلم دروسا كثيرة، وفيها تتكشف المواقف على حقيقتها.


شريط الأخبار بعد بيع وحدته في الأردن.. خطة طموحة للبنك العقاري لتوسع أعماله في مصر "طوفان الأقصى" يربك إسرائيل.. أزمة "التحقيق" تنفجر وارتدادات الهزيمة تكشف انهيار الأسطورة الأمنية الحكومة: لن نتهاون مع أي جهة أو شخص يروج لمعلومات كاذبة أو مضللة تمس مشاريع الدولة إعلام رسمي إيراني: تدريبات بالصواريخ في عدة مدن "الصحة النيابية": تخفيض ضريبة على السجائر الإلكترونية يشجع على التدخين تطورات متلاحقة في حلب.. الصحة السورية تعلن مقتل شاب ووالدته وإصابة 8 آخرين جراء قصف قوات "قسد" محيط مستشفى الرازي أم مصرية تعرض اطفالها للبيع بسبب الفقر "القانونية النيابية": إلغاء جميع الاستثناءات في معدل قانون المعاملات الإلكترونية 3 قنابل ثقيلة من مصطفى العماوي الى البريد الأردني.. هل يستطيعون الاجابة ؟ الديوان الملكي ينشر صورة من اجتماع للملك بالعيسوي وزير للنواب: امانة عمان بلدية قلق واحتقان وملفات وشكاوى من الموظفين تضرب بقوة بمؤسسة صحية وجهات رقابية تتابع الملفات النواب يقر مشروع قانون معدل للمعاملات الإلكترونية لسنة 2025 السلامي .. هل يجيز القانون الأردني والمغربي الجمع بين الجنسيتين؟ محافظة العاصمة حكاية تُحكى وتُروى مبنى له معنى .. السلطة في قلب عمان نائب: قرابة ربع مليون مركبة غير مرخصة بالأردن الرياطي: محاسبة انتقائية أم عدالة واحدة؟ دماء العقبة لن تُنسى والصمت غير مقبول صندوق النقد: تمديد سن التقاعد ضمن خيارات الضمان إصابة جديدة جراء استخدام مدفأة "الشموسة" المنارة الإسلامية للتأمين تحصد المركز الأول في هاكاثون الابتكار في التأمين 2025